للأسف الشديد وخاصة في القرن الأخير أصبح ما يسمى باقتحام الإسلاميين للسياسة بهدف تبني المفاهيم الإسلامية في تسيير الحكم من أخطر ما فتك بالدعوة الإسلامية في العصور الحديثة لدرجة أنه سبب مسخا واضحا للإسلام وحيدة عن أهدافه السامية التي ألخصها بثلاث أمور:
دعوة البشرية للتوحيد والسنة وتعليمهم أمور دينهم
الوصول بالمجتمعات المدعوة لمجتمعات مقيمة للشريعة ثمرة وقطفا وليس هدفا .
الإسلام السياسي للأسف يمهل الدعوة التي عادة تأتي بها الرسالات السماوية وتستهدفها ويحاول تجاوز حقيقة المجتمع فيقع في إحدى الإشكاليتين :
إما أنه ينتكس حال الوصول ويصدم إن هو وصل للحكم ويرتكب أخطاء سياسية فادحة فيكون مصيره كمصير الإخوان في مصر أو يلجىء للعنف والتطرف كما حصل بالجزائر والجبهة أو بكل بساطة يشرعن العلمنة كما هو حاصل في تركيا.
أو قد يجمع بأكثر من شيىء كعدم استعداد الشعوب لتطبيق الشريعة و ميول للعنف مثل التجربة التونسية والتي انتهت بتصرف حكيم من الحزب الإسلامي وهو الخروج بسلاسة ورجوع حليمة العلمانية لعلمانيتها القديمة فلعل الحزب السياسي الإسلامي التونسي أدرك أن الأرضية التونسية بحاجة للإصلاح أولا !
المقدمة كانت جرد لحال الأحزاب السياسية الإسلامية فهي وبهذا القصور في أسلوب الدعوة والإصلاح دوما تقع ضحية الطغمة الليبرالية النافذة والحاكمة في الدول الديمقراطية فتستغلها في شرعنه العلمنة بل قد تجعلها تمارسه دون أن تدري كما في تركيا .
اليوم في الجزائر نسمع أصوات تجزم بأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ستشارك مشاورات الدستور الجزائري !!
هي خطوة أكثر من داهية وذكية من السلطة فلا يوجد ما قد يعطي الشرعية لأي دستور في البلاد مثل أن تشرك أكثر طائفة مقصية ومغضوب عليها وهي الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
وبالتالي ستستمر عملية الأحزاب السياسية في منطقها الميكافيلي الذي يقود لمساهمتهم لشرعنة العلمانية في البلاد.
في ظل هذه الفتن والتحزبات والتضاربات فإن المرء فعلا يصل بل ويجزم أن في الأمة فعلا طائفة منصورة بغض النظر على أولائك الذين أنكروا صحة حديث افتراق الأمة .
فالواقع يتلاءم تماما مع نص الحديث الشريف .
وعليه سيكون من تمام الحكمة البحث عليها ولزوم أوصافها كما وصفها نبي الأمة.
باديسي
الفيس رجال يا وهابي