تخطى إلى المحتوى

16 مرضا قاتلا يطارد الأساتذة والمعلمين 2024.

120 ألف أستاذ يتقدمون سنويا بشهادات مرضية لطلب عطلة بين 15 يوما وشهرا
بين 65 و85 بالمائة من الأساتذة معرضون لإنهيارات عصبية

.. منهم من أصبح غير قادر على إمساك الطباشير، بسبب الحساسية المفرطة، ومنهم من أصبح غير قادر على الوقوف مطولا، بسبب مرض الدوالي، وكثيرون هم أولائك الذين أثقلت جيوبهم متاعب مرض السكري والضغط الدموي، كما لم يعد غريبا أن يحمل المعلم في محفظته علبة (البراسيتامول) علّه ينهي أوجاع الدماغ، غير أنهم يقولون: "كل شيء له مُسكنه إلا فوضى التلاميذ، غابت العصا وزاد الضجيج الذي أصبح هاجسا تمكن من 65 بالمائة منهم في انهيارات عصبية حادة.

الجيريا

تتباين الأرقام وتختلف الإحصائيات حول نسب المرض والمرضى بين المعلمين والأساتذة لكنها تشترك في تفشي عددا من الأمراض المهنية، وهو ما كان وراء مطالبة نقابات التربية بملف كامل عن طب العمل، حيث طالبت نقابات التربية بإدراج قائمة رسمية للأمراض المهنية التي أضحت تصيب الأساتذة والمعلمين أثناء أدائهم لمهنة التدريس.
*
تحوز "الشروق" على وثيقة تشير إلى إصابة عدد من الأساتذة بأمراض خطيرة، جراء ملامستهم لمواد كيماوية، تستعمل في المخابر لتلقين التلاميذ دروس العلوم الطبيعية، إذ تكشف الوثيقة وفاة أحد المخبريين بمتوسطة الإمام البخاري بالجلفة جراء التأثر البالغ بها بعد ملامسته لإحدى المواد الكيماوية، بالإضافة إلى إصابة مخبرية بالعمى بعد انفجار تركيب تجريبي بأحد متاقن قسنطينة.
*
وتذكر الوثيقة أنه لا يوجد أي نص تشريعي يصنف الأمراض المهنية للأساتذة والمعلمين، وجميع عمال التربية، حيث لا يعترف إلا بمرض "الأحبال الصوتية"، مقابل إنتشار أمراض أخرى نتيجة احتكاك هؤلاء بمواد خطيرة داخل المخابر على وجه الخصوص وانتشار أمراض الحساسية بمختلف أنواعها، والأمراض الصدرية، خاصة بالنسبة لهيآت التدريس والمخبريين والعمال المهنيين، بالإضافة إلى مرض الأعصاب وما ينجر عنه من ضغط الدم والأمراض التنفسية، وانتشار أمراض المفاصل التي تصيب الأساتذة والمعلمين جراء الوقوف المطوّل كالإصابة في الظهر والساقين، وتصلب الشرايين أو ما يعرف بمرض الدوالي، حيث تشير الأرقام إلى إصابة 20 بالمائة من عمال القطاع بهذا المرض.
*
وتؤكد معطيات مستقاة من الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين حسب الوثيقة، أن في مقدمة المواد التي أصبحت تفتك بأساتذة العلوم الطبيعية، والكيمياء جراء ملامستهم لمواد خطيرة تأتي في مقدمتها "اليود، الكلور، الأزوت، حامض الكبريت، معدن الصوديوم، الزئبق"، وغيرها من المواد الكيماوية، والتي يتعامل بها الأساتذة لإثبات بعض النظريات والتحاليل والمعادلات الكيميائية، في سبيل إثبات تجارب علمية للتلاميذ.
*
وأشارت الوثيقة إلى أن عددا من العمال المهنيين داخل المؤسسات التربوية لاسيما منهم القابعين خلف آلات الطباعة والنسخ مصابون بأمراض مختلفة، وأحصت الوثيقة عددا من مدارس الأميونت لا يزال التلاميذ والأساتذة يزاولون المهنة تحت أسقفها، وهي المادة التي ثبت علميا تسببها في مرض السرطان.
*
وفي الموضوع، قال مسعود عمراوي، المكلف بالإعلام لدى الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، لـ "الشروق"، أن مثل هذه الأمراض في انتشار واسع لدى فئة المعلمين والأساتذة، لكن المشكلة في عدم اعتراف وزارة الصحة أو وزارة التربية بتصنيفها كأمراض مهنية"، وطالب المتحدث بإدراجها في صندوق الضمان الإجتماعي.
*
كما تشير الأرقام المتحصل عليها من قبل وزارة التربية الوطنية أن 120 ألف أستاذ ومعلم يتقدمون سنويا بشهادات مرضية طلبا للعطلة المرضية، في مقدمتهم فئة النساء اللواتي يطلبن عطلة مرضية بعد انقضاء فترة الأمومة، إلى جانب فئة كبيرة من الكهول ممن زادت فترة تدريسهم عن العشر سنوات، وتأتي حالات الإنهيار العصبي في مقدمة الحالات النفسية التي تصيب فئة المعلمين والأساتذة، كما تختلف نسب التعرض لها، فبين من يصنف عدد الذين يتعرضون للإنهيار العصبي ما بين 65 و85 بالمائة من الذين يتوّفون مباشرة بعد إحالتهم على التقاعد، أي بعد 25 عاما من مزاولة المهنة، وبين أرقام أخرى تؤكدها النقابة الوطنية لعمال التربية التي تكشف أن 85 بالمائة من الأساتذة يتعرضون لإنهيار عصبي بعد مرور ثلاث سنوات من مزاولتهم لخدمة التعليم، كما تكشف أرقام أخرى نقابية أن عدد الأساتذة الذين يتوفون سنويا جراء الإنهيار العصبي يتراوح ما بين 150 و200 حالة، ومن الأمراض الأخرى المنتشرة بين عمال التربية نجد، مرض السكري، والقلب، والضغط الدموي، إلى جانب مرض الدوالي حيث أن 80 بالمائة من رجال التعليم مصابون بمرض "الدوالي" الذي يظهر عادة نتيجة الوقوف الطويل.

قائمة الأمراض التي تفتك بالأساتذة والمعلمين
من الأمراض النفسية:
الإنهيار العصبي
الوسواس
التعب والإرهاق
الشخير أثناء النوم
الأرق
الهذيان
فقدان الذاكرة
الجنون
من الأمراض الجسمانية:
أمراض القلب
الضغط الدموي
الأحبال الصوتية
الحساسية بمختلف أنواعها
السرطان
الشلل الجزئي والكلي
مرض السكري
مرض الدوالي

انعدام هيئة لكشف الأمراض المهنية يعقد الوضع الصحي للأسرة التربوية

النقابات تطالب بتحقيق وبائي في قطاع التربية

حوالي 60 بالمائة من رواد المستشفيات العقلية أساتذة ومعلمين

دقت نقابات قطاع التربية ناقوس الخطر بشأن تصاعد منحى الإصابات بالأمراض المهنية، وأفادت بأن دائرة مرضى فقدان الصوت، الدوالي، القلب، السكر، الأعصاب، قلة البصر والسرطان، وهي أمراض غير محصية باستثناء مرض الحنجرة، تتسع من شهر إلى شهر ومن سنة إلى سنة، موضحين بأن مهمة الأستاذ والمعلم المربي أصبحت أكثر من معقدة، نتيجة التغيرات المتسارعة للمجتمع وعقليته.

وقالت النقابات بأنه "نظرة التلميذ للمربي، بين الأمس واليوم، تختلف ولهذا أضحت صعبة، ومعاناة المربي داخل القسم وخارج المؤسسة وفي الأسرة نتيجة صعوبة التحكم في التلاميذ والبرامج الجديدة التي تتغير بسرعة مع نقص الإمكانيات وانعدام ظروف العمل"، مضيفين إلى الضغوطات المفروضة من المفتشين والإداريين وحتى أولياء التلاميذ، وتحول المربي إلى باب صخرية في المجتمع والعيش في أجواء من القلق والاضطرابات.

وفي ذات السياق، طالب، الصادق دزيري، رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، من وزارة التربية الوطنية إجراء تحقيق وبائي في قطاع التربية يقوم به مختصين بالاشتراك مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، "لاكتشاف أهم الأمراض المنتشرة بكثرة في القطاع وبعدها يمكن تصنفيها كأمراض مهنية جديدة".

وأفاد المتحدث لـ "الشروق" عن إمكانية اكتشاف عدد كبير من الأمراض غير المصنفة حاليا، كالدوالي، الربو والأمراض العصبية، باستثناء مرض الحنجرة فقط المعترف به، مشيرا إلى مرض الضغط النفسي لدى المسيرين مثلا الذي ينجر عنه الكآبة ويحدث ضغط الدم أو السكري لدى الإداريين بالأخص، بحكم علاقتهم مع الأولياء، النقابة وهاجس المسؤولية والجانب الجزائي في تسيير المؤسسة، فيما يتعرض عمال المخابر لمؤثرات المواد الكيميائية، موضحا بأن لكل سلك خصوصية، ودعا إلى فرض منحة على تلك العوارض في العمل أو الإحالة على منصب مكيف بالنسبة للمصابين.

من جهته، أكد، مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، في تصريح لـ "الشروق"، بأن الأمراض المزمنة كالقلب، السكر، الأعصاب، الدوالي، قلة البصر، الحنجرة والسرطان بالإضافة إلى أمراض نفسية أخرى كبعض حالات الانطواء تحتاج إلى علاج، مضيفا:" في ظل هذه الظروف لاحظنا المرض الوحيد المعترف به من قبل مصالح الضمان الاجتماعي هو فقدان الصوت، أي مرض الحنجرة".

وكشف المتحدث أنه بعد تمعنهم في القضية المتعلقة بالأمراض المهنية سجلوا انعدام هيئة تفرض تلك الإصابات المختلفة للأمراض ضمن العوارض المهنية، وقال "لهذا ارتأينا أن طب العمل مهم بالنسبة للقطاع وبوجود طبيب العمل يحصي تلك الأمراض ويفرضها كأمراض مهنية بإحصائياته وعليه عدم وجود طب العمل يعرقل تسجيلها"، وأوضح بوديبة أنهم في اتصالات مع أطباء المستشفات الخاصة بالأمراض العقلية، وقال"وجدنا الكثير منهم من قطاع التربية، فمثلا مستشفى الرازي بعنابة لديه حوالي 60 بالمائة من الزائرين هم من المعلمين والأساتذة ومن موظفي قطاع التربية"، مضيفا: "ولهذا الميدان يحتاج لإنشاء مراكز طب العمل على الأقل مركز في كل ولاية لحصر المرض، والأستاذ رهيف جدا وعلى القوانين أن تحميه لأن خسارته خسارة المجتمع بالكامل، لأنه إنسان يحترق ويقدم كل شيء للمجتمع دون الشعور به".

رئيس لجنة الخدمات الاجتماعية لـ "الشروق":

إعانة بـ 5 ملايين للمعلمين لإجراء عمليات جراحية مبلغها بين 10 ملايين و40 مليونا

تتكفل اللجنة الوطنية للخدمات الاجتماعية بنسبة معتبرة من مصاريف التغطية الصحية للحالات المستعصية من الأمراض المزمنة التي يتعرض لها عمال قطاع التربية، وتضمن اللجنة التعاقد مع خمس عيادات جهوية لإجراء العمليات الجراحية، واحدة بالعاصمة "ديار الشمس" تضمن شق طب العيون والجراحة العامة للمنتسبين للأسرة التربوية على المستوى الوطني، تيزي وزو عن منطقة الوسط، وعيادة بغرداية عن منطقة الجنوب، وبالجهة الغربية عيادة بوهران، وبالشرق عيادة بعنابة.

وأكد، أعمر درويش، رئيس اللجنة الوطنية للخدمات الاجتماعية لـ "الشروق"، أن اللجنة تدفع ما نسبته 50 بالمائة لأقل من 10 ملايين سنتيم، والعمليات التي تتعدى 10 ملايين سنتيم، يقوم العامل بدفع 5 ملايين سنتيم والفارق تدفعه مصالح اللجنة حتى إذا بلغت تكاليف العملية 40 مليون سنتيم، موضحا أن الأمر ينطبق على جميع العيادات على المستوى الوطني بما فيها المصحات والمستشفيات التي لا يوجد معها عقد، وأفاد أن عدد العمليات يصل 2024 عملية سنويا، ويكتفي كل عامل بإرفاق ش
وأوضح المتحدث بأن نسبة كبيرة من العمليات التي تجرى لعمال قطاع التربية تخص الأمراض المهنية الناجمة عن القلق بحكم المهنة، ضغط الدم، مرض السكري، الأحبال الصوتية للحنجرة المنتشر وسط المعلمين والأساتذة، ومرض الدوالي الذي يصيب في الغالب العاملات المدرسات من النساء، مضيفا بأن مراكز صحية موجودة في الولايات تتكفل بالتحاليل وبالعاصمة التكفل بالسكانير والأشعة بتكفل يصل 50 بالمائة.

[/B][/CENTER]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.