السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله له الحمد الحسن والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا هو يقول الحق وهو يهدي السبيل، والصلاة والسلام على النبي محمد وآله وصحبه أجمعين
وبعد،،،
فإن من الأخطاء -بل من المصائب- التي يقع فيها كثير من المسلمين، أنك إن نبهت أحدهم على خطأ شرعي أو معصية يقع فيها مع ذكرك للدليل على ذلك من الشرع، يقول أنتم متشددون، أنتم متخلفون
فإذا قلت لرجل مثلا لا تصافح النساء الأجنبيات عنك فهذا محرم فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)) رواه الطبراني وصححه الألباني.
فيقول يا أخي لا تتشددوا، هذا تخلف ورجعية، الغرب يختبر بوزن هيجز -الجسيم الذي يكسب المادة كتلتها، وهو اكتشاف مزهل في العلم الحديث- وأنتم تتكلمون في هذا!!
تقول لامرأة مثلا لا تتعطري وأنتي خارج بيتك هذا حرام فالنبي صلى الله عليه وسلم ثال: ((أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية)) رواه أبو داود وغيره
فتقول هذه حرية شخصية، لا دخل لك بهذا، أنت تسبني .. إلخ
طيب ألست برجل مسلم؟ ألستِ بامرأة مسلمة؟**
طبعا مسلمون
طيب كيف أقول لك يا مسلم، ويا مسلمة، النبي صلى الله عليه وسلم يحرم كذا، وتقول لي لا تتشددوا وهذا تخلف ورجعية … إلخ
كيف تفعل هذا؟
انتبه أنت ترد كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا كلامي
قل أنا عاصٍ، قولي أنا عاصية، ولكنها النفس وضعف الإيمان، لعل الله يتجاوز عنكم بفضله
لكن تكابرون و لا ترون أنكم على معصية، فهذه مصيبة كبيرة
فإن ادعاء شخص الإسلام يلزم منه السمع والطاعة لما جاء عن الله تبارك وتعالى وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعدم المكابرة -حتى مع معصيتك في أمر لا تكابر وقل أنا عاصٍ لعل الله يتوب عليك ويغفر لك-
فإن الله تعالى قال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36]
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء: 59]
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) } [الأنفال: 20 – 25]
وقال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 33]
فاتقوا الله في أنفسكم