أحببت أن أهديكم مجموعة من تغريدات الشيخ مشاري الخراز من حملة "كيفية التوكل على الله" والتي قادها في التويتر بدأً من تاريخ 26 سبتمبر 2024، ولا تزال مستمرة.
وأسأل الله تعالى أن تنفعكم في الدنيا والآخرة، وأن تتخذوا التوكل على الله سبيلاً لتحقيق حاجاتكم الدنيوية والأخروية.
خطوات التوكل على الله:
الخطوة الأولى: ضع في ذهنك الآن شيئا معينا تحبه وترغب في أن يتحقق لك..أو شيئا لا تحبه وتريد التخلص منه
الخطوة الثانية: نريدك الآن أن تتخذ قرارا جديدا هو:أن تفوض مهمة إنجاز هذا الشيء إلى الله.. (أي أنك قد أوكلت الله وحده بتحقيق رغبتك)
الخطوة الثالثة: هي"بذل الأسباب" ومعناها: أن تفعل كل ما بوسعك للحصول على هذا الشيء الذي توكلت على الله لأجله..إلى أن يحصل لك
سؤال: المتوكل وغير المتوكل كلاهما يبذل السبب..فما الفرق بينهما؟
الجواب: غيرالمتوكل يتعلق بالأسباب..والمتوكل قلبه معلق بالله فقط.. ابذل الأسباب ولكن لا تعتمد عليها.. لا تعتمد على دوائك ولا مذاكرتك ولا واسطتك ولا قوتك بل اعتمد على الله وحده لا شريك له
يعني نحن نفعل الوسائل التي توصلنا لرغباتنا "بذل الأسباب" ولكننا نستحضر أثناء فعلها أنها ليست هي التي ستوصلنا للهدف بل الله هو الذي يوصلنا
مثال: لو وعدك الملك ببيت وطلب منك صورة جوازك ليسجل البيت باسمك..فهل قلبك سيعتمد على الملك في الحصول على البيت أم على الصورة؟
طبعا قلبك سيعتمد على الملك وليس على صورة جواز السفر.. لأن كثيرا من الناس لديهم جوازات سفر ولكن الملك لم يعطهم بيتا.. ولله المثل الأعلى..علينا إذا توكلنا على ملك الملوك أن نفعل الأسباب التي طلبها منا "كالتداوي والمذاكرة..الخ". ولكن لا نعتمد عليها بل نعتمد عليه
سؤال: لماذا لم تتحقق رغباتي مع أنني متوكل؟
الجواب: إذا كان توكلك ضعيفا فإن تحقق رغباتك سيتأخر على حسب ضعف توكلك ..وأما إذا كان توكلك قويا فسبب عدم تحقق رغبتك هو أن الله علم بأن هذا الشيء ليس هو الأفضل لك فصرفه عنك لأنك توكلت عليه
سؤال: كيف أعرف توكلي قوي أم ضعيف؟
الجواب: بحسب ثقتك واطمئنانك بالله..فإذا كنت قلقا وغير مطمئن مع أنك متوكل على الله فهذا توكل ضعيف، وأما إذا كنت مطمئنا وواثقا بالله ومتيقنا بأنه سيأخذ بيدك للسعادة لأنه وعدك بأنه حسبك.. عندها لن تقلق.. فهذا توكل قوي.
المتوكل دائما فرح ومطمئن لا يقلق أبدا.. لأنه يعلم أن رغبته إن كانت خيرا فستتحقق ولو متأخرا.. وأما إن لم تكن خيرا فلن تتحقق.
إن المتوكل القوي يسلم أمره إلى الله ليفعل به ما يشاء سبحانه.. كما أن الرضيع يسلم نفسه لأمه تفعل به ما تشاء.. فكيف لا يطمئن؟
سؤال: أنا متوكل فلماذا أحس بقلق وتوتر؟
الجواب: هذا يدل على ضعف بالتوكل.. فالمؤمن كلما زاد توكله قل توتره لأنه يعلم أن الله يحميه
مثال: لو تبعك شرطي فهربت إلى أن أدخلك الملك في قصره ووعدك بحمايتك.. فإذا أحسست بالقلق بعد كل هذا فأنت تضيع وقتك بالقلق بدلا من الاستمتاع بمجالسة الملك.. بل لو رآك الملك تشعر بالقلق من شرطي بسيط بعد كل التطمينات التي أعطاك إياها فسوف يغضب عليك.. لأنه سيحس أنك لا تثق بكلامه.. لله المثل الأعلى.. ربي يحب أن يراك تثق به بعد التوكل.. وسيعطيك أكثر مما تتخيل إذا أعطيته قدره لأنه قال لك: {وكفى بالله وكيلا}
وبدلا من أن تضيع وقتك بالقلق.. عليك أن تفرح بالتوكل ومعرفة الله والاطمئنان إليه ومحبته التي حرمها من كثيرين وأعطاك إياها.
سؤال: من شروط التوكل العمل وبذل الأسباب.. ولكن بعض الأشياء لا أعرف كيف أبذل فيها الأسباب! مثل انتظار الزوج الصالح؟
الجواب: بذل الأسباب لا يتوقف على الأسباب الدنيوية.. بل هنالك أسباب أخرى سماوية.. مثل الدعاء والاستغفار والصدقة وترك الذنوب.. فكما أن الله جعل الطعام سببا للشبع.. فهو سبحانه قد جعل الدعاء سببا للفرج.. والاستغفار سببا للحماية.. والصدقة سببا للشفاء
فلا يمكن لأحد أن يقول أنا متوكل ولكني لم أبذل الأسباب لأني لم أجدها.. فالأسباب السماوية لا تستصعب على أحد وهي أقوى بكثير.
لماذا نحرص على التوكل لتحصيل المنافع الدنيوية ولا يخطر ببالنا التوكل على الله لتحصيل المنافع الأخروية مثل الخشوع والهداية؟
إذا توكلت على الله لتحصيل أمر تحبه فسيحققه لك.. ولكنه سبحانه يحب منك أيضا أن تتوكل عليه لتحصيل أمر من الأمور التي يحبها هو.. كيف لا يحب القلب رباً يدعوك أن تتوكل عليه فإن فعلت حماك وكفاك ثم في النهاية أعطاك.. وإن لم تتوكل فإنه يمهلك إلى أن تتذكره.
سؤال: عندما أتوكل على الله.. هل أتلفظ بلفظ معين مثل: "توكلت على الله" وغيره من الألفاظ.. أم يكفي أن أعزم بقلبي فقط؟
الجواب: ليس التوكل هو الألفاظ التي نقولها بلساننا.. التوكل هو صدق اعتمادك على الله.. فكلما زاد اعتماد قلبك على الله كان توكلك أقوى. الذي يفوض أمره لله بقوة ويعتمد عليه هو المتوكل ولو لم يتلفظ.. والذي يتلفظ بالتوكل ليل نهار وقلبه لا يشعر بذلك فليس بمتوكل.
سؤال: أنا أفكر في موضوعي الذي يهمني مع أني متوكل على الله.. فهل من كمال التوكل أن لا أفكر بالموضوع الذي توكلت على الله فيه؟
الجواب: المطلوب هو عدم التفكير السلبي بالموضوع الذي توكلت على الله فيه.. أما التفكير الإيجابي فهو يزيد توكلك قوة وثوابا.. كيف؟
التفكير السلبي هو القلق وتوقع الفشل أما التفكير الإيجابي فهو التدبير مع حسن الظن بالله والثقة بعطائه الذي ضمنه لمن توكل عليه
سؤال: كيف أترك التفكير السلبي عند التوكل؟
الجواب: يجب أن نعرف أولا:هل أنت تتحكم بنفسك أم أن الشيطان يتحكم بك ويحركك رغما عنك؟ ما رأيكم؟
فإذا كان الشيطان لا يملك أن يتحكم فيك بل أقصى ما يستطيع فعله أنه يطلب منك أن تفكر تفكيرا سلبيا.. ويدعوك للتشاؤم .. وأنت إن شئت أن تقبل طلب الشيطان فسوف تفعل.. وإن أردت أن ترفض دعوته فسوف تفعل أيضا.. فالأمر بالنهاية في يدك أنت.. فكل ما في الموضوع أننا نسترسل مع الشيطان إذا بدأ يعطينا هذه الأفكار السلبية ولا نتوقف مع أننا نستطيع والموضوع بيدنا نحن.
الغريب أن الشيطان يعرف أن الموضوع بيدنا ولا يريدنا أن ندرك ذلك.. فهو دائما يحاول إقناعك بأنك لا تستطيع ترك التفكير السلبي.. ويقنعك بأن الخشوع ليس في يدك.. وترك معصيتك المعتادة ليس بيدك.. وترك الغضب ليس في يدك.. والمصيبة أننا نصدق كل هذا الخداع.
سأضرب لكم مثالا يثبت لكم كيف أن الإنسان يستطيع ترك التفكير السلبي.. وليس هذا فحسب بل يستطيع ترك أي شيء لا يريده:
لو أن عبدا متوكلا على الله جلس يفكر سلبيا بهمومه لمدة ربع ساعة.. فجاءه أحد التجار وأراد مساعدته في ترك همومه فقال التاجر للعبد المتوكل أنا أعطيك مليون دولار إذا تركت تفكيرك السلبي وجلست أربع ساعات متواصلة تحل الكلمات المتقاطعة!
بالله عليك جاوبني بكل عفوية.. لو كنت مكان هذا الشخص هل ستفرط بالمليون من أجل هذا التفكير السلبي؟ ألا تستطيع التوقف؟
لله المثل الأعلى.. أليس رضا الله والثقة به والاطمئنان إليه أغلى من ملايين الأرض.. ألا يستحق سبحانه أن نترك كل فكرة سلبية لأجله؟ ويستمر العبد بتصديق هذه الخدع إلى أن يتفاجأ يوم القيامة بالشيطان يقول له: {وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي}
* المتوكلون قد فوضوا الله بكل ما يحدث لهم.. فهم مرتاحون لهذا تجدهم لا يعترضون على شيء كما أن الميت لا يعترض على المغسل في شيء.
*التوكل تختلف قوته من شخص إلى شخص.. وهو يكون على درجات بحسب ما في قلبك من اعتماد على الله
سؤال: كيف أقوي اعتمادي على ربي؟
الجواب: إذا علمت أن الله أرحم بك من نفسك.. وأنه يحب منفعتك أكثر مما تحب أنت ذلك.. وأنه الوحيد القادر على نفعك فكيف لا تعطيه كل اعتمادك؟
* يا الله ما أحلى التوكل.. ما أبرده على النفس.. مسكين من لم يتوكل على ربه ولم يشعر بهذه الراحة الغير موجودة إلا في صدور المتوكلين.
* لا أدري كيف يستحمل بعض الناس دنياهم بصعوباتها وهمها وغمها من غير توكل على الله؟! أتعجب كيف أنهم لازالوا على قيد الحياة!!
* لا يوجد شيء ألذ ولا أحلى ولا أشد راحة من أن يرمي العبد كل أحماله وأثقاله وهمومه على ربه قال تعالى: {أليس الله بكاف عبده}
سؤال: توكلت على الله في أموري ولكني لم أشعر براحة التوكل إلى الآن.. ماذا أفعل؟
الجواب: توكل على الله في أن يرزقك "راحة التوكل" أيضا
* إذا توكلت على ربك فإنه قد يغلق عنك بابا ولكنه سيفتح لك بابا أنفع منه.. فالذي كنت تظن أنه نافع اتضح أنه ضار ولكنك لا تدري
طلب أحد المشاركين بالحملة أن أذكر موقفا حصل لي مع التوكل.. أسوة بعشرات المواقف التي يذكرها المشاركون.. لذا سأكتب موقفا حصل لي في تسجيل البرنامج كنت أتوكل أن يصل كلامي لقلوب المشاهدين بقوة وتأثير.. فكان كثير منهم يخبرني أنهم يشعرون كأني أكلمهم شخصيا.
* لن نترك أبدا عبادة التوكل التي تعطينا كل هذه الراحة والطمأنينة بشهادة الآلاف.. بل حتى لو تأخر مرادنا يكفينا انشراح الصدر
بارك الله فيييييييييييييييييييييييييييييك
شكرا ………………..
مشكورة و الله انه موضوع مميز جعله الله في ميزان حسناتك و رفع به درجات معدلك في bac 2024
يارب يستجاب لدعائك ويكون معدلي جيد
وبخصوص الموضوع ياليت تتمعنوا فيه جيدا وتعيدو القراءة مرة واثنين لأنه سيغير مفهومكم للتوكل كما حدث معي تماما ….
أسأل الله لكم التوفيق والسداد
معلومات مفيدة بارك الله فيك
جزاك الله خيرا
اجاب عليها فضيلة الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان السؤال
كيف يكون الإنسان متوكلاً على الله ؟
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فيكون الإنسان متوكلاً على الله؛ بأن يصدق الاعتماد على ربه عز وجل؛ حيث يعلم أنه سبحانه وتعالى بيده الخير، وهو الذي يدبر الأمور، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس : ( يا غُلام ! إني أُعلّمُكَ كلماتٍ، احفظِ الله؛ يحفظك، احفظ الله؛ تجِدهُ تُجَاهكَ، إذا سألت؛ فاسأل الله، وإذا استعنتَ؛ فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء؛ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) [ رواه الإمام أحمد في " مسنده " ( 1/293 ) من حديث عبد الله بن عباس، ورواه الترمذي في " سننه " ( 7/203 ) من حديث عبد الله بن عباس . (15)] .
بهذه العقيدة يكون الإنسان معتمدًا على الله جل وعلا، لا يلتفت إلى من سواه .
ولكن حقيقة التوكل لا تنافي فعل الأسباب التي جعلها الله تبارك وتعالى سببًا، بل إن فعل الأسباب التي جعلها الله تعالى سببًا – سواء كانت شرعية أم حسية – هي من تمام التوكل، ومن تمام الإيمان بحكمة الله عز وجل؛ لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء سببًا، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم – وهو سيد المتوكلين – كان يلبس الدروع في الحرب، ويتوقى البرد، ويأكل ويشرب؛ لإبقاء حياته ونمو جسمه، وفي أُحد لبس درعين (16).
فهؤلاء الذين يزعمون حقيقة التوكل تكون بترك الأسباب والاعتماد على الله عز وجل هم في الواقع خاطئون؛ فإن الذي أمر بالتوكل عليه له الحكمة البالغة في تقديره وفي شرعه، قد جعل للأمور سببًا تحصل به .
ولهذا؛ لو قال قائل : أنا سأتوكل على الله تعالى في حصول الرزق، وسأبقى في بيتي، لا أبحث عن الرزق ! قلنا : عن هذا ليس بصحيح، وليس توكلاً حقيقيًا؛ فإن الذي أمرك بالتوكل عليه هو الذي قال : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } [ الملك : 15 ] .
ولو قال قائل : أنا سأتوكل على الله في حصول الولد أو في حصول الزوجة، ولم يسع في طلب الزوجة وخطبتها ! لعده الناس سفيهًا، ولكان فعله هذا منافيًا لما تقتضيه حكمة الله عز وجل .
ولو أن أحدًا أكل السم، وقال : إني أتوكل على الله تعالى في ألا يضرني هذا السم ! لكان هذا غير متوكل على الله حقيقة؛ لأن الذي أمرنا بالتوكل عليه سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا : { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } [ النساء : 29 ] .
والمهم أن فعل الأسباب، التي جعلها الله أسبابًا، لا ينفي كمال التوكل، بل هو من كماله، وأن التعرض للمهلكات لا يعد هذا من توكل الإنسان على الله، بل هو خلاف ما أمر الله عز وجل به، بل مما نهى الله عنه.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
موضوع رائع استفدت منه كثيرا بارك الله فيك
موضوع جميل
بارك الله فيك أخي بارك الله فيك
شكرا والله يحقق امانيك ان شاء الله
جزاك الله الخير كله موضوع في غاية الاهمية لو توكلنا على الله حق التوكل لرزقنا و لأرضانا
بارك الله فيك