نقابات التربية تطالب باستئناف نظام المداولات قبل إعلان نتائج البكالوريا
2024.06.18
بلقاسم عجاج
طالب المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، أمس، بالعودة إلى نظام المداولات، عقب الانتهاء من عمليات تصحيح أوراق إجابة امتحان البكالوريا، وأن يتم ذلك على مستوى لجنة بيداغوجية يرأسها أستاذ جامعي، ويعينها الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، قبل الإعلان النهائي عن نتائج الناجحين في بكالوريا دورة جوان 2024 .
وفي ذات السياق، أكد، مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، في تصريح لـ "الشروق"، أن وزارة التربية الوطنية ألغت العمل بالمداولات، منذ حوالي ثلاث سنوات، وأفاد أن نقابة "كنابست"، ترى بأن اعتماد لجنة بيداغوجية مهمتها مداولة نتائج البكالوريا قبل نشرها، من شأنه أن يعطي لشهادة البكالوريا مصداقية أكثر ويسمح بالتأكد من المعدل المحصل عليه من قبل الممتحن، من خلال جمع النقاط وفق ما كان يتم في السابق بدل الاعتماد على النظام المعلوماتي فقط لتحديد معدل المترشح.
وأوضح المتحدث بأن "الأستاذ يشهد بأن المعدلات والنقاط الموجودة عند اللجنة هي نفسها في التصحيح لإعطاء مصداقية للشهادة"، مضيفا "في لجان المداولات كل لجنة يرأسها أستاذ جامعي يشهد على مصداقية النتائج، حتى لا يطعن فيما بعد في مستوى الطلبة الملتحقين الجدد بالجامعات"، وقال بوديبة "البكالوريا شهادة بيداغوجية وليست شهادة إدارية"، معتبرا أن تعطل يوم أو يومين لا يهم في حال اقتضت الضرورة الإبقاء على قيمة البكالوريا.
وأكد بوديبة أن الإعلان عن النتائج يتم مباشرة عبر قوائم الناجحين التي تعلق داخل الثانويات، وأن هناك نظام معلوماتي يقوم بحساب المعدلات، ويوافق هذا النظام على معدلات 10 فما فوق وغيرهم كلهم راسبون، وشكّك المتحدث في طريقة حساب المعدلات التي تتم آليا، وقال إن فيها غموضا يقتضي حضور الأستاذ، مضيفا "تعطى السلطة للبيداغوجيين وليس للإداريين، حيث أن البيداغوجي هو من يعطيها المصداقية".
ويشار أن وزارة التربية، أعلنت، هذا العام، العودة إلى النظام الكلاسيكي في إعلان النتائج عبر الثانويات، من خلال تعليق القوائم ، كما نددت نقابة "كنابست" بالتهديدات والمضايقات التي تعرض لها الحارس من بعض المترشحين للبكالوريا، خلال القيام بعمليات الحراسة للوقوف ضد حالات الغش، واعتبرت النقابة أن الحراس قاموا بتأدية مهامهم في ظروف صعبة خلال الوقوع تحت طائلة تهديدات بعض المترشحين للبكالوريا خاصة الأحرار منهم.
لا حول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون
أصبح من يؤدي الأمانة وينهى عن المنكر ينعت بالرخيس ومن يعاون على المناكر يسمى راجل
ستتجاوز سبعين في المائة
الوزارة راهي معولة على الطرافيك
صح صدقت………
منقول
لقد أصبحت ظاهرة الغش في الامتحـــــــــانات تطرح العديد من التساؤلات ، إذ أنها استفحلت بشكل غير مسبوق خاصة في خلال السنوات الخمس الأخيرة ، حيث أصبح الممتحن يعتمد كثيرا على ما يجلبه معــــــــه من قصاصــات و " سكانير " و وسائل أخرى كثيرة و متعددة للغش ، دون وضـــــع أي اعتبــــار لعناصــــر الحراسة الذين يقفون مكتوفي الأيدي، عاجزين في كثير من الأحيان عن بسط سيطرتهم على الممتحنين ، خاصة في ظل الغياب التام للحماية و غياب قوانين رادعة في حال تعرض الحارس لأي مكروه .
وهذا ما حدث بالفعل في العديد من المرات التي تعرض ويتعرض فيها بعض الحراس لاعتداءات الممتحنين الذين يتربصون بهم بعد نهاية كل امتحان لينتقمون منهم ، و ذنبهم الوحيد هو قيامهم بواجبهم في الحراسة.
لكن ما الأسباب الحقيقية الكامنة خلف تفشي هذه الظاهرة ؟
لا يختلف اثنان في أن الغش في الامتحانات الرسمية مرده إلى الأسباب التالية :
1-التعليمات التي يتلقاها رؤساء المراكز بتخفيف الضغط عن التلاميذ، و هو ما يفهمه رئيس المركز ضوءا أخضر لغض النظر عن بعض التجاوزات كتعاون التلاميذ والطلبة مع بعضهم البعض و استخدام طرق الغش بأساليب مقننة و مبطنة بحيث لا تشكل واقعا مكشوفا للملاحظين.
2-اقتناع التلاميذ بأن هناك جهات مسؤولة تدعم ظاهرة الغش و تحميه و تختار له من يؤطره و هو ما يفسر تجاهلهم للحراس والاستخفاف بهم وأحيانا الوقاحة معهم.
3-اقتناع طاقم الحراسة بأن كل ما يتلى عليهم من قوانين تنظم حراسة الامتحانات ما هو إلا حبر على ورق ، و أن أول من يخرق تلك القوانين هي الجهات الوصية التي تجند عشرات الأشخاص لحراسة عملية الغش من الانكشاف و الظهور أمام الرأي العام.
4-غياب الوعي الأسري حيث أصبح جل اهتمام الأسر هو نجاح أبنائهم بأي طريقة كانت، حتى لو تطلب التدخل لدى الحراس الذين يسهرون على حراسة امتحانات أبنائهم.
5-العاطفة التي تتسرب إلى نفوس بعض الحراس في حال وجود أحد تلامذتهم أو معارفهم داخل قاعة الامتحان.
6-عدم إحساس بعض الحراس بأن ما يقترفونه هو أمر مخالف للقوانين و الأعراف و الشرع و الأخلاق.
7-تعمد بعض المعلمين و الأساتذة مساعدة تلامذتهم و إصرارهم على أن يتفوقوا و لو بالغش، ليغطوا على ضعف أدائهم كمدرسين من جهة و ليشار إليهم بأن كفاءاتهم كانت السبب وراء نجاح هؤلاء التلاميذ من جهة أخرى.
8-الشعور العام لدى التلاميذ بأن هناك أقسام امتحان فوق العادة وتحت الرعاية السامية, تقدم لها كل التسهيلات و يسمح لها بالتجاوزات في استخدام كل وسائل الغش بحرية بما في ذلك جلب الإجابات من خارج قاعة الامتحان بواسطة أيادي محسوبة على أعوان الحراسة بينما هي في الواقع أعوان على الغش و أنصار للباطل و أبواق للدجل.
لكن ما العمل ؟
للإجابة على هذا السؤال يجب علينا أن نسأل أنفسنا أولا:
من المستفيد من عملية الغش في الامتحانات ؟
و ما نوع الاستفادة ؟
لكن يبقى أن المربي سواء كان أستاذا أو معلما, يتحمل المسؤولية الكبيرة في عملية الغش أثناء الامتحانات لأنه المسؤول الأول و الأخير أمام تلامذته وأمام الله, فمهما اجتهدنا لإيجاد المبررات والأعذار لبعض الحراس لتراخيهم وتساهلهم مع التلاميذ, فان الحقيقة الساطعة التي يجب إبرازها هي أن هناك واجبات يجب القيام بها من طرف المربي حتى يكون مربيا فاضلا:
أولاً : حبه لمادته ومحاولته تحبيبها لطلابه ، بأن يكسر القالب الجمودي التي هي فيه .
ثانياً : الشفقة على المتعلمين وأن يعتبرهم في منزلة بنية كما قال المعلم الأول" إنما أنا لكم مثل الوالد لولده " ولذلك وجب عليه النزول إلى مستويات طلابه حتى يعينهم على فهم سائر العلوم وعليه أن لا يترفع عليهم بل يجيبهم فيطلب العلم .
ثالثاً :الصبر على أخطاء الطلاب ومعالجة ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة فلقد كان النبي "صلى الله عليه وسلم" مثالاً يقتدي به في الصبر .
رابعاً : ومن آداب المعلم أن لا يتكلف ما لا يعلم كان من دعاء رسول الله " اللهم إني أعوذ بك من العُجب فيما أعلم كما أعوذ بك أن أتكلف ما لا أعلم " .
خامساً : أن ينظر المعلم إلى العلم على أنه أمانة استودعها الله بين جنبيه فمن حمل هذه الأمانة فلم يؤدها حشر مع الذين وصفهم الله بقوله{ إنه كان ظلوماً جهولا }