هكذا حج الصالحون
أتركك أيها القارئ الكريم مع حج هؤلاء الأبرار
1 – قَالَ مجاهد:قَالَرجلٌعندابنِعُمرماأكثرَالحاج!فقالَابنُعم ر:ما
أقلهم ! قَالَ : فرأى ابنُ عُمَر رَجلاً عَلى بعيرٍٍ عَلىرَحلٍٍرَثٍّخطامهحبل،فَقَالَ:
لعلَّهذا [3] .
2-قَالَالجريري: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق ، قَالَ : فما سمعناه
متكلماًإلابذكراللهحتىحلّ،فَقَالَله:ياابنأخيهكذاالإ حرام [4] .
3 – قَالَ منصور بن المعتمر : « كَانَ شُرَيح هو : ابن الحارث القاضي إذا
أحرمَكأنَّهحَيةٌ صمَّاء » [5] .
قَالَ ابن قدامة تعليقاً على قول أبي القاسم الخرقي : «ويستحبلهقلةالكلام
إلا فيما ينفع ، وقد روي عن شريح أنه كانإذاأحرمكأنهحيةصمّاء»وجملة
ذلك أن قلة الكلام فيما لا ينفع مستحبة في كلحالصيانةلنفسهعناللغووالوقوع
في الكذب وما لا يحل ، فإنَّ مَنْ كثر كلامه كثرسقطه.وهذافيحالالإحرامأشدُّ
استحباباً؛لأنهحالعبادةواستشعاربطاعةاللهعزوجل فيشبه الاعتكاف ، وقد
احتجأحمدعلىذلكبأنشريحاً-رحمهالله-كانإذا أحرم كأنه حية صماء ،
فيُستحبللمحرمأنيشتغلبالتلبيةوذكراللهتعالى،أوقراءةا لقرآن،أوأمر
بمعروف أو نهيعنمنكر،أوتعليملجاهل،أويأمربحاجتهأويسكت،وإنتكلم
بمالامأثمفيهأوأنشد شعراً لا يقبح فهو مباح ولا يُكْثِر ) [6] .
4-قَالَأبو إسحاق السبيعيّ : « حَجّ مَسروقٌ هو : ابن الأجدع فَمَا نَامَ إلاّ
سَاجداً»[7].
قَالَ ابنُ مفلح : « باتَ عندالإمامأحمدرجلٌفَوَضععندهماء،قالَالرجلُ:
فلمأقمْبالليل،ولمأستعملالماء،فلمَّاأصبحتُقاللي:لِم َلا تستعمل الماء ؟
فاستحييتُ وسكتُ ، فقالَ : سبحان الله ! سبحان الله ! ما سمعتبصاحبحديثٍلا
يقومبالليل.وجرتهذهالقصةمعهلرجلٍآخر، فقال : أنا مسافر ، قالَ : وإن
كنت مسافراً ، حَجَّ مسروقٌ فما نام إلاّ ساجداً . قال الشيخ تقيّالدين:فيهأنهيُكره
لأهلالعلم ترك قيام الليل ، وإن كانوا مسافرين » [8] .
5-قَالَمحمدبنسوقةعنأبيهأنهحَجّمَعَالأَسْود،فكانإذاحض رت
الصلاةأناخولوعلىحجر،قَالَ:وَحَجَّنيفاًوَسبعينَ[9].
6-وقالَضمرةُبنُ ربيعة : « حَججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومائة ،
فما رأيته مضطجعاً في المحمل في ليل ولا نهار قط ، كانيصلي،فإذاغلبهالنوم
استند إلى القتب » [10] .
7 – قَالَ الربيع بن سليمان : حججنا مع الشافعي ، فماارتقىشرفاًولاهبط
وادياًإلا وهو يبكي وينشد :
ياراكباًقفبالمحصبمنمنى واهتفبقاعدخيفناوالناهضِ
سحراًإذافاضالحجيج إلى منى فيضاًكملتطمالفراتالفائضِ
إنكانرفضاًحبآلمحمدِ فليشهدالثقلانأني رافضي [11]
8 – قَالَ خيثمة : « كَانَيعجبهمأنيموتَالرجلُعندخيريعمله؛إماحج،
وإماعمرة،وإماغزوة، وإما صيام رمضان » [12] .
9-قَالَابنُالمبارك:جئتُإلىسفيانالثوريعشيةعرفة ، وهو جاثٍ
على ركبتيه ، وعيناه تهمِلان ، فالتفت إليَّ ، فقلت له : مَنْ أسوأ هذاالجمعحالاً؟
قَالَ:الذييظنُّأناللهلايغفر لهم [13] .
10-ورويعنالفُضَيلأنهنظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشيَّة عرفة ،
فقال : أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجلٍ فسألوه دانِقاً – يعني : سدس درهم –
أكانيردُّهم؟قالوا:لا. قَالَ : والله ! لَلْمغفرة عند الله أهون من إجابة رجلٍ لهم
بدانِق .
جزاكم الله خيرا