لا يتساوى تلاميذ المدارس في الوجبات الغذائية التي تقدم لهم في المطاعم المدرسية. ففيما يتناول محظوظون منهم وجبات متنوعة في بعض المؤسسات، لا يكاد يتعدى طعام الكثـير من التلاميذ بمدارس أخرى قطعة خبز وحبة بيض مسلوقة أو جبن، في ظل الميزانية التي تحدّدها وزارة التربية للوجبات الغذائية، والمقدرة بـ30 دج للوجبة الواحدة.
شاركت ”الخبر” التلاميذ وجبتهم الغذائية، في زيارة لها لبعض مطاعم المدارس بالعاصمة، رافقنا فيها مفتش التربية الوطنية للتغذية السيد عيادي أحمد، حيث تقاسمت مع التلاميذ أطباقا بنكهة العدس والأرز والكسكس بالدجاج وبلمسة طباخات غير مؤهلات، ولكنهن رباب بيوت اكتسبن خبرة مع الوقت.
وكان أول انطباع خرجنا به من خلال هذه الزيارة، هو التباين في نوعية الوجبات المقدمة بين مدارس العاصمة في اليوم الواحد، والتي لا تتعدى طبقا رئيسيا، وسلطة متنوعة وفاكهة. غير أنه لا يمكن للتلميذ، حسب مرافقنا، أن يتمتع بهذه الوجبة لولا دعم المجالس الولائية التي رفعت من قيمة الوجبة إلى 60 دج، في حين تحدّد وزارة التربية القيمة المالية للوجبة الغذائية الواحدة بـ30 دج. ورغم كل هذا، لاتزال بعض المدارس تقدم وجبات باردة، تقتصر على قطعة خبز وحبة بيض مسلوقة أو قطعة جبن.
بداية جولتنا كانت من مدرسة ينون بلقاسم الواقعة بالمحمدية بالحراش بالعاصمة، حيث كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف، وهو موعد تحضير طاولات غداء لاستقبال حوالي 240 تلميذ ينتمي بعضهم لهذه المدرسة، والآخرون لمدرستين مجاورتين لها في حدود الحادية عشر والنصف. كان يبدو لنا كل شيء مضبوطا، فالطباخون يرتدون مآزر ناصعة البياض والمطعم نظيف، تنبعث منه رائحة الأرز الذي قدم كطبق رئيسي مع حبة بيض مسلوقة، إلى جانب سلطة متنوعة متكونة من الخس، الشمندر والجزر. أما الفاكهة، فاقتصرت على حبة موز.
وحسب مسيّر المطعم السيد كرنان سالم، فقد خصص لهذه الوجبة مبلغ مالي قدره 4,10873دج، أي بمعدل 30,53 دج لكل تلميذ.
نفس الأجواء لمسناها بمطعم مدرسة موحوس 3 ببرج الكيفان، التي وصلنا إليها مع موعد غداء التلاميذ. الكل كان منهمكا في تناول وجبته الغذائية، المتكونة من العدس وحبة بيض وسلطة متنوعة، إلى جانب فاكهة البرتقال، بينما تشرف المعلمات على إطعامهم ومراقبتهم. وقد أكدت إحداهن أن التلاميذ يحبون بشكل كبير العجائن، مثـل المعكرونة والسبافيتي والكسكسي.
غير بعيد عن مدرسة موحوس، كان تلاميذ مدرسة ابن باديس 2 بصدد إكمال وجبتهم الغذائية، المتكونة من الكسكسي، قطعة صغيرة من الدجاج، سلطة متنوعة وعلبة ياغورت، وهي الوجبة التي وفرت لهم حسب مفتش التغذية 850 حريرة من بين 2400 حريرة يحتاجها التلميذ يوميا.
وإن كان تلاميذ هذه المدارس محظوظين لتناول وجبات ساخنة كهذه، فإن آخرين يتضورون جوعا بسبب انعدام مطاعم، خاصة على مستوى المدارس التي تقع بهراوة، خرايسية، الرحمانية، تسالة المرجة، سيدي موسى وزرالدة، حسب ما أكدته مصادر تربوية لـ”الخبر ”، حيث لا تزال تقدم للتلاميذ وجبات باردة لا تتجاوز قطعة خبز وجبن أو حبة بيض مسلوقة وقطعة كاشير.
وبخصوص مؤهلات الطباخين بالمطاعم المدرسية، كشف مفتش التغذية، السيد عيادي أحمد، أنهم لا يملكون أي شهادات، بل يتم تعيينهم من قبل البلدية، وأغلبهن ربات بيوت اكتسبن خبرة في مجال الطبخ بعد التحاقهن بالمطاعم، بينما تتولى عاملات النظافة بإليزي، حسب مصادر”الخبر”، مهمة طهي الغذاء للتلاميذ.
حسب مديرة الشؤون الاجتماعية
وزارة التربية تسعى لتحقيق النوعية في الوجبات الغذائية
أكدت مديرة الشؤون الاجتماعية بوزارة التربية، السيدة لطيفة رمكي، أن وزارة التربية تتبع مخططا نموذجيا لتحديد نوعية الوجبة الغذائية والكمية المقدمة للطفل، مع مراعاة حجم الميزانية المخصصة لذلك.
وأكدت محدثـتنا أن الوزارة تفرض التنوع في الوجبات الغذائية، بما يتماشى والمجموعة الغذائية التي تضم البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية، حيث توفر للطفل 40 حريرة. وأضافت السيدة رمكي أنه يتم ضبط جدول الوجبات الغذائية حسب خصوصيات المنطقة، وحسب ما هو متوفر في السوق ومخزن المطعم المدرسي، إلى جانب تنويعها على مدار أيام الأسبوع، مع مراقبتها من قبل أطباء وحدات الكشف والمراقبة التابعة لوزارة التربية، إلى جانب مصلحة الوقاية للبلديات.
وفيما يتعلق بالتلاميذ الذين يتناولون وجبات باردة، أردفت محدثـتنا أنه يتم دراستها، وهي صحية ومتوازنة، ويتم تقديمها على مستوى المدارس التي تفتقر للمطاعم.
من جانب آخر، نفت السيدة رمكي تسجيل أية حالات تتعلق بالتلاعب بالوجبات الغذائية، وذلك بفضل الرقابة التي فرضتها الوزارة، من خلال الدور الذي يلعبه مفتش التربية الوطنية للتغذية، ومفتش التربية الوطنية للتسيير المالي، مؤكدة أنه في حال تسجيل تجاوز، تتم إحالة المعني على العدالة.
وبخصوص تكوين طباخي المطاعم المدرسية، قالت السيدة رمكي إنه يتم تعيينهم من قبل البلديات، بينما يتلقون توجيهات من حين لآخر من قبل مسيّر المطعم ومفتش التربية الوطنية للتغذية.
وتشير الأرقام التي كشفت عنها محدثـتنا إلى أن الدولة خصصت هذه السنة ميزانية قدرها 13 مليار سنتيم، استفاد منها 14 ألف مطعم مدرسي على المستوى الوطني، و3 ملايين تلميذ، أي بنسبة 80 بالمائة.
المختص في التغذية كريم مسوس
نقص المعرفة الغذائية جعلت الوجبات غير متوازنة
قال المختص في التغذية، السيد كريم مسوس، إن الوجبات الغذائية التي تقدم للتلاميذ في المدارس تنقصها مواد الحليب ومشتقاته، الضرورية لنموهم. لكنه أشار في المقابل إلى أنها معقولة من حيث تنوعها، في ظل نقص المعرفة الغذائية الخاصة بالطفل.
ودعا محدثـنا في هذا الإطار وزارة التربية إلى جعل المدارس الابتدائية ورشات تطبيقية، يشارك فيها الطفل من خلال تحضير واختيار الوجبات الغذائية. ومن شأن هذه الطريقة، يقول مسوس، أن تكسب التلميذ ثـقافة غذائية لا يمكن للعائلة أن توفرها له لنقص الإمكانيات، إلى جانب إهمال بعض الأمهات، وخاصة العاملات لتحضير غذاء صحي لأبنائها.
وعن قائمة المواد الغذائية الصحية للتلميذ، والتي من شأنها أن تحسن المردود الفكري والبدني، قال محدثـنا إن الطفل يحتاج ما يعادل 2 غرام من البروتين لكل كلغ واحد من وزنه، والمتوفر في اللحم أو الدجاج أو السمك أو البيض. أما السردين، فالطفل يحتاج منه 120 غرام، ومن الأحسن أخذه كمكمّل وليس كوجبة، مع إعطائه خضرا دون طهي، لغناها بالفيتامينات والألياف، إلى جانب إعطائه طبق نشويات لإمداده بالطاقة.
رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ
الوجبات الغذائية غير كافية نوعيا وكمّيا
انتقد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، السيد خالد أحمد، نوعية الوجبات الغذائية المقدمة للتلاميذ، حيث قال إنها ضعيفة جدا، خاصة إذا علمنا أن قيمة الوجبة الغذائية تتراوح بين 20 و35 دج.
وأكد السيد خالد أحمد أنه لا يمكن أن ننتظر نتائج إيجابية من التلاميذ إذا لم نحسّن وجباتهم الغذائية، مشيرا إلى أن الوجبة التي يتم منحها للأطفال غير كافية، سواء من حيث النوعية أو الكمية. كما أشار إلى الوضعية الكارثـية لبعض المدارس الابتدائية التي تتطلب، حسبه، تجديد وسائل الطهي، في ظل غياب المراقبة على نوعية الغذاء وقلة عدد مفتشي المطاعم الذي لا يتجاوز 96 مفتشا، حيث كشف أن 3 تلاميذ وعاملين بثـانوية برباي بشرشال أصيبوا بمرض وبائي بسبب عدم توفر النظافة والمراقبة.
للأسرة دور في التغذية الصحية للتلميذ
أوضحت العديد من الدراسات التي أجريت على تلاميذ المدارس أن نقص الحديد يعتبر أكثـر الأمراض انتشاراً، كما يؤثـر فقر الدم بشكل كبير على التحصيل الدراسي.
ووجدت أن التلاميذ المصابين بفقر الدم يعانون من الصداع، وقلة الشهية، وسوء التغذية، والإحساس السريع بالتعب والإجهاد، وعادة ما يكون التحصيل الدراسي لهؤلاء منخفضاً مقارنة بأقرانهم من التلاميذ. فمن دون الغذاء السليم، لا يمكن للتلميذ أن يستوعب دروسه بشكل فعال.
وللأسرة دور أيضا في التأثـير الكبير على الطفل، من خلال تنشئته على العادات الغذائية الصحية منذ نعومة أظافره. ومن بين ما ينصح به مختصو الغذاء:
* تعويده على تناول الإفطار في المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة. فقد تواجه الأسرة صعوبة في البداية إذا كان الطفل لم يعتد على ذلك، لكن المهم الاستمرار.
* تعويد الطفل كيفية التعرف على الطعام الصحي ومكوناته بصورة يستطيع أن يستوعبها.
* تنويع إعداد طعام الإفطار قدر الإمكان، مع الحرص على الاحتفاظ بالقيمة الغذائية.
* تغيير طريقة تقديم الطعام، لأن الطفل سريع الملل.
كما ينصح أيضا بالابتعاد عن الأسباب التي تساعد على عدم تناول الإفطار في المنزل، منها:
* تأخر الأطفال في النوم، وبالتالي يجب الحرص على الاستيقاظ باكرا حتى يتمكن الطفل من تناول الإفطار.
* بعض الأمهات ـ خاصة غير الموظفات ـ تجد صعوبة في تحضير الإفطار، نظراً لأن أبناءهن يذهبون إلى المدرسة في وقت مبكر وهن لا يحبذن الاستيقاظ باكرا.
* قد تكون الأم موظفة وليس لديها الوقت الكافي لإعداد هذه الوجبة.
* ومن الأمور العامة عدم تعوّد الأسرة تناول الإفطار، وهذا ينعكس على أبنائها، فنجدهم لا يميلون إلى تناول الإفطار، الشيء الذي تترتب عليه آثـار صحية خطيرة.
في المناطق النائية اتركها لله
nos eleves chez nous en leurs donne de la viande hachee une fois une miette de viande avec couscous
المطعم عندنا هيييييييييييه قطعة خبز20سم+4حبات تمر +1جبن وكوووول يا تلميذ