تخطى إلى المحتوى

السلفيَّة و(الحضارة!) 2024.

السلفيَّة.. و(الحضارة!)
-نِسبةً، ومفهوماً، وتَمييزاً-

للشيخ أبي الحارث علي بن حسن الحلبي الأثري حفظه االله.

….لمعرفةِ عُلومِ اللُّغَةِ وفُنونِها -مُفرداتٍ وأساليبَ- أثرٌ بالغٌ جَمٌّ في صِياغةِ الكَلِماتِ وضَبط المَعانِي؛ ذلكُم أنَّها تُعَبِّرُ عن المقصودِ والمُرادِ بأوجزِ بيانٍ، وأفصحِ عِبارةٍ؛ فعندما نَقولُ -مَثَلاً-: (السلفيَّة الحضاريَّة)؛ فهو تركيبٌ لُغَوِيٌّ لا يُؤدِّي -نتيجةً- إلاّ إلى تشتيت الذِّهن، وتَفْتِيت المَعنَى -ولا بُدَّ-! فثَمَّةَ مَن يقولُ -اليومَ- مُنادِياً- مِثلاً بمِثلٍ-: (السلفيَّة الإصلاحيَّة!)، و: (السلفيَّة التَّقليديَّة!)، و(السلفيَّة التَّجديديَّة)، و: (السلفيَّة المُحافِظَة!)، و… و…
والأعجبُ مِن ذلك -كُلِّهِ-: قولُ مَن يَقولُ: (السلفيَّةُ الجِهاديَّة!)!! والأعجبُ -أكثرَ!-: قولُ مَن يقولُ: (السلفيَّة التَّكفيريَّة!)!
ومِن المُناسِبِ -جدًّا- ابتداءً- إيرادُ ما كَشَفَهُ الأُستاذُ السلفيُّ العلاَّمةُ محمود محمد شاكر -رحِمهُ اللهُ- في كتابِهِ الكُبّار «أباطيل وأسْمار» -لَـمَّا قالَ مُناقِشاً لَفظَ (الرجعيَّة!) -ولفظُ (الحضاريَّة!) يُقابِلُهُ-: «… هذه الألفاظُ المُبهَمَةُ التي لا يَجدُ لها الإنسانُ حَدًّا: شديدةُ الضَّرَر! ولكنْ؛ يُؤسِفُنِي أنَّ أكثرَ الذين يَلجَأُونَ إليها، إنَّما هُم القومُ الذين يدَّعُونَ «الثَّقافة»! ويدَّعُونَ «الاتِّجاه العلميّ»! ويدَّعُونَ «الدِّقَّة العلميَّة»! ويدَّعُونَ «المنهج»! ويدَّعُونَ ما شئتَ مِن الزَّيْف الذي لا حُدودَ له!!
فأنتَ إذا شئتَ أنْ تَستقصِيَ معنَى «الرجعيَّة» [فضلاً عمّا يُقابِلُها -سواءً بسواءٍ]- في كلامِ مَن يتكلَّمُونَ، ويَهضِبُون، ويُثَرْثِرُون-: وَقَعْتَ في مِثلِ «رَدَغَة الخَبَال» -مِن الحَيْرَة في فَهْم المُراد منها-…».
فـ«(الرَّجعيَّة) [فضلاً عمّا يُقابِلُها -سواءً بسواءٍ]- أيضاً- لفظٌ يَألَفُهُ الناسُ -اليومَ- على غُموضِه المُتْلِفِ للفَهْمِ، المُؤدِّي إلى اختلاطِ الإدراكِ، المُمَهِّدِ لِكُلِّ ذي هوًى أنْ يَبلُغَ إلى هَواهُ -باستعمالِهِ-؛ لأنَّهُ يَحملُ معنى مِن معاني الفساد في مَفهومِهِ الغامِضِ…»…
وعليه؛ فأقولُ: إنَّ المعنَى الحرفيّ لكلمةِ (الحضارة) هو: (الإقامة في الحَضر)، بما هو خلافُ (البادية) -التي هي: (سُكنَى البوادي)-، ثُمَّ (تطوّر) هذا (المُصطَلح) ليُعَبِّرَ -في أحوالِ المجتمع المُعاصِر -عن مَجموع معاني التقدُّم، و(التَّطوُّر)، والمدنيَّة-وما إليها-…
ولستُ -ها هُنا- في معرِضِ مُناقشة هذا (المُصطَلح)، وتطوُّراته، ودلالاتِه؛ فالأمرُ أعمقُ مِن أنْ يكونَ مُجرَّدَ ذِكرٍ لِمُصطَلَحٍ -ما-، يدُلُّ على معنًى -ما-؛ إذ إنَّ (الحضارة) -أيَّةَ حَضارةٍ -مِن حيثُ هي- فيها الحَسَنُ وفيها القبيح، وفيها الفاسدُ وفيها الصَّحيح-؛ فنسبة (السلفيَّة) إلى (الحضارة) -هكذا بإطلاق!- نسبةٌ باطلةٌ مُستنكَرَة، يتنزَّهُ عن الاستِرسالِ معها ذَوُو المعرفة الصافيةِ، والإدراك الرَّجيح.
ولعلَّ هذا هو الدافعُ لبعضِ المُعاصِرين -مِن الأُدَباء، و(المُثَقَّفِين) -لأنْ يَكتُبَ في «الإسلام ومُشكلات الحضارة»، و«مساوئ الحضارة الغربية»-وما أشبه ذاك-.
وما أجملَ ما قالَهُ -مُبَيِّناً لِبعضِ هذه الدَّقائق- الأُستاذُ السلفيُّ الشيخُ محبُّ الدِّين الخَطيب -رحِمَهُ اللهُ- في مُقدِّمَتِهِ لديوان «مَجد الإسلام»-بما ملخصه-:
«إِنَّ المعدنَ الذي بَرَأَ اللهُ منهُ -في الدَّهرِ الأوَّلِ- أُصولَ العُروبةِ- ثُمَّ تخيَّرَها ظِئْراً للإسلامِ-: إنَّما هو معدنٌ كريمٌ، لمْ يَبْرأِ اللهُ أُمَّةً في الأرضِ تُدانيه في أصالتِهِ، وسلامتِهِ، وصَلابتِه، وعظيم استعداده للحقِّ.
وهذا يدعُو إلى الأخذ بأسباب القُوَّة، وبكُلِّ نافعٍ مِن نَتاجِ الحضارة الحديثة، مع المُحافظَة على المُثُل، والقِيَم، والأخلاق القديمة -لأنَّ الخيرَ -كُلَّهُ- قديمٌ-؛ بما يتضمَّنُهُ مِن إصلاحِ المدارِس، ومناهج التَّعليم، ووسائل الإعلام».
وهذه معاني حقٍّ ساميةٌ لمْ يَفُتْ عُلماءَنا -مِن قَبْلُ- بيانُها وتوكيدُها، وتَوطيدُها -والحمدُ لله-، وهُم الكبارُ الكِبارُ الذين نتشرَّفُ بأنْ نَكونَ حَلْقَةً في سلسلةِ أسانيدِهم الذهبيَّة العلميَّة العالية؛ دون أهل التفرُّد، والشُّقَّة، والانْعِزال إلى الهاوية!
وعدمُ إدراك الصَّالح مِن الطَّالح في (الحضارة) -عُموماً- هو الذي دَفَعَ -أيضاً- العلاّمةَ ابنَ خَلْدُون -عالمَ الاجتماعِ ذائعَ الصِّيت- لأنْ يُحَذِّر مِن الخَلْطِ والاضطرابِ الذي قد يَقَعُ في تمييزِ ذلك-في «مقدِّمَتِهِ» -الشَّهيرة-؛ حيثُ قالَ: «… وقد يتوضَّحُ -فيما بعدُ- أنَّ (الحضارةَ) هي نهايةُ العمران، وخُروجُه إلى الفسادِ ونهايةِ الشر، والبُعدُ عن الخير…»!
فـ(الحضارة) -أينما كانت، وكيفما كانَت- يجبُ أنْ تكونَ تابعةً؛ لا مَتبوعةً؛ وذلك -ولا بُدَّ- بَعْدَ أن تُغَرْبَلَ مِن أكدارِها، وتُصَفَّى عن أوْضَارِها، وتُنَقَّى مِن غَثاثَتِها؛ فهي -والحالةُ هذه -لا تَعْدُو أنْ تكونَ جُزءاً (مَحدوداً) مِن مَجالاتِ (التَّصفية) العلميَّة المنهجيَّة -الكثيرة-، و(التربية) الأخلاقية السُّلوكيَّة -التي هي كالدراري النَّثيرة-، والتي تُعَدُّ -بالمجموع- أصلَ أُصولِ الإصلاحِ السلفيِّ المُعاصِر؛ فكيف (يُرادُ) لـ(الحضارة) -هكذا- أنْ تكونَ أُسًّا تُنْسَبُ (الدَّعوةُ السلفيَّةُ) -بأصالتِها، ورحابة منهجِها، ودقَّة تَصوُّرِها- إليه، وتُجْمَعُ مَعَهُ، وعليه؟!!
وبَعْدُ؛ فلئنْ كان هذا -فيما نحنُ فيه- حالَ (العناوين!)؛ فما بالُكُم بالمحتويات والمَضامين؟!
نَقولُ هذا -ونُقَرِّرُهُ- حتّى لا يَخرُجَ علينا -في الغَد- مَن يُفصِحُ أكثرَ عن سُوءِ مَقصودِه -مُقابلةً لـ(السلفيَّة الحضاريَّة!)- بأنْ يَقولَ: (السلفيَّة الانهزاميَّة)! -وقد قيلَت، لكنْ: بألفاظٍ أقلَّ وحشيَّةً!-!!
فكُلُّ هذه الأوصافِ -وهاتيك- إنَّما هي أوصافٌ جُزئيَّة مُختَزَلَةٌ، لا تُمَثِّلُ الواقعَ، ولا تُبيِّنُ الحقَّ، وإنَّما هي معانٍ مُعبِّرَة عن أهدافٍ مُبَعْثَرَة- حَسَبَ أنواعِ التصوُّر -حيناً-، وإمعاناً في النَّقدِ والإقذاع -أحياناً-!
فعندما يقولُ القائلُ: (سلفيَّة إصلاحيَّة!)، أو: (سلفيَّة تجديديَّة!)، أو: (سلفيَّة مُحافِظَة!)، أو حتَّى: (سلفيَّة رسميَّة!)، أو: (.. سلفيَّة جِهاديَّة!)؛ فإنَّما يُعَبِّرُ كُلُّ قائلٍ -بما يَقولُه- عن تَوَجُّهِهِ ومُرادِهِ؛ إمَّا عُنواناً على طريقتِهِ، أو إعلاناً عن دَعوتِهِ-؛ (إصلاحاً)، أو (تَجديداً)، أو (جِهاداً)، أو.. أو…
بينَما (السلفيَّة) -الحقَّةُ- بشُمولِها، وعَظَمَتِها، وحَقيقتِها -تَستوعِبُ الحقَّ مِن هذا -كُلِّهُ-؛ ليكونَ جُزءاً مِن أجزائِها، ومعنًى مِن معانيها -ليس إلاّ-، فـ(الإصلاحُ): مِن أهمِّ أصولِ الدَّعوةِ السلفيَّةِ -عِلماً، وعَمَلاً-، و(التَّجديدُ): مِن أعظمِ وسائلِها في تحقيقِ الإصلاحِ، و(المُحافَظَةُ) – بمعناها الإيجابي!- مِن أجَلِّ ما تفتخرُ به، وتستعلي بذِكْرِهِ، و(الجِهادُ) -بضوابطِهِ الشرعيَّةِ الدَّقيقة- «ذروة سنام الإسلام» -كما قال نبيُّنا -عليه الصَّلاة والسَّلام-… وهكذا في سائر ما هو جُزءٌ مِن كُلٍّ -إنْ كان حقًّا في نَفْسِهِ-.
وعليه؛ فإنَّنا نَخْرُجُ مِن هذه (الأوصاف) -أو (الصِّفات)، و(النِّسَب) -جَمْعاً أو تَفريقاً -ما كان حقًّا منها- بمُفرَداتٍ معنويَّةٍ صحيحة، تتَّسِمُ بها -جميعاً- الدَّعوةُ السلفيَّةُ؛ لكنْ: لا يَجُوزُ -بحالٍ- أنْ تُحصَرَ فيها -أو حتَّى في بعضِها!-، أو يُقتَصَرَ بها عليها!!
ومِن بابِ ذِكْرِ الشيءِ بالشَّيءِ -تَنبيهاً، وتَنويهاً- أقولُ: لا أزالُ أتذكَّرُ -جيِّداً- ما قرأتُهُ -قَبلَ نحوِ ثلاثين سنة- بخطِّ علاّمةِ العِراق الأُستاذ الشيخ محمد بهجَت الأثري -رحِمَهُ اللهُ- مُعلِّقاً على ما وَرَدَ في مُقدِّمَةِ كِتابِ «تهذيب الكمال» -للحافظِ المِزِّي- (1/18) مِن قولِ مُحقِّقِهِ -في المُؤلّف- أثناء ترجمتِهِ له-: (تأثُّره بالفِكر السَّلَفِيِّ) -أي: المِزِّي-؛ فكَتَبَ الأُستاذُ الأثري -رحِمَهُ اللهُ- حاشيةً وَجيزةً- بخطِّهِ الجميل المُتقَن-: (أرَى أن تقولَ: «تأثُّره بفِكْرِ الأصالة»؛ لأنَّ بَعض مَن تعرف جعلوا (السلفيَّة) نَبْزاً مُرادِفاً للرَّجعيَّة)!!
وصدَقَ -رحِمَهُ اللهُ-؛ فها نَحْنُ -اليومَ- نَرَى ألواناً وأصنافاً مِن أمثالِ تِلكُمُ النِّسبةِ المُتضمِّنَةِ النَّبزَ والإقذاع -ولو بطُرُقٍ غير مُباشرة!-، وكُلُّها -إنْ تضمَّنَت بعضاً مِن صواب-؛ فإنَّما تدلُّ على جُزءٍ مِن الحقِّ والحقيقة؛ فكيف إذا كان بعضٌ آخَرُ -مِنها- مُغرِقاً في الباطل، ومُمْعِناً في تَقزيمِ الحقِّ، أو تمزيقِه؟!
فـ(فَهم أحوال العَصر) داخلٌ -تماماً- في تَطبيق معنَى (الإصلاح) الحقّ، ومُتطلَّبات (التَّجديد) الصِّدق، بما يتضمَّنه مِن (تسهيل لغة العِلم، ومُخاطَبَة حاجات النَّاس) – أُسلوباً وطريقةً- ممّا يُعرَفُ عندَ البَعض بـ(ترشيد الخِطاب) -وهو الشَّأنُ الواضحُ الجليُّ -جدًّا- في مُشاركَة كثيرٍ مِن المشايخ السلفيِّين -الفاعِلَةِ -بل ومُبادرَتِهِم- في وُلوج (الطُّرُق العصريَّة) الدَّعويَّة -مِن فضائيَّات، وإنترنت، وصُحُف، ومجلاّت، ونَشَرات؛ فَضلاً عن الكُتُب، والمُؤلَّفات… -كُلُّ ذلك بالضَّوابطِ الشرعيَّة التي تُعينُ على تعميقِ (الوعي) الصحيح-.
وهذا -هكذا- كما لا يَخفى- سبيلٌ جليلٌ يكونُ مِن خِلالِهِ تحقيقُ (ربط العُلوم العصريَّة بتأصيلاتِها الشرعيَّة)؛ غربلةً للمفاهيم المُختلِطَة، و(تصفيةً) للمعاني المُضطرِبَة، و(تربيةً) على الحقائق الواثقةِ…
وإذِ الأمرُ كذلك؛ فإنَّ الإدراكَ الصَّحيحَ المُتَمَثِّلَ في اعتبارِ أنَّ (وحدة الأمَّة مقصد شرعي ومطلب حضاري) -إنْ جازَ التَّعبيرُ!- يُوجِبُ على كُلِّ مُسلمٍ واعٍ العملَ الدَّؤوب على تَفعيل هذا الإدراك الواعي، ضمن أُسُسِ التَّعاوُنِ الشرعيِّ الأخويِّ؛ بعيداً عن المَسلَك العَصبي الحركيّ الحزبيّ المُزْرِي -والذي مَهْما جُمِّل، وزُيِّن، وزُخرف؛ فهو قبيحٌ قَبيح-، والتَّاريخ شاهدٌ صريح..
وهذا -كُلُّهُ- يُلزِم -بلا شكٍّ- مِن جهةٍ أُخرَى-: (فَتْحَ أبواب الحِوار مع الآخَر) -بشروطِه الشرعيَّة، وقواعده المرعيَّة- لا إفراطاً، ولا اعتباطاً-؛ دُونَ تَعصُّب، ولا غُلُوٍّ، ولا تَهاوُنٍ، ولا تَقصير- سواءً في الجوانِب السلوكيَّة، أو العقديَّة، أو الفقهية، أو الدَّعويَّة، أو (الرَّسميَّة)-، وبما لا يكونُ فيه أيُّ معنى مِن معاني (إقصاء الآخر مِن المُسلمِين) -إذا كان هذا (الآخر) سالِكاً سَبيلَ الاجتهادِ العلميِّ الصَّحيح -سواءٌ أكان هذا الاجتهادُ -في نَفسِه- خطأً أمْ صَواباً، ولكنْ؛ بتأويل مُنضَبِطٍ سائغٍ لمن له أهليَّةُ ذلك في أبوابِ التَّرجيح، وأسبابِهِ-.
مع لُزومِ التَّذكير بأمرٍ مُهِمٍّ -غايةً-، وهو: أنَّ (السلفيَّة) -الحَقَّة- تُعرَف أصولُها -كما تُعتبَر تطبيقاتُها- مِن خلالِ أسانيدِها المُعتبَرة، ومرجعيَّاتها المُقرَّرة؛ فمَن سَلَخَ نَفسَهُ- أو رضيَ بأنْ يُسلَخَ!- عن هذا التسلسُل الرَّشيد الذي أُقَرِّرُهُ وأقولُهُ- وعلى مبدأ «يَحمِلُ هذا العِلْمَ (مِن كُلِّ خَلَفٍ) عُدولُهُ»-: فعلَى نَفسِها بَراقِشُ تَجْنِي؛ فلْيُفهَم هذا عَنِّي بما أُريدُ وأَعنِي!
وكما حاولَ (البعضُ) -قديماً!- (تمريرَ) هذا (الانسلاخ) عَبرَ ما سمَّاه -يومئذٍ-: (سلفيَّة المنهج عصريَّة المُواجَهة!) -انحِرافاً جديداً! وتحزُّباً أكيداً!!-: نرَى -اليومَ- مَن (لعلَّهُ!) يُريدُ (تكريرَ) مِثلِ هذا (التمرير)، ولكنْ؛ بقالبٍ أجذَب، وبألفاظٍ أعذَب -بغضِّ النَّظَرِ عن حقيقةِ نيّتِه ومقصودِه-؛ والأسماءُ لا تُغَيِّرُ الحقائق، ولا المُسمَّياتِ…
وأُكَرِّرُ -أخيراً- ما كَتَبَهُ أخٌ فاضلٌ، وصديقٌ صَدُوقٌ- ولا نُزَكِّيهِ على الله-:

«السلفيُّون كَغيرِهم؛ يجتهدُون ويُخطئون؛ فلْيَتَّسع صدرُنا لكلِّ نَقدٍ [صحيح] هادِف -كمَا علَّمَنا عُلماؤُنا-» -سلسلةَ نُورٍ وهدايةٍ وتوفيق، ومَهْيَعَ انضباطٍ وأمان وتَوثيق، ولُبابَ فَهْمٍ مُحَرَّرٍ دقيق؛ وأمَّا مَن نَبَا، أو كَبَا: فالمزيدُ مِن الخَلَل والتَّمزيق؛ كحالِ الغريق.. أو الحريق-، و… {لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَة}…

الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.