صارت فاكهة كثير من المجالس غيبة المسلمين و الولوغ فى اعراضهم, و هو امرقد نهى الله عنه و نفر عباده منه و مثله بصورة كريهة تتقزز منها النفوسفقال عز و جل : ( و لا تغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتافكرهتموه ) الحجرات : 12
و قد بين معناها النبى صلى الله عليه و سلم بقوله : ( أتدرون ما الغيبة ؟قالوا : الله و رسوله اعلم. قال : ذكرك اخيك بما يكره, قيل : أفرأيت انكان فى أخى ما أقول ؟ قال : ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته و ان لم يكنفيه فقد بهته)
رواه مسلم
فالغيبة ذكرك للمسلم بما فيه مما يكره, سواء كان فى بدنه أو دينه أو دنياهأو نفسه أو أخلاقه أو خلقته, و لها صور متعددة, منها أن يذكر عيوبه أويحاكى تصرفا له على سبيل التهكم.
و الناس يتساهلون فى أمر الغيبة مع شناعتها و قبحها عند الله عز و جل, ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : ( الربا اثنان و سبعون بابا ……, و ان أربى الربا استطالة الرجل فى عرض أخيه ) السلسلة الصحيحة
و يجب على من كان حاضرا فى المجلس أن ينهى عن المنكر و يدافع عن أخيهالمغتاب, و قد رغب فى ذلك النبى صلى الله عليه و سلم بقوله : ( من رد عنعرض اخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ) رواه أحمد
لا يزال نقل كلام الناس بعضهم الى بعض للافساد بينهم من أعظم أسباب قطعالروابط و ايقاد نيران الحقد و العداوة بين الناس, و قد ذم الله تعالىصاحب هذا الفعل فقال عز و جل :
( و لا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم ) القلم 10-11
و عن حذيفة مرفوعا : ( لا يدخل الجنة قتات ) رواه البخارى
و القتات الذى يتسمع على القوم و هم لا يعلمون ثم ينقله
و عن ابن عباس قال مر النبى صلى الله عليه و سلم بحائط ( بستان ) من حيطانالمدينة فسمع صوت انسانين يعذبان فى قبورهما فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ( يعذبان, و ما يعذبان فى كبير, ثم قال : بلى ( و فى رواية اخرى : وانه لكبير ) كان أحدهما لا يستتر من بوله, و كان الاخر يمشى بالنميمة …)رواه البخارى
و من الصور اليئة لهذا العمل تخبيب الزوج على زوجته و العكس, و هو السعىفى افساد العلاقة بينهما, و كذلك قيام بعض الموظفين فى نقل كلام الآخرينللمدير أو المسئول فى نوع من الوشاية للايقاع و الحاق الضرر, و هذا كله منالمحرمات.
المصدر: كتيب ( محرمات استهان بها الناس يجب الحذر منها ) لمحمد صالح المنجد
بارك الله فيك
رب اغفرلي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمدوعلى آله وصحبه وسلم