ربما أدركنا حقيقة التفاؤل وربما جهلناها ولا نعلم إن كنا حقا متفائلون
ولاشك في أن التفاؤل ينعكس بالإيجاب علينا وعلى غيرنا ويؤثر فينا وفيمن حولنا وجوده من عدمه
وإن صدق الخوف من الله واستعظام الذنب وقلة الزاد فلا يجب أن يمنعنا ذلك من الكثير من الرجاء والأمل ومناصرة التفاؤل مع الاجتهاد
***
يقول تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]
{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 138]
وعلى لسان نبيه عليه السلام :
{إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]
وكم في المحن من منح، الله يعلمها؛
{وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة: 216]
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 156، 157]
والعجيب أن مع كثرة تأثرنا بآيات الترهيب به إلا أننا ننتهي منه إلى انشراح صدورنا وتحول حالنا إلى الأفضل
***
{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} [الأحزاب: 21]
ففي الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة ) متفق عليه. والطيرة هي التشاؤم.
فمنها ما حصل له ولصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- مخاطباً صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله : ( لا تحزن إنالله معنا، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه – أي غاصت قوائمها في الأرض – إلى بطنها ) متفق عليه.
***
وإن التفاؤل مفيد للصحة وشاف للبدن بإذن الله والتشاؤم عكس ذلك
أيها المشتكي وما بك داء*** كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس*** تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا*** ويظن اللذات فيه فضولا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه** لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا وجدت في الأرض ظلا*** فتفيأ به إلى أن يحولا
ما أتينا إلى الحياة لنشقى*** فأريحوا أهل العقول العقولا
***
والتفاؤل سبب للتفوق والنجاح بإذن الله
ويكفي أن التفاؤل هو طاعة وشكر للرحمن والحزن والتشاؤم نقصان في العلم والإيمان
فلنجدد ثقتنا وحسن ظننا بربنا عز وجل ولنستحضر سعة رحمته وعظيم وعده بمنحه وقدرته وعلمه
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 156]
فلتفاءل مع دعائنا لأنفسنا، لأهلنا ولإخواننا المسلمين بمآل مشرق { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [البقرة: 186]
ولنتفاءل بمحو ذنوبنا { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]
*ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلي برحمتك في عبادك الصالحين*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
مجمّع من مصادر مختلفة
جزاك الله خيرا
حفظك الله وبارك فيك
موضوع رائع