وفيما يلي برنامج متدرج ، لأن التدرج أمر طبيعي يجعل الخطوات أكثر قوة وثباتاًإن شاء الله.
هذا البرنامج قد يستغرق ثلاثة أشهر، وربما أقل أو أكثر، حسب توفيقالله تعالىوقدره.
المرحلة الأولى:
وتستغرق ثلاثة أسابيع أو أكثر ، ويجبفيها التوقف عن الحديث في هذا الموضوع
"الصلاة" تماماً ، فلا نتحدث عنه من قريبأو بعيد ، ولو حتى بتلميح ، مهما بعد.فالأمريشبه إعطاء الأولاد الدواء الذي يصفهلهم الطبيب ، ولكننا نعطيه لهم رغم عدمدرايتنا الكاملة بمكوناته وتأثيراته ،ولكننا تعلمنا من الرسول صلى الله عليه وسلمأن لكل داء دواء ، فالطفل يصاببالتمرد و العناد في فترة المراهقة ، كما يصاببالبرد أغلبية الأطفال فيالشتاء.
و تذكر أيها المربي أنك تربي ضميراً، وتعالج موضوعاً إذا لم يُعالج فيهذهالمرحلة ، فالله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يعلم إلى أين سينتهي ، فلا مناص منالصبر، وحسن التوكل على الله تعالى وجميل الثقة به سبحانه.
ونعود مرة أخرىإلى العلاج، ألا وهو التوقف لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع عن الخوضفي موضوعالصلاة ، والهدف من التوقف هو أن ينسى الابن أو الابنة رغبتنا في حثه علىالصلاة ، حتى يفصل بين الحديث في هذا الأمر وعلاقتنا به أو بها ، لنصل بهذهالعلاقةإلى مرحلة يشعر فيها بالراحة ، وكأنه ليس هناك أي موضوع خلافي بينناوبينه ، فيستعيدالثقة في علاقتنا به ، وأننا نحبه لشخصه ، وأن الرفض هو للفعالالسيئة ، وليس لشخصه.
فالتوتر الحاصل في علاقته بالوالدين بسبب اختلافهما معهأحاطهما بسياج شائك يؤذيه كلما حاول الاقتراب منهما أو حاول الوالدان الاقترابمنه بنصحه، حتى أصبح يحسبالأذى النفسي كلما حاول الكلام معكما ، وما نريد فعلهفي هذه المرحلة هو محاولةنزع هذا السياج الشائك الذي أصبح يفصل بينه وبينوالديه.
المرحلة الثانية:
هي مرحلة الفعل الصامت ، وتستغرق من ثلاثة أسابيعإلى شهر.
في هذه المرحلة لن توجه إليه أي نوع من أنواع الكلام ، وإنما سنقومبمجموعة منالفعال المقصودة ، فمثلاً "تعمد وضع سجادة الصلاة على كرسيه المفضلفي غرفةالمعيشة مثلاً ، أو تعمَّد وضع سجادة الصلاة على سريره أو في أي مكانيفضلهبالبيت ، ثم يعود الأب لأخذها و هو يفكر بصوت مرتفع :" أين سجادةالصلاة ؟ " أريد أنأصلي ، ياه … لقد دخل الوقت ، يا إلهي كدت أنسىالصلاة…
ويمكنك بين الفرض والآخر أن تسأله :"حبيبي ، كم الساعة ؟هل أذَّنالمؤدِّن؟ كم بقىعلى الفرض؟ حبيبي هل تذكر أنني صليت؟ آه لقد أصبحت أنسى هذهالأيام ، لكن يا إلهي ، إلا هذا الأمر …. واستمر على هذا المنوال لمدة ثلاثة أسابيعأخرى أو أسبوعين حتى تشعرأن الولد قد ارتاح ، ونسى الضغط الذي كنت تمارسه عليه ؛وساعتها يمكنك الدخول فيالمرحلة الثالثة…
المرحلة الثالثة:قمبدعوته بشكل متقطِّع ، حتى يبدو الأمر طبيعياً ، وتلقائياً للخروج معك ، ومشاركتكبعضالدروس بدعوى أنك تريد مصاحبته ، وليس دعوته لحضور الدرس ، بقولك:"حبيبي أنامتعب وأشعر بشيء من الكسل، ولكِنِّي أريد الذهاب لحضور هذا الدرس ، تعال معي، أريدأن أستعين بك ، وأستند عليك ، فإذا رفض لا تعلق ولا تُعِد عليه الطلب ، وأعِدالمحاولةفي مرة ثانية.
ويتوازى مع هذا الأمر أن تشاركه في كل ما تصنعه فيأمور التزامك من أول الأمر، وأنتسعى لتقريب العلاقة وتحقيق الاندماج بينكما منخلال طلب رأيه ومشورته بمنتهىالحب والتفاهم ، كأن تقول الأم لابنتها: " حبيبتيتعالي ما رأيك في هذا الحجابالجديد " ما رأيك في هذه الربطة؟ كل هذا وأنت تقفين أمامالمرآة ، وحين تستعدين للخروجمثلا تقولين لها:" تعالى اسمعي معي هذا الشريط "، مارأيك فيه؟"سأحكي لك ما دار فيالدرس هذا اليوم " ثم تأخذين رأيها فيه ، وهكذا بدونقصد أوصليها بالطاعات التيتفعلينها أنت .
اترك ابنك أو ابنتك يتحدثون عنأنفسهم ، وعن رأيهم في الدروس التي نحكي لهم عنهابكل حرية وبإنصات جيدمنا ، ولنتركهم حتى يبدأون بالسؤال عن الدين وعن أموره.
ويجب أن نلفت النظر إلىأمور مهمة جدا:
o يجب ألا نتعجل الدخول في مرحلة دون نجاح المرحلة السابقة عليهاتماما ، فالهدفالأساسي من كل هذا هو نزع فتيل التوتر الحاصل في علاقتكما، وإعادة وصل الصلة التيانقطعت بين أولادنا وبين أمور الدين ، فهذا الأمر يشبهتماما المضادات الحيوية التييجب أن تأخذ جرعته بانتظام وحتى نهايتها ، فإذاتعجلت الأمر وأصدرت للولد أو البنتولو أمراً واحداً خلال الثلاثة أسابيع فيجبأن تتوقف وتبدأ العلاج من البداية.
o لا يجب أن نتحدث في موضوع الصلاة أبداً فيهذا الوقت فهو أمر يجب أن يصل إليهالابن عن قناعة تامة ، وإذا نجحنا في كل ماسبق- وسننجح بإذن الله ، فنحن قد ربينانبتة طيبة حسب ما نذكر، كما أنناملتزمين، وعلى خلق لذلك فسيأتي اليوم الذي يقومونهم بإقامة الصلاة بأنفسهم ، بل قديأتي اليوم الذي نشتكي فيه من إطالتهم للصلاةوتعطيلنا عن الخروجمثلا!
o لا يجب أن نعلق على تقصيره في الصلاة إلا في أضيق الحدود ، ولنتجاوز عنبعضالخطأ في أداء الحركات أو عدم الخشوع مثلا. ولنَـقصُـر الاعتراض واستخدامسلطتنا علىالأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها ، كالصلاة بدون وضوءمثلا.
في هذه السن ينسون ويتغيرون بسرعة، خاصة إذا تفهمنا طبيعة المرحلةالتي يمرون بها وتعامَلنا معهم بمنتهى الهدوء، والتقبل وسعة الصدر والحب(8)
كيف نكون قدوة صالحة لأولادنا؟
يمكن في هذا المجال الاستعانة بمايلي:
§ محاولة الوالدين يوم الجمعة أن يجلسا معا للقيام بسنن الجمعة_بعد الاغتسال- بقراءة سورة الكهف ، والإكثار من الاستغفار والصلاة على الرسول صلىالله تعالىعليه وسلم ، لينشأ الصغار وحولهم هذا الخير ، فيشتركون فيه فيما بعد .
§ حرص الوالدين على أن يحضر الأولاد معهما صلاة العيدين ، فيتعلق أمر الصلاةبقلوبهم الصغيرة .
§ الترديد أمامهم -من حين لآخر- أننا صلينا صلاةالاستخارة، وسجدنا سجود الشكر..وغير ذلك (2)
بارك الله فيك موضوع رايع
موضوع قيم بارك الله فيك
بارك الله فيك