تخطى إلى المحتوى

2024.

  • بواسطة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلامة الشيخ ………….

العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، ويعتبر الشيخ الألباني من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني والحافظ بن كثير وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.

مولده ونشأته

* ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 ه الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا – حينئذ – عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم.

* هاجر صاحب الترجمة بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.

* أتم العلامة الألباني دراسته الإبتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.

* نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي، و قد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي و بعض كتب اللغة و البلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس و ندوات العلامه بهجة البيطار.

* أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهره فيها، و أخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنه وقتاً جيداً للمطالعة و الدراسة، و هيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.


تعلمه الحديث

توجهه إلى علم الحديث و اهتمامه به :

على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب "المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.

كان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث و علومه شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف و التصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، و كان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل و الفقه المقارن كتاب "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" و هو مطبوع مراراً، و من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضاً كتاب "الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير" و لا يزال مخطوطاً.

كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه و تلميذه ابن القيم و غيرهما من أعلام المدرسة السلفية.

حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافيين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح (رحمهم الله).


ثناء العلماء عليه

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

(ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني)

وسئل سماحته عن حديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.

وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين:

فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلى علم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.

العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي

قول الشيخ عبد العزيز الهده : "ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له".

وقال الشيخ مقبل الوادعي:

والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) [إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها]

آخر وصية للعلامة المحدث

أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة -أولاً- وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع.

وثانياً: أن يعجلوا بدفني، و لا يخبروا من أقاربي و إخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري و صديقي المخلص، ومن يختاره -هو- لإعانته على ذلك.

وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، و بالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش…

و على من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي – فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، و تعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.

سائلاً المولى أن ألقاه و قد غفر لي ذنوبي ما قدمت و ما أخرت..

وأوصي بمكتبتي -كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً، أو تصويراً، أو مخطوطاً -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب و السنة، و على منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.

راجياً من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم و بإخلاصهم و دعواتهم.

(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين).

27 جمادى الأول 1410 هـ

وفاته

توفي العلامة الألباني قبيل يوم السبت في الثاني و العشرين من جمادى الآخرة 1420ه، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، و دفن بعد صلاة العشاء.

و قد عجل بدفن الشيخ لأمرين أثنين:

الأول: تنفيذ وصيته كما أمر.

الثاني: الأيام التي مر بها موت الشيخ رحمه الله و التي تلت هذه الأيام كانت شديدة الحرارة، فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن يقع بعض الأضرار أو المفاسد على الناس الذين يأتون لتشييع جنازته رحمه الله فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعاً.

بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاة الشيخ إلا المقربين منهم حتى يعينوا على تجهيزه ودفنه، بالإضافه إلى قصر الفترة ما بين وفاة الشيخ ودفنه، إلا أن الآف المصلين قد حضروا صلاة جنازته حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه.
رحمه الله واكرم مثواه من شيخ مبارك وعالم جليل ..

فهذه ومضات من حياة العلامة الألباني رحمه الله ، جمعتها من كلام من عرفه تبين لنا جوانبا مختلفة من حياة العلامة ناصر الدين الألباني – رحمه الله –

عناية الألباني بالتوحيد

قال الأستاذ الأديب الكبير عبدالله بن خميس في كتابه [شهر في دمشق ص 83 وهو يحكي رحلته إلى دمشق قبل حوالي 45 عاما] : (فذهبت مع الشاب لأجد فضيلة الشيخ ناصر الدين الإلباني محدث دمشق الكبير وحوله ما يزيد على الأربعين طالبا من شباب دمشق المثقف ، وإذا الدرس جار في باب حماية المصطفى (صلى الله عليه وسلمك جناب التوحيد ، وسده طرق الشرك الشرك . من كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد للإمام المجد وحفيده رحمها الله ، فعجبت أشد العجب لهلذ المصادفة الغريبة.وأنصت لإسمع درس الشيخ و إذا بي أسمع التدقيق والتحقيق في علم التوحيد وقوة الضلع فيه وإذا بي أسمع مناقشة الطلبة الهادئة الرزينة واستشكالاتهم العميقة حتى انتهى درس التوحيد…ولم أزل طيلة مقامي بدمشق محافظا على درس الشيخ وقد انتهوا في علم التوحيد من كتاب التوحيد فتح المجيد وبدأوا في كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم ) لشيخ الإسلام )

وقال الشيخ على خشان ([الشقائق عدد 26] : ( لقد انقلبت به السيارة _ يعني الالباني_ ما بين جدة والمدينة فيقول لهم ناصر الحديث(قولوا يا ستير فليس من أسماء الله تعالى الستار )

عنايةالالباني بالفقه

قال الأستاذ عبدالله خميس [في كتابه المتقدم الذكر]: ( وبدأوا في درس الحديث بالروضة الندية ، وهنا سمعت علما جما وفقها وأصولا وتحقيقا . هكذا حتى انتهى الدرس) وقد ذكر الأستاذ عبدالله خميس أن العلامة حامد الفقي قد طلب من العلامة الألباني كتابه (التعليقات الجياد على زاد المعاد ليطبعه) ،

الألباني والحديث

أما الحديث فلاشك أن العلامة الألباني فارسه الذي لا يشق فيه غبار _ وإن كان ليس بمعصوم من الخطأ فيه_ ولن أتحدث عن جهوده في ذلك فهي واضحة للعيان ، ولكن لننظر كيف كان حال الناس حين ظهور العلامة الألباني قال الدكتور باسم الجوابرة[ الشقائق 26] (وقد حدثني الشيخ الدكتور أحمد معبد أنه أول ما تعرف على كتابات الشيخ ناصر عندما كان يكتب في مجلة التمدن الأسلامي قبل أكثر من ثلاثين سنة فيقول كنت أسأل نفسي كيف يعرف الشيخ ناصر الحديث الضعيف من الصحيح ، وما هي الطريقة لمعرفة ذلك ؟ فقد كنت استغرب يقول الشيخ ناصر:رواه النسائي بإسناد ضعيف , و رواه أبو داود بإسناد صحيح ، فعندما أرجع إلى سنن النسائي وإلى سنن أبي داود لا أجد هذا الكلام فأقول كيف عرف ذلك هل هو ساحر؟ ثم قال كنت أستأجر المجلة لمدة يوم أو يومين ..)

دعوته للتكفيرين وعنايته بنصحهم

قال الشيخ الجوابرة(عرفت شيخنا العلامة… الألباني منذ سبع وعشرين سنة في أواخر (عام 1973) فقد كنت طالبا في المرحاة الثانوية وكنت في ذلك الوقت مع مجموعة من الشباب نكفرالمسلمين ، ولا نصلي في مساجدهم _ بحجة أن المجتمع جاهلي _ وقد كان المخالفون لنا في الأردن يهدودننا دائما بالشيخ الألباني …فعندما قدم الشيخ ناصر إلى الأردن من دمشق حُدث أن مجموعة من الشباب تكفر المسلمين ، فرغب في لقائنا فأرسل صهره _نظام سكجها_ إلينا فنقل رغبة الشيخ الألباني فأجبناه من يردنا فليأت إلينا ولن نذهب إليه ، ولكن شيخنا في التكفير أخبرنا أن الشيخ ناصر من علماء المسلمين وله فضل لعلمه ، وكبر سنه ويجب أن نذهب إليه فذهبنا إليه في بيت صهره _نظام _ وكان قبيل العشاء ، فأذن أحدنا ثم أقمنا الصلاة فقال الشيخ ناصر الدين نصلي بكم أم تصلون بنا؟ فقال شيخنا التكفيري نحن نعتقد كفرك لا نصلي خلفك ففال الشيخ الالباني أما أنا فأعتقد إيمانكم ثم صلى بنا شيخنا جميعا ونحن معه ثم جلس الشيح ناصر في نقاش معنا استمر حتى ساعة متأخرة أكثر النقاش مع شيخنا ،أما نحن الشباب فكنا نقوم ونجلس ونمدد أرجلنا ، ثم نضطجع على جنوبنا ، وأما الشيخ ناصر فهو على جلسة واحدة من أول الجلسة إلى آخرها ، لم يغيرها أبدا في نقاش دائم مع هذا وهذا ، فكنت استغرب من صبره وجلده ثم تواعدنا أن نلتقي في اليوم التالي ، وقد رجعنا إلى بيوتنا نجمع الأدلة التي تدل على التكفير بزعمنا ، وجاء الشيخ ناصر في اليوم الثاني إلى بيت أحد إخواننا ، وقد جهزنا الكتب والردود على أدلة الشيخ ناصر ، واستمرالنقاش والحوار من بعد العشاء إلى قبيل الفجر ، ثم تواعدنا بالذهاب إليه في محل إقامته ، فذهبنا إليه واستمر النقاش حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر ، ونحن في نقاش وحوار دائم نقرأ الأيات الكثيرة التي تدل ظاهرا على تكفير مرتكب الكبيرة ، والشيخ ناصر كالطود الشامخ يرد على هذا الدليل , ويوجه الدليل الأخر ، ويجمع بين الأدلة المتعارضة ويستشهد بأقوال السلف و الأئمة المعتبرين عند أهل السنة والجماعة ، وبعد أن أذن الفجر ذهبنا جميعا تقريبا مع الشيخ ناصر الدين إلى المسجد لأداء صلاة الفجر ، بعد أن أقنعنا الشيخ بخطأ و ضلال المنهج الذي سرنا عليه ، ورجعنا عن أفكارنا التكفيرية _ بحمدالله _ إلا نفرا آل أمرهم إلى الردة عن الإسلام بعد ذلك بسنين _ نسأل الله العافية)

عبادته و ورعه

قال الشيخ الجوابرة(كان الشيخ شديد التمسك بالسنة , وكان يصوم الأثنين والخميس من كل أسبوع _ رغم كبر سنه _شديد الورع شديد التأثر فإذا ذكرت الآخرة أمامه بكى ، وإذا مدح في وجه بكى) وذكرا أمور أخرى تدل على المقصود

تواضعه

قال الشيخ الحويني في طليعة ترجمته للألباني (كلما التقيت بالشيخ الالباني قبلت يده ، فكان ينزعها مني بشدة ، ويأبى علي ، فلما أكثر قلت قد تلقينا منكم في بعض أبحاثكم في الصحيحة [ تحت حديث 160 وقيده بشروط] أن تقبيل يد العالم جائز فقال إنما أنا طويلب علم ، وإنما مثلي ومثلكم كقول القائل إن البغاث بإرضنا يستنسر)

إتقانه لبعض الصناعات الدنيوية

قال الأستاذ محمود رضا مراد(الدعوة عدد 1717 شعبان 1420)( وإلى جانب تمرس الشيخ في العلوم الشرعية ، فقد حذق في علوم دنيوية كتصليح الساعات وتصميم الأجهزة ، فقد صعد بي مرة إلى سطح بيته فأراني جهازا لتسخين المياه بحرارة الشمس صممه بنفسه ، وهو عبارة عن عن صندوق مسطح أشبه ما يكون بعلبة الكبريت _ وليس بحجمها طبعا_ مطلية بالقار يمر فيها الماء البارد ، فيمتص القار حرارة الشمس فترتفع حرارة الماء فيندفع يصب إلى أعلى ليصب في الانبوب الرئيس الذي يمد منافع البيت بالماء الساخن يظل الماء يحتفظ بحرارته مهما بردت حارة الجو ، كما صمم مزولة لمعرفة أوقات الصلاة , ولكن ما يلفت انتباه الزائر هو الرافعة التي صممها لنفسه لتحمله من الطابق الأرضي حتى الطابق العلوي حيث كان يشق على الشيخ صعود الدرج لضخامة حجمه ، وهي عبارة عن قاعدة يقف عليها يرفعها كابل معدني بواسطةمحرك يشبه (الدينمو) فإذا ضغط زر ارتفعت القاعدة إلى أعلى أو أسفل حسب مكان القاعدة)

عمن يرمي شيخه الألباني بذلك ، فقال -حفظه الله – لا أجيبك بجواب لنفسي ، ولكن أجيب بما أجاب به الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – بقوله : من يقول بهذا فهو أحد رجلين ، إما أنه لا يعرف الشيخ الألباني ، وإما أنه جاهل لا يعرف الإرجاء ..وإليك أخي القارئ محب الألباني ، القصة وما احتوت من الفوائد .

لقد كنت مستخلفا لإمام المسجد القطري بمنطقة الزاهر خلف مستشفى الملك عبد العزيز – رحمه الله – وذات مرة صليت صلاة الصبح ، وبعد الانصراف منها جاءني الشيخ محمد الرفاعي ، فسلم علي وأخذ بيدي وأركبني في سيارته ثم انطلق بي إلى بيته ، وبعد وصولنا أدخلني إلى مكتبته العامرة ثم تركني وذهب ، فاستغربت منه ذلك التصرف ، فلم يحدثني بشيء ولم يطلب إلي شيئا ، وبعد ساعتين تقريبا فإذا بالباب يفتح وإذا بي أسمعه يقول تفضلوا ، تفضلوا ، فنظرت في أول الداخلين فإذا هو الشيخ المحدث العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني – رحمه الله – ومعه بعض المشايخ منهم رئيس الجامعة الدكتور راشد والشيخ الدكتور وصي الله عباس ، والشيخ الدكتور نزار العراقي – رحمه الله – أحد مشايخنا في معهد الحرم المكي ،فسررت كثيرا برؤية الشيخ الألباني – رحمه الله – وسري عني ما وجدته .. وبعد الترحيب بالشيخ، والدردشة معه قليلا في غياب الشيخ صاحب البيت تحولنا إلى قاعة كبيرة حيث مأدبة الضيافة ، بطلب من الشيخ الرفاعي ، وعلى سفرة الطعام طرحت سؤالا للشيخ الألباني – رحمه الله – قصدت أن أربطه بالشيخ الرفاعي الذي أعلم منه سابقا أنه يقول بالإرجاء فقد طرق يوما من الأيام هذه المسألة وناقشه فيها الشيخ الدكتور راشد مدير جامعة أم القرى وأنا حاضر ، ولم يقتنع يومها، فقلت للشيخ الألباني : هل من يقول : بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : << من قالها [ أي لا إله إلا الله ] في مرضه ثم مات لم تطعمه النار >> . أخرجه الترمذي قال الشيخ الألباني رحمه الله صحيح [2727] وصحيح ابن ماجة [3794] وفي رواية الطبراني في معجمه الصغير [ج1/153] [ح234]: << من قال عند موته لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله لم تطعمه النار أبدا >> قلت : لم يروه عن جابر بن يحيى الحضرمي الكوفي إلا عبد الرحمن بن مفراء تفرد به عبد الرحمن بن يحيى .

وفي مسند أحمد[ج3/ 153][12407] عن أنس بن مالك أن عتبان اشتكى عينه فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر له ما أصابه قال : يا رسول الله تعال صل في بيتي حتى اتخذه مصلى قال فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن شاء الله من أصحابه فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي وأصحابه يتحدثون بينهم فجعلوا يذكرون ما يلقون من المنافقين فأسندوا عظم ذلك إلى مالك بن دخيشم فانصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال قائل بلى وما هو من قلبه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فلن تطعمه النار أو قال لن يدخل النار .

قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم , رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة فمن رجال مسلم .وأخرجه النسائي في الكبرى ..

أن من كان حاله كذلك أنه يدخل الجنة ابتداء ولا تمسه النار إطلاقا مهما واقع الكبائر ، ثم مات ولم يتب منها ، وكان آخر كلامه لا إله إلا الله . هل يعتبر قوله هذا إرجاء ، وهل يكون بذلك مرجئا ؟ فأجاب الشيخ رحمه الله : نعم هذا قول المرجئة ، الذين يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب ..

فقاطعه الشيخ الرفاعي قائلا : هذا ليس بإرجاء هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ففي رواية أحمد: << لن تطعمه النار >> ولن للنفي الأبدي ، ويؤكد ذلك رواية الطبراني ، ففيها أبدا ، وفي رواية الترمذي وابن ماجة :<< لم تطعمه النار >> بالجزم .. وفي رواية أخرى :<< لا تمسه النار>>.

فقال له الشيخ الألباني رحمه الله : وماذا تقول عن قوله صلى الله عليه وسلم :<< لا يدخل الجنة قتات >> رواه البخاري ومسلم .وقوله :<< لا يدخل الجنة قاطعٌ >> قال ابن أبي عمر قال سفيان: يعني قاطع رحم .رواه أحمد ومسلم وأبو داود .وقوله صلى الله عليه وسلم :<< يخرج من النار من قال لا إله إلا الله ، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله ، وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة >> أخرجه البخاري ومسلم . فهؤلاء دخلوا النار ثم يخرجون منها بما معهم من الخير مع شهادة التوحيد …

ثم أين الحقوق التي عليه لخلق الله تعالى ، ولم يؤدها لهم ؟ كحديث المفلس فعن أبي هُريرةَ – رضي الله عنه – : أنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – ، قَالَ : (( أتدرونَ مَنِ المُفْلِسُ ؟ )) قالوا : المفْلسُ فِينَا مَنْ لا دِرهَمَ لَهُ ولا مَتَاع ، فَقَالَ : (( إنَّ المُفْلسَ مِنْ أُمَّتي مَنْ يأتي يَومَ القيامَةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزَكاةٍ ، ويأتي وقَدْ شَتَمَ هَذَا ، وقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مالَ هَذَا ، وسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وهَذَا مِنْ حَسناتهِ ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُه قَبْل أنْ يُقضى مَا عَلَيهِ ، أُخِذَ منْ خَطَاياهُم فَطُرِحَتْ عَلَيهِ ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ ))رواه مُسلم .وأحمد والترمذي وابن حبان .والأحاديث في ذلك كثيرة.

فقال : الشيخ الرفاعي ، تأكيدا لكلامه : أليس لا إله إلا الله مكفرة لجميع الذنوب ؟فقد قال صلى الله عليه وسلم :<< ما على الأرض أحد يقول ؛ لا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه ، ولو كانت مثل زبد البحر >> رواه أحمد والترمذي وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي [3460] وصحيح الجامع [5636] فهذا الذي فعل المعاصي حتى كانت مثل زبد البحر فلما قال ذلك غفرت له فكيف إذا كانت آخر كلامه وقد غفر له ما تقدم من ذنوبه ؟ وهذا حديث آخر يؤكد ما قلت : فقال له الشيخ الألباني وما هو ؟ فأجاب بقوله : حديث أبي ذر الغفاري وفيه : << قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ وَهْوَ نَائِمٌ ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ فَقَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ : لاََ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا قَالَ وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ.رواه البخاري ومسلم .

فقال له الشيخ الألباني رحمه الله ، الحديث فيه جملة في آخر تبين المراد منه وهي :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ [ أي البخاري ] هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ ، أَوْ قَبْلَهُ إِذَا تَابَ وَنَدِمَ وَقَالَ : لاََ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ غُفِرَ لَهُ.

وكذلك قال أبو حاتم ابن حبان بعد أن أخرج الحديث قال : قال أبو حاتم رضي الله تعالى عنه: أضمر في هذا الخبر شرطان: أحدهما: أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة إن تفضل الله جل وعلا عليه بالعفو عن جناياته التي له في دار الدنيا، لأن المرء لا يخلو من ارتكاب بعض ما حظر عليه في الدنيا. أضمر في الخبر هذا الشرط.

والشرط الثاني: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، يريد بعد تعذيبه إياه في النار – نعوذ بالله منها- إن لم يتفضل عليه.

وهذا معتقد أهل السنة والجماعة ، أن ذلك لا يكون ابتداء إلا إذا عفا الله عنه فمن مات من أمة محمد مقترفا لبعض الكبائر ولم يتب منها ، وكان آخر كلامه لا إله إلا الله ، فإنه تحت المشيئة إن شاء غفر الله له ، بسابقة ،أو بما معه من الإيمان والأعمال الصالحات من المكفرات للذنوب ، وإن شاء عذبه ويكون مآله إلى الجنة ، كما جاء في حديث عبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ فَقَالَ بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ تَزْنُوا وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ كُلَّهَا فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فَهْوَ كَفَّارَتُهُ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ.

وعلى قولك هذا تعطل نصوص الوعيد والقصاص ، وفصل الخصام بين العباد ،وإيفاء الحقوق لأصحابها ، وتعطل الشفاعة ، ولا يكون هناك حساب ولا ميزان ولا عقاب لمن قال لا إله إلا الله ومات عليها مقترفا لكثير من المظالم ، والكبائر ، ولم يتجاوز الله عنه ،وهذا تعطيل لحكمة الله تعالى .

فلابد من القصاص بين الظالم ومن ظلمهم إلا إذا عفوا عنه ، ولا بد من الشفاعة للعصاة من أمة محمد الذين دخلوا النار أن يخرجوا منها، فهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة ، وليس كما تقول المرجئة الذين عطلوا نصوص الوعيد واعتمدوا على نصوص الوعد فقط .. فاستكان لها الشيخ الرفاعي ..

هذا ما علق بذاكرتي من تلك الجلسة التي انعقدت قبل ما يقرب من ربع قرن من الزمان ، وكان مضمونها يدور حول هذه القضية التي جاءت في السؤال ..

تنبيه إلى كل سلفي نبيه : تجد هنا في هذا الرابط جواب الشيخ وصي الله عباس الذي ذكرته آنفا مسجلا .. وقصدت تسجيل ذلك لسببين اثنين ..

الأول تأكيد وتوثيق ما قلت .. والثاني : لأني لم أكن يومها مستعدا لتسجيل تلك الجلسة فقد ذهبت إليها ولا أعلم عنها شيئا ، فقد فاجئني بها الشيخ محمد الرفاعي ولم يخبرني بشيء عنها كما ذكرت ..

تنبيه ثان : تخريجات الأحاديث الموجودة وعزوها إلى أصحابها من عملي وليس للشيخين منها شيء .

فأنت ترى جواب الشيخ الألباني وهو يقرر عقيدة أهل السنة والجماعة ، ويبين خطأ عقيدة المرجئة الذين اعتمدوا على نصوص الوعد دون الوعيد ، ولم يلتفتوا إلى حقوق العباد فيما بينهم وهذا بعض كلام الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة عن كتاب " ظاهرة الإرجاء "
قال رحمه الله ( وقد بدا لي من مطالعتي للكتاب المذكور أنه ذو فائدة كبيرة جداً في الرد على علماء الكلام الذين يخالفون أهل الحديث في قولهم: (الإيمان يزيد وينقص، وأن الأعمال الصالحة من الإيمان)، مع غلو ظاهر في بعض عباراته؛ حتى ليخال إليَّ أنه يميل إلى مذهب الخوارج، مع أنه يرد عليهم، وغمزني بالإرجاء أكثر من مرة؛ تارة تصريحاً وأخرى تلويحاً، مع إظهاره الاحترام والتبجيل -خلافاً لبعض الغلاة ولا أقول: الأتباع-، وهو يعلم أنني أنصر مذهب الحديث، متعذراً بأنني لا أكفر تارك الصلاة كسلاً؛ ما لم يدل على أن تركه عن عقيدة وجحود، كالذي يقال له: (إن لم تصل، وإلا؛قتلناك)، فيأبى فيقتل؛ فهذا كافر مرتد -كما كنت نقلته في رسالتي «حكم تارك الصلاة»،عن ابن القيم وشيخه ابن تيمية – وعلى مثله حمل ابن تيمية الآثار التي استفاضت عن الصحابة في كفر تارك الصلاة، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة» . انظر كلاهما في الرسالة المذكورة (ص38-46). ومع هذا رمانا المؤلف بالإرجاء.. سامحه الله، وهدانا الله وإياه لما اختلف في مِن الحق؛ إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ومجال مناقشته واسع جداً فيما نَبا قلمه عن الصواب، وما فيه من الأخطاء والتناقضات، وبخاصة في تأويله للأحاديث والنصوص وليُّه إياها إلى ما يتفق مع ما ذهب إليه مع محاولته التشكيك في صحة الحديث المتفق على صحته؛ إذ شعر أن تأويله غير مقنع -كما فعل بحديث الجهنميين الذين يخرجهم الله مِن النار بغير عمل عملوه-. بل وإعراضه أحياناً عن ذكر ما هو عليه منها.
أقول: هذا باب واسع جداً يتطلب التفرع له وقتاً مديداً، مما لا أجده الآن.
والله المستعان سلسلة الأحاديث الضعيفة [14/949].


الخطبة الثانية (*)لحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.

أما بعد : لقد كثر خصوم السنة في هذا الزمان ، وتشابهت قلوبهم ، وقالوا مثل قول بعضهم بعضا ، طعنا في رموز حملة الحديث ، وأهل السنة أتباع السلف الصالح ، ولم يسلم منهم حتى الذين أفضوا إلى ربهم ، وعلى رأسهم وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ مجدد هذا العصر العلامة محدث الأمة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – وأسكنه فسيح جناته ، الذي رماه أولئك الخصوم أعداء السلفية بالإرجاء ،بغيا وحسدا من عند أنفسهم ، وهذه إحدى القصص التي جرت لي معه – رحمه الله – في بيت من بيوت مكة المكرمة ، تبين براءته من تلك الفرية العظيمة التي ألصقت به ، أكتبها دفاعا عنه ، وردا على من يتهمه بذلك ، وهذا جهد المقل ، وإلا فحقه علينا أعظم ، فقد استفدنا من علمه كثيرا- والحمد لله – وخاصة في إحياء السنن المهجورة التي ماتت في الناس ، فله – رحمه الله – فضل كبير على هذه الأمة ، حتى على خصومه ، واعترف له بذلك الفضل أولو الفضل من كبار العلماء ، كالشيخ العلامة ابن باز ، والشيخ فقيه الأمة ابن عثيمين وغيرهم – رحمهم الله
ا
: فإنَّ الشيخ الألباني -رحمه الله- يرميه مَنْ يرميه بالإرجاء ظُلْمَاً وَجَوْرَاً وَطُغْيَانَاً وَعُدْوَانَاً, مع أنَّ الشيخ -رحمه الله- يُقَرِّرُ أنَّ الإيمان يزيد وينقص, وَمِنْ ثَمَّ فَلَيْسَ شيئاً واحداً لا يَتَجَزَّأ.
وَيُقَرِّرُ -رحمه الله- صحة الاستثناء, وَيُقَرِّرُ أنَّ الأعمال مِنَ الإيمان.
وَحَقَّقَ الكتب التي تُقَرِّرُ الإيمان على طريقة السَّلَفِ الأبرار مِنْ أهل الحديث, فَحَقَّقَ كتاب الإيمان لابن أبي شَيْبَةَ, وكتاب الإيمان لأبي عُبَيْد, وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام.
وَفِي جلسة علمية مُسَجَّلَةٍ في مجلس من مجالس الْهُدَى وَالنُّورِ برقم ثلاثة وأربعين وسبعمئة بتاريخ العشرين مِنْ ذي القِعْدَةِ لعام ثلاثة عشر وأربعمئة وألف مِنْ هجرة النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلم-, الموافق للثاني عشر مِنَ الشهر الخامس لعام ثلاثة وتسعين وتسعمئة وألف من ميلاد كلمة الله وروح منه عيسى ابن مريم: قُرِئَتْ عليه فتوى للشيخ محمد ابن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- في تكفير السَّابِّ وَالمُسْتَهْزِيء فَأَقَرَّهَا وَبَيَّنَ أنه بهذا يَدِينُ الله تعالى.
وَفِي جلسة علمية مُسَجَّلَةٍ بعنوان: ((التحرير لمسائل التكفير)) قَرَّرَ بوضوح:
أنَّ الكفر يكون بالفعل؛ كالسجود للصنم, وإلقاء المصحف في القاذورات, وبالقول؛ كالاستهزاء, وسب الله والرسول.
كما قَرَّرَ أنَّ أنواع الكفر ستة:
1- كفر التَّكْذِيبِ.
2- كفر الْجُحُودِ.
3- كفر العِنَادِ.
4- كفر الإِعْرَاضِ.
5- كفر النِفَاقِ.
6- كفر الشَكِّ.
وَقَرَّرَ أنَّ المرجئة هم الذين حصروا الكفر في التكذيب بالقلب فقط, وقالوا -يعني: المرجئة- كل من كَفَّرَهُ اللهُ فَلانْتِفَاءِ التصديق في القلب للرب.
وَقَرَّرَ الشيخ أنَّ تارك الصلاة إذا وُضِعَ تحت السيف وَدُعِيَ إلى الصلاة فَلَمْ يُصَلِّ حتى قُتِلَ فإنه يموت كافراً.
والشيخ -رحمه الله- يرى أن تارك الصلاة تكاسلاً وتهاوناً لا جحداً مؤمن فاسق عاص وَكُفْرُهُ كُفْرُ عَمَلٍ, لا ينقله هذا عن الملة, وهذا الذي ذهب إليه علماء السَّلَفِ مِنْ أمثال مالك والشافعي وَمَكْحُولٍ وَالزُّهْرِيِّ وَحَمَّادِ بن زيد وأبي حنيفة وأصحاب الرأي, وهو المشهور عن جمهور المتأخرين, بل إنَّ الحنابلة أو جمهور الحنابلة يذهبون إلى هذا القول, وهو اختيار أبي محمد المقدسي -رحمه الله- في المُغْنِي؛ حيث إنَّ الحنابلة خَرَّجُوا عن الإمام أحمد فيه قولاً بقتل الإمام له حداً؛ أي: أنَّ تارك الصلاة كسلاً يقتله الإمام حداً, وهذا لا يتم بناؤه إلا على القول بعدم التكفير.
والخلاف في هذه المسألة معروف بين كثير من طوائف أهل العلم سلفاً وخلفاً, وَلَمْ يَرِدْ عنهم تبديع أحد به, ولا إطلاق وصف الإرجاء عليه, بل من فعل ذلك وأطلق ذلك وخرج على إجماع العلماء سلفاً وخلفاً فإنه يكون قد أتى بِمُحْدَثٍ, وهذه مسألة خيالية افتراضية, لم تقع في تاريخ الإسلام كله, ولا تتعلق هذه المسألة بالاعتقاد إلا من جهة نفي كَونِ الأعمال داخلة في الإيمان كما هو دِيْنُ المرجئة.
فأما الذي يقول إِنَّ الصلاة مِنَ الإيمان وَإِنَّ العمل من الإيمان ثُمَّ يقول إِنَّ تارك الصلاة لا يَكْفُرُ كُفْرَاً أكبر كيف يكون مرجئياً؟!
وأما مَنْ يقول: إِنَّ الأعمال مِنَ الإيمان, إلى غير ذلك من أصول أهل السُّنَّةِ المخالفة لعقائد المرجئة فكيف يُرْمَى بالإرجاء؟!
والقول بِأَنَّ تارك الصلاة كسلاً وتهاوناً يُقْتَلُ حداً هو قول جماهير أهل العلم بما كاد يكون إجماعاً وليس بإجماع, ولكنه لكثرة القائلين به يكاد يكون إجماعاً كما قَرَّرَ ذلك العَلَّامَةُ الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- فلما لَمْ يسلبوا التارك كسلاً وصف الإسلام ولم يخرجوه من الملة قالوا -وَحَدُّ ترك الصلاة القتل- قالوا: يُقْتَلُ حداً؛ لأنهم لم يسلبوه الوصف, وَرَتَّبُوا على الحكم بقتله حداً ما يترتب عليه من تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين؛ لأنهم لو لم يفعلوا ذلك لوقعوا في التناقض, وهذا حكم حكموا به وقرروه.
أنَّ تارك الصلاة تكاسلاً يَكْفُرُ كُفْرَاً عملياً لا ينقله من الملة وعليه فَحَدُّهُ أَنْ يُقْتَلَ وَأَنْ يُقْتَلَ حداً.
هذا حكم, قد يَطْرَأُ على الحكم وصف زائد ينقل الحكم حينئذ مما قُّرِّرَ أولاً إلى حكم جديد.
المُحْصَنُ الزاني حكمه أَنْ يُرجَمَ بالحجارة حتى يموت, فإذا مات غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَصُلِّيَ عليه وَدُفِنَ في مقابر المسلمين وَوَرِثَهُ أهله.
لا يكون مقتولاً على الردة, المُحْصَنُ الزاني لو ثبت الزنا عليه فحكمه هذا, ولكن قبل أن يُنَفَّذُ الحكم وقبل أَنْ يُؤخَذَ لِيُرْجَمَ أَتَى بِمُكَفِّرٍ, فيكون هذا وصفاً طَرَأَ على الحكم الأول فَيُنْقَلُ مِنْ رجمه بالحجارة حتى يموت حداً إلى قتله رِدَّةً؛ لأنَّ وصفاً قد طَرَأَ على الحكم الأول.
تارك الصلاة كسلاً إذا عُرِضَ على السيف وَقِيلَ له: صَلِّ وإلا قُتِلْتَ؛ فَأَبَى أَنْ يُصَلِّيَ حتى قُتِلَ, لا يستقيم في الطبيعة البشرية أَنْ يَرَى بريق السيف أمام عينيه ويرى السيف مُصْلَتَاً مسلولاً على رقبته وَيُقَالُ له: صَلِّ؛ فيقول: لا أُصَلِّي؛ ثُمَّ يكون مع ذلك غير جاحد للصلاة ويكون مع ذلك مؤمناً بها مُقِراً لفرضيتها وهو يَقْبَلُ أَنْ يُقْتَلَ على هذه الصورة ولا يُصَلِّي.
حينئذ يَطْرَأُ وصف جديد على الحكم الأول وإلا وقع التناقض وصار القولان قولاً واحداً وليس ذلك كذلك عند جماهير السلف والخلف من العلماء مما كاد يكون إجماعاً, ولكن إذا أُخِذَ -وهذه كما ترى صورة فرضية خيالية-.
قال شيخ الإسلام: ((ولا يُتَصَوَّرُ في الطبيعة البشرية أَنْ يكون ذلك كذلك))؛ فَطَرَأَ وصف جديد على الحكم الأول فَنُقِلَ إلى حكم جديد؛ فحينئذ يقال: يُقْتَلُ كُفْرَاً ولا حرج.
وهذا ما قَرَّرَهُ شيخ الإسلام وَقَرَّرَهُ غيره, وبه تستقيم النصوص كلها ولا تتعارض كما قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-.
قال -رحمه الله- في مَعْرِضِ الرد على الطاعن على مُسنَدِ الإمام أحمد:
((إنَّ الرجل -يعني: الطاعن في مُسنَدِ الإمام أحمد- حنفي المذهب مَاتُرِيديُّ العقيدة, وَمِنَ المعلوم أنهم لا يقولون بما جاء في الكتاب وَالسُّنَّةِ وآثار الصحابة مِنَ التصريح بِأَنَّ الإيمان يزيد وينقص وَأَنَّ الأعمال من الإيمان, وعلى هذا جماهير العلماء سلفاً وخلفاً ما عدا الحنفية.
فإنهم -يعني: مرجئة الفقهاء- لا يزالون يُصِرِّونَ على المخالفة بل إنهم لَيُصَرِّحُونَ بإنكار ذلك عليهم, حتى أَنَّ منهم مَنْ يُصَرِّحُ بِأَنَّ الإنكار عليه في ذلك رِدَّةٌ وَكُفْرٌ, فقد جاء في باب ((الكَرَاهِيةِ)) مِنَ ((البحر الرائق)) لابن لُجَيْنٍ الحنفي ما نصه: ((والإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لِأَنَّ الإيمان عندنا ليس من الأعمال)).
قال الشيخ ناصر -رحمه الله-: ((وهذا يخالف صَرَاحَةً حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سُئِلَ: أَيُّ الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسله)) أخرجه البخاري وغيره.
أَيُّ العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسله.
وفي معناه أحاديث أخرى ترى بعضها في الترغيب والترهيب.
ثُمَّ قال -رحمه الله-:
((وقد فَصَّلَ شيخ الإسلام -رحمه الله- وَجْهَ كَوْنِ الإيمان مِنَ الأعمال, وأنه يزيد وينقص, فَصَّلَهُ بما لا مزيد عليه في كتاب الإيمان فليراجعه مَنْ شاء البسط)).
ثُمَّ قال الشيخ -رحمه الله- في الحاشية: ((هذا ما كنت كتبته من أكثر من عشرين عاماً -وَمِنَ المعلوم أنه كَتَبَ هذا في حياته لم يكتبه بعد مماته, فما أطول المدة!- مُقَرِّرَاً مذهب السَّلَفِ, وعقيدة أهل السُّنَّةِ -ولله الحمد- في مسائل الإيمان, ثُمَّ يأتي اليوم بعض الجَهَلَةِ الأَغْمَارِ وَالنَّاشِئَةِ الصِّغَارِ فيرموننا بالإرجاء!! فإلى الله المُشْتَكَى مِنْ سُوءِ ما هم عليه مِنْ جَهَالَةٍ وَضَلالَةٍ وَغُثَاءٍ)).
كلامه في الذَّبِّ الأحمد عن مُسْنَدِ الإمام أحمد -رحمه الله-.
ومنه تعلم أَنَّ عقيدة أهل السُّنَّةِ في الإيمان مُجَانِبَةٌ لعقيدة المرجئة, ومنه تعلم أَنَّ عقيدة المرجئة وَأَنَّ مذهب المرجئة مِنْ أخطر ما يكون على أمة محمد -صلَّى الله عليه وسلم-, وَأَنَّ أهل السُّنَّةِ والجماعة وَأَنَّ أهل الحديث والأثر, وَأَنَّ الذين يسيرون خلف النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وَيَتَّبِعُونَ الصحابة بإحسان وَمَنْ تبعهم, تعلم أَنَّ هؤلاء ليسوا مِنْ دِيْنِ المرجئة في شيء, بل هم كما قال أيوب -رحمه الله-: ((أنا أكبر من دِيْنِ المرجئة)).
وَأمَّا الصِّغَارُ الأغْمَارُ وَالنَّاشِئَةُ الأغرَارُ فَلْيَتَقَيَّئوا مَا شَاءُوا وَلْيَقْذِفُوا بِنَتَنِ أفوَاهِهِمْ مَنْ شَاءُوا مِنَ العُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ بِالإرجَاءِ الذِي يَزْعُمُونَهُ, وأمثال هؤلاء -كما هو معلوم- لم يسلم منهم عصر ولم يخل منهم مِصْرٌ, ولم ينج منهم عَالِمٌ, بل كلما زاد الإيذاء للعَالِمِ مِنْ أمثال هؤلاء كان دلالة واضحة وَعَلَامَةً فارقة أنه على الحق سائر وأنه إلى الحق صائر, وأما أمثال هؤلاء فَنُفَايَاتٌ فِي مَجْرَى تَيَّارِ نَهَرِ التَّارِيخِ, ما أسرع ما يذهبون بَدَداً ويتفرقون مِزَقاً, ويبقى الصالح ويبقى الحق ويبقى الخير, ويذهب الزَّبَدُ جُفَاءً.
وعلماؤنا -رحمة الله عليهم- كانوا أوعى الناس لأمثال هذه المضائق, وكانوا أتقى الناس لله -تبارك وتعالى- أن يُغَرِّرُوا بالأمة وقد حَمَّلَهُمُ الله -رب العالمين- العلم الصحيح, فَعَلَّمُوا وَبَيَّنُوا, والأمة مَدِينَةٌ لمثل هذا العَلَمِ الشامخ, وأبناؤها مدينون لهذا العَلَمِ الشامخ في معرفة النهج الصحيح والمنهج السَّوِيِّ, وقد سار عليه من قديم -رحمة الله عليه-.
مَدِينَةٌ له بِنَفْيِ الدَّخِيلِ عن سُنَّةِ النَّبِيِّ النبيل -صلَّى الله عليه وآله وسلم- أيقظ فيها نهضة وكان فيها مُجَدِّدَاً.
فجزاؤه أَنْ يأتي أمثال هؤلاء لِكَي يتهموه بأنه على مذهب الجهم ابن صفوان؟
مُرْجِئِيٌّ!
ألا شاهت الوجوه.
وَيَا وَيْحَ مَنْ تطاول على أعراض أهل العِلْمِ الرَّبَّانِيِّين, والله الموعد وحسبنا الله ونعم الوكيل, وأفوض أمري إلى الله إِنَّ الله بصير بالعباد.
وَلَوْ أَنَّ المسألة التي تُثَارُ تكون حول هذه -بما يُفَرَّعُ عنها وَيَلْحَقُهَا مِنْ أمور علمية محضة- ما التَفَتَ إليها أحد, ولكن تُثَارُ ولها خَبِيئٌ, وإلحاح على شيء مقصود وهو ظاهر مكشوف, ويقال لهم: ألا ارْبَعُوا على أنفسكم, إِنَّ الذي يرفع ويخفض هو الله.
والذي يعطي ويمنع هو الله.
والذي يُعْلِي وَيُسْقِطُ هو الله.
الله وحده, صاحب المِنَّةِ, صاحب العطاء.
والذي يُعْلِي وَيُسْقِطُ وحده, لا يستطيع ذلك أحد سواه.
فَارْبَعُوا على أنفسكم وَالْزَمُوا الجادة وَدَعُوا الفتن جانباً واستقيموا على النهج ودعوكم من إيغار الصدور وَبَثِّ الفتن بين أبناء الأمة المُمَزَّقِين الذين سَارَ أكثرهم وراء الناعقين في كل وَادٍ وَفَجٍ, وإلى الله المُشْتَكَى كما قال الشيخ -رحمه الله-.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.

بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء

السلام عليكم
شكرا لكي على هذا البحث القيم في حياة العلامة الالباني رحمه الله محدث القرن العشرين بكل امتياز و الله حياته كلها عبر
بارك الله فيكي و جزاكي عني كل خير

جزاكم الله خيرا و رحم الله علماءنا ركائز الهدى ، اللهم ارحمهم و اغفرلهم و إياي و المسلمين جميعا . والله ذكرهم يشرح الصدور ؛ كيف لا و هم أهل التوحيد الحق.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجروح للتربية الجيريا
جزاكم الله خيرا و رحم الله علماءنا ركائز الهدى ، اللهم ارحمهم و اغفرلهم و إياي و المسلمين جميعا . والله ذكرهم يشرح الصدور ؛ كيف لا و هم أهل التوحيد الحق.

بارك الله فيك وثبت خطاك اللهم إجعلنا منهم وحشرنا معهم انت القادر على ذلك..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عياد محمد العربي الجيريا
بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء

بارك الله فيك اخي عياد وشكرا جزيلا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pearla* الجيريا
السلام عليكم
شكرا لكي على هذا البحث القيم في حياة العلامة الالباني رحمه الله محدث القرن العشرين بكل امتياز و الله حياته كلها عبر
بارك الله فيكي و جزاكي عني كل خير

وفيك بارك الله اخيتي وحفظك نعم حياته مميزة
كما حياة الكثيرين من علماء السنة الاعاجم الذين تميزو
وتركو بصمات مباركة في جمع الحديث ونصرة الدين..

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
رحم الله شيخنا وأدخله فسيح جنانه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة * آلاُمُ مُوحّدْ.. ~ الجيريا
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
رحم الله شيخنا وأدخله فسيح جنانه

وفيك بارك الله اخيتي وسدد خطاك

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

إن الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني أحد أئمة الدعوة السلفية في عصرنا الحاضر وهو محدث العصر, وحافظ العصر, ومن أشد الذابين عن السنة النبوية المطهرة وعن أهلها, فقد كان له الفضل في بيان أصول المنهج السلفي السوي ودعا إلى الانتساب إليه إيمانا واعتقادا, فقها وفهما, وعبادة وسلوكا, وتربية وتزكية, فكان فعلا محيي السنة وقامع للبدعة ومجدد هذا العصر وهو من الأوائل الداعين إلى نبذ التقليد والتزام الدليل, ولا شك أنه لا يسعنا هذا المجلس لتعداد فضائله الكثيرة التي لا نستوفي حقها .

بارك الله فيكم على الموضوع

وهكذا هم العلماء,

وكانت في حياتك لي عظات *** وأنت اليوم أوعظ منك حيا

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.