رئيسية | ملفـــــات | "الآيلون للزوال".. 120 ألف أستاذ مكافح ينتظر الإنصاف
"الآيلون للزوال".. 120 ألف أستاذ مكافح ينتظر الإنصاف
بواسطة إعداد: كهينة.ب / عبد الحليم.ع 30/11/2015 21:59:00
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"الآيلون للزوال".. 120 ألف أستاذ مكافح ينتظر الإنصاف
"الآيلون للزوال"، لفظ أصبح يطلق على فئة المعلمين غير الجامعيين الذي حملوا مشعل التربية والتعليم في سنوات السبعينات والثمانينات في وقت كانت الجزائر تعاني من نقص كبير في الأساتذة خاصة بعد سياسة التعريب التي انتهجها الرئيس الراحل، هواري بومدين، والتي اضطرت الحكومة آنذاك إلى استقدام أساتذة من دول عربية شقيقة كمصر وسوريا وفلسطين والعراق وباكستان، إلاّ أن الحاجة الكبيرة للمعلمين دفعت بالعديد من طلبة الثانويات إلى التخلي عن مقاعد الدراسة للالتحاق بسلك التعليم. وبعد سنوات من الخدمة وجدت هذه الفئة، التي فاق عددها الـ100 ألف، نفسها في مراتب سفلى ضمن المنظومة التربوية في ظل رفض مساواتهم بأصحاب الشهادات، وإلزامهم باجتياز امتحان مهني وخضوعهم للتكوين بغية الرفع من رتبتهم والاعتراف بهم كأساتذة رئيسيين ومكونين، وهو ما اعتبروه إهانة لمشوارهم المهني والكفاءة التي يتمتعون بها وإجحافا في حقهم، وهو ما دفع نقابات التربية إلى تبني ملفهم والمطالبة بضرورة إيجاد تسوية عاجلة له. ويرى الخبراء التربويون بأن هذه الفئة من المعلمين تعد من خيرة أساتذة المدرسة الجزائرية، نتيجة الكفاءة العالية التي يتمتعون بها والخبرات الكبيرة التي اكتسبوها طوال فترة عملهم، مطالبين بضرورة النظر إلى ملفهم بطريقة خاصة وتكريم المجهودات التي بذلوها والتضحيات التي قدموها في سبيل تكوين إطارات الجزائر.
حملوا المشعل الأول للتربية والتعليم وساهموا في تكوين إطارات الجزائر
• مسعود بوديبة: "المطالبة بضرورة إعادة تكوين هذه الفئة إهانة لهم ولمشوارهم المهني"
• عبد الكريم بوجناح: "الآيلون للزوال هم الذين درّسوا أصحاب الشهادات ولابد من حفظ حقوقهم"
• بوعلام عمورة: "هذه الفئة تقوم بنفس العمل الذي يقوم به خريج المدرسة العليا ولا يجوز التمييز بينهم"
• رابح خدوسي: "لابد من تكريم الكفاءة التي تتمتع بها هذه الفئة وإنصافها
دون النظر إلى شهاداتهم"
المكلف بالإعلام في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الإنباف"
مسعود عمراوي: "عدد الآيلين للزوال يفوق 120 ألف بين أستاذ ومعلم مصنّفين
في 7 فئات"
أفاد المكلف بالإعلام في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الإنباف"، مسعود عمراوي، أنّ شريحة الآيلين للزوال تتضمّن 7 أصناف، مؤكّدا وجود ما يزيد عن 120 ألف بين أستاذ ومعلم لم تُسوّ وضعيتهم بعد.
وقال مسعود عمراوي، في تصريح ليومية "الإخبارية"، أمس، إنّ هذه الأصناف تتمثّل في معلمي الابتدائي، أساتذة التعليم الأساسي، الأساتذة التقنيين، مساعدي المصالح الاقتصادية، المساعدين التربويين، المخبريين وكذا المستشارين المهنيين.
وأوضح ذات المتحدث أنّ هيئة التدريس التي تلقّت التكوين في إطار الاتفاقية المبرمة بين النقابة ووزارة التربية الوطنية يوم 03 جوان 2024 هي في طريق التسوية، حيث سيترقى الأستاذ صاحب 10 سنوات خبرة إلى أستاذ رئيسي، في حين سيُصبح أستاذ صاحب 20 سنة أستاذا مكوّنا.
وفي سياق ذي صلة، أكّد المكلف بالإعلام في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الإنباف"، أنّ جميع أصناف الآيلين للزوال غير المكوّنين ملزمين على اجتياز الامتحان المهني الكفيل بإدماج أفراد هذه الشريحة وكذا ترقيتهم إلى مراتب عليا، متوقعا في هذا الصدد أن تلتزم الوزارة الوصية بمحتوى المحضر المشترك الموقعّ بين هذه الأخيرة ونقابة "الإنباف"
والمتعلّق بتسوية ملف هذه الفئة في أقرب الآجال.
الأمين العام للتنسيقية الوطنية لمعلمي وأساتذة التعليم الأساسي
عبد الكريم بوجناح:
"الآيلون للزوال هم الذين درّسوا أصحاب الشهادات ولابد من حفظ حقوقهم"
طالب الأمين العام للتنسيقية الوطنية لمعلمي وأساتذة التعليم الأساسي "أس أن تي يو"، عبد الكريم بوجناح، بضرورة رفع الغبن الذي طال المعلمين وأساتذة التعليم الأساسي وأساتذة التعليم الثانوي والتقني بما اصطلح على تسميته ظلما الرتب الآيلة للزوال، وحرمانهم من حقهم في الترقية الإدارية والتربوية.
وأوضح عبد الكريم بوجناح في تصريح ليومية "الإخبارية"، بأن هذه الفئة تعتبر من أوائل المعلمين الجزائريين التي حملت على عاتقها مسؤولية تربية
النشء الأول بعدما عمدت الحكومة لوقت طويل على استقدام أستاذة من دول عربية شقيقة، منوّها بالدور الذي لعبوه في تكوين الأجيال المتعاقبة قبل أن تتخرج أول دفعة من الأساتذة أصحاب الشهادات.
وأضاف محدثنا، أن فئة ما أصبح يطلق عليها الآيلة للزوال تستحق التكريم وأبسط شيء يمكن تقديمه لها هو حفظ حقوقها، بعيدا عن دعاوى ناكري الجميل
الذي كانوا في وقت سابق تلاميذ عند هذه الفئة قبل أن يصبحوا أصحاب شهادات، ويرفضون إنصاف أساتذتهم.
وتمسك بوجناح بتجسيد جميع المطالب المشروعة لهذه الفئة وعلى رأسها إلغاء المادة 87 مكرر من قانون العمل مع تعديل القانون الخاص لهذه الفئة ونظامهم التعويضي للوصول لمرتبة الكرامة، منتقدا الزيادة المعلن عنها في أجور الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية والمقدرة بـ 10 بالمئة ابتداء من 1 جانفي 2024.
من جهة أخرى استهجن أمين عام "أس أن تي يو" عدم الاستجابة الفورية للمطالب المشروعة لموظفي الجنوب والهضاب العليا والأوراس وتمكينهم من حقهم المسلوب وفقا لقوانين الجمهورية السارية المفعول، وكذا عدم استجابة الوزارة والتزامها بما تم الاتفاق عليه بين الطرفين في المحاضر المشتركة.
كما استنكر بوجناح الطريقة التي اعتمدتها وزارة التربية في تقييم إصلاحات المنظومة التربوية، ودعاها لاعتماد أساليب علمية ناجعة وفعالة للإصلاح بإشراك الفاعلين في القطاع والمختصين الأكاديميين من أجل مدرسة جزائرية تواكب التطور العلمي والتكنولوجي وتجسد ثوابت الأمة، محذراً في السياق ذاته من استمرار التسيب في تسيير شؤون القطاع وافتعال الأزمات كالتسرب المدرسي لإخراج التلاميذ إلى الشارع، والتعسف في طرد التلاميذ.
الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة:
"هذه الفئة تقوم بنفس مهام خريجي المدرسة العليا ولا يجوز التمييز بينهم"
طالب الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، بوعلام عمورة، الوصاية بإدماج معلمي التعليم الابتدائي وأساتذة التعليم الأساسي وأساتذة التعليم التقني في الرتب القاعدية "دون قيد أو شرط"، باعتباره حقا مكفولا في كل مراسيم الجمهورية ولكونهم يمارسون المهام الخاصة بالرتبة القاعدية، مع اعتماد سنوات الخبرة المهنية للترقية إلى رتبتي أستاذ رئيسي وأستاذ مكوّن باعتماد المرسوم التنفيذي 08/315 المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي 12/240، مع تركهم في سلكهم الأصلي (الآيل للزوال) شريطة استحداث رتبتي الترقية الآلية بالأقدمية، أي تعميم نظام الترقية نفسه على جميع أسلاك التدريس. وتطبيق هذا الاقتراح ـ حسب المتحدث ـ يتطلب إضافة مادة واحدة في الأحكام
الانتقالية تنص على تطبيق نظام الترقية نفسه على جميع أسلاك التدريس، وينتج عنها الترقية الآلية، حيث يصبح معلم رئيسي للمدرسة الابتدائية الصنف 11 أقدمية 10 سنوات، معلم مكون للمدرسة الابتدائية الصنف 13
أقدمية 20 سنة، أستاذ رئيسي للتعليم الأساسي الصنف 12 أقدمية 10 سنوات، أستاذ مكون للتعليم الأساسي الصنف 14 أقدمية 20 سنة، أستاذ تقني رئيسي في
الثانوية الصنف 12 أقدمية 10 سنوات، أستاذ تقني مكون في الثانوية الصنف 14 أقدمية 20 سنة.
وفي إطار ما سماه الأمين العام للنقابة بـ"أخلقة المدرسة الجزائرية" تطالب "الساتاف" بعدم الاعتماد في الإدماج أو في الترقية، التكوين الذي نظمته وزارة التربية لفائدة المعلمين وأساتذة التعليم الأساسي لأن هذا التكوين ـ حسبه ـ عبارة عن "مهزلة وإهانة" للتربية كونه لم يجد نفعا وامتحانات نهاية السنة "عمّها الغش الجماعي"، لذا يؤكد عدم اعتماد هذه الشهادة الناتجة عن هذا التكوين من أجل إعادة المصداقية للتربية والعلم.
كما ألحت النقابة على التخلي عن نظام المسابقات في الترقية لأنها "أثبتت فشلها وتسببت في انتشار الغش وتفشي فظيع للرشوة والمحسوبية" في قطاع التربية، وتطالب بالعودة إلى التسجيل على قوائم التأهيل لتغيير السلك، مع التخلي عن (التنقيط وتقارير المفتشين) معتبرا أنها "أصبحت وسيلة ابتزاز" وتسبب إحباطا لدى الغالبية، كما أثرت سلبا على أداء المعلمين والأساتذة.
كما دعت النقابة الحكومة الحالية لأن تتسم بالحكمة وتنهي "نظام التمييز" في التصنيف والأجور، وتحسب الأجرة وفقا لطبيعة العمل المقدم، مؤكدا أنه لا يعقل" أن تبقى الفوارق الكبيرة في الأجور مقابل نفس العمل تفوق 12017 دج لأنه مخالف و"تعد صارخ" لقانون العمل.
قال إنّ الآيلين للزوال يرون أنّ عملية إدماجهم لا بد أن
تتم دون شروط
مسعود بوديبة: "المطالبة بإعادة تكوين هذه الفئة إهانة لهم ولمشوارهم المهني"
عبّر المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع عن استيائه من تجاهل الوزارة الوصية لمطالبها المتعلقة بتنصيب لجنة مشتركة ومراوحة ملف الآيلين للزوال مكانه.
وأشار المكلف بالإعلام في نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع "كنابست"، مسعود بوديبة، إلى أنه بصدد إعداد ملف مبني على
دراسة معمقة حول عملية إدماج معلمي المدرسة الابتدائية وأساتذة الأساسي وترقيتهم في الرتب المستحدثة، من أجل طرحه عند الشروع في التفاوض مع مديرية الوظيف العمومي.
وأضاف مسعود بوديبة أنه يمكن إلغاء رتبة معلم مدرسة ابتدائية وأستاذ تعليم متوسط، إلا أنّه لا يمكن في أي ظرف من الظروف إلغاء الأستاذ في حد ذاته، وبالتالي فليس من المنطق ـ على حد قوله ـ إطلاق مصطلح آيل إلى الزوال عليهم، لأن المهام التي يمارسها أستاذ التعليم الأساسي ومعلم المدرسة الابتدائية هي نفس المهام التي يزاولها الأستاذ المصنف في الرتب القاعدية.
كما كشف مسؤول الإعلام والاتصال، بأنه يتم التحضير حاليا على مستوى النقابة وعلى مستوى القواعد، لعقد 3 ندوات، بغية الشروع في إعداد دراسات ومقترحات مبنية ومدعمة بحجج وأدلة منطقية في الأطوار التعليمية الثلاثة "ابتدائي، متوسط وثانوي"، ستقدم إلى مديرية الوظيفة العمومية لحل مشكلة الآيلين إلى الزوال بصفة نهائية، على اعتبار أن هذه الفئة من أساتذة التعليم الأساسي ومعلمي المدرسة الابتدائية يرفضون الخضوع للتكوين لمدة سنة مقابل عملية إدماجهم في الرتب القاعدية، رغم أنه تم التقليص في مدة التكوين من 3 سنوات إلى سنة واحدة، معتبرين بأن هذه العملية إهانة لهم ولمشوارهم المهني، وبالتالي فهم يرون أن عملية إدماجهم لا بد أن تتم دون شروط.
واقترح ذات المتحدث جملة من الآليات للسماح بفئة الآيلين إلى الزوال بالترقية في الرتب المستحدثة، والبالغ عددهم 30 ألف أستاذ ومعلم ـ حسب إحصائيات وزارة التربية الوطنية ـ و80 ألفا موزعا عبر كامل التراب الوطني ـ حسب المعطيات التي صرحت بها التنسيقية الوطنية لمعلمي وأساتذة التعليم الأساسي ـ من خلال استغلال المادة 31 مكرر التي تسمح لهم باستغلال
الأقدمية وكذا بفتح أكبر عدد من مناصب الترقية أي أستاذ رئيسي وأستاذ مكون، صنف 15.
ومن جهته، أوضح المنسق الوطني لنقابة "الكنابست"، نوار العربي، أنّ تقارير الندوات الوطنية تُؤكّد عدم التزام وزارة التربية الوطنية بتعهدها المتعلق بعقد جلسة عمل ثلاثية ( وزارة التربية الوطنية – النقابة – وزارة
المالية والوظيفة العمومية ) لدراسة ملف من وصفوا بالآيلين للزوال في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر. واعتبر نوار العربي أنّ تنصل الوصاية من الالتزامات مؤشر واضح عن عدم جديتها وتفضيلها لأساليب ملتوية من خلال لجوئها إلي تمييع طريقة العمل والالتفاف على المطالب إذ نظم يوم دراسي بحضور العديد من الأطراف غير المقررة وحتى غير المعنية مما أحالها إلى لقاءات تفتقد إلى الطابع التفاوضي كآلية متفق عليها للحلول.
الخبير في مجال التربية، رابح خدوسي:
"لابد من تكريم كفاءة هذه الفئة وإنصافها دون النظر إلى شهاداتهم"
دعا أستاذ ومفتش التربية والتعليم، سابقا،، عضو لجنة إصلاح المنظومة التربوية، رابح خدوسي، كلا من وزارة التربية والتعليم والوظيف العمومي إلى ضرورة معالجة ملف الأساتذة غير الجامعيين معالجة خاصة واستثنائية، والعمل على إنصافهم تقديراً لكفاءتهم المهنية والخدمات التي قدموها طوال مسيرتهم التدريسية.
وأوضح رابح خدوسي، في تصريح ليومية "الإخبارية" أمس، أن الأساتذة المربين وغير الجامعيين هم الذين حملوا مشعل التربية والتعليم في وقت كانت الجزائر في حاجة للمعلمين وتقوم باستقدامهم من الدول العربية الشقيقة، مبرزاً بأن هذه الفئة عانت الويلات وضحت كثيرا في سبيل تكوين الإطارات، حيث كان يقطع الكثير منهم مسافات طويلة للوصول إلى المدارس المعزولة في
وقت كانت الإمكانيات المسخرة قليلة، كما كان يضطر العديد منهم إلى المبيت في الحمامات القريبة من المدارس التي يعملون بها.
كما أبرز محدثنا أنه حتى من ناحية الكفاءة والخبرة فلا أحد يمكنه الإنكار بأن مستوى هؤلاء المعلمين يضاهي مستوى أصحاب الماجستير والدكتورة اليوم، دون إغفال الدور الذي قاموا به في التكوين.
وحسب رابح خدوسي، الذي يخوض أيضا في مجال الطبع والكتابة للأطفال والتاريخ، فإن أقل ما يمكن تقديمه إلى هذه الفئة هو النظر إلى ملفها نظرة خاصة استثنائية، وتكريم الكفاءة التي يتمتعون بها والخبرات التي يملكونها دون العودة إلى الشهادات، مطالبا بالعمل على ترقيتهم إلى الرتب التي يستحقونها، وتوفير حياة كريمة لهم عند إحالتهم على التقاعد.
من جهة أخرى رفض الخبير في مجال التربية، التسمية التي ارتبطت بهذه الفئة "الآيلين للزوال"، مؤكدا بأن المعلم لا يزول بإبعاده عن أقسام الدراسة بل يبقى مشعلا في سماء العلم.