حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة fao من تراجع عدد الذين يواظبون على تناول الوجبات الغذائية التراثية لشعوب حوض المتوسط، والمعروفة بمواصفاتها الصحية، وبكونها أشبه بحمية تمنع السمنة، وتطيل متوسط الأعمار، وذلك بسبب ارتفاع الدخل، الذي مكن سكان المنطقة من استهلاك اللحوم. ووفقا للمسؤول جوزيف شميدهوبر، أحد كبار الخبراء الاقتصاديين لدى المنظمة، فقد شهد نظام "الحمية المتوسطية"، القائم على تناول الفاكهة والخُضار الطازج "تناقُصا حثيثا" على مدى السنوات الـ45 المنصرمة.
ويوضح خبير المنظمة أن العادات الغذائية لسكان جنوب أوروبا، وشمال إفريقيا، ومنطقة الشرق الأدنى مثلت نموذجا يحتذى به لبقية سكان العالم، غير أنها في تدهور ملحوظ.
وظهرت دلائل ذلك في بحث عرضه شميدهوبر على ورشة عمل نُظمت من قبل "ائتلاف كاليفورنيا للبحر الأبيض المتوسط"، الذي يضم سبع مؤسسات أميركية وأوروبية، معنية بمنتجات حوض المتوسط في السوق الدولي.
وأشار البحث إلى أن سكان حوض البحر الأبيض المتوسط "باتوا يستخدمون مستويات الدخل المتزايدة لإضافة مزيد من السعرات الحرارية، من اللحوم والدهون، إلى نظام حمية كان يحتوي على كميات قليلة من البروتين الحيواني".
ووفقا للبحث، فقد ارتفع المجموع اليومي من السعرات الحرارية في أوروبا، على مدى السنوات الأربعين الماضية، وحتى عام 2024، من 2960 إلى 3340 سعرا، أي بزيادة نحو 20%.
أما اليونان وإيطاليا والبرتغال وقبرص ومالطا، التي بدأت هذا السياق في وضع دون جيرانها الشماليين، فقد سجلت زيادات خلال الفترة نفسها تناهز 30%.
وبالنسبة للَبلد الأوروبي الذي سجل زيادة درامية بحق في مقدار استهلاكه للدهون، فهو إسبانيا، إذ لم يتجاوز متحصل الدهون للفرد لديها 25% من المجموع الغذائي الكلي قبل 40 عاما، لتبلغ هذه النسبة اليوم 40%. لكن ثمة جانبا إيجابيا على أي حال تضمنه البحث، ألا وهو أن سكان حوض البحر الأبيض المتوسط يستهلكون اليوم الفاكهة والخضار وزيت زيتون بكميات أكبر، ممادرجوا عليه في سابق عهدهم.
بارك الله فيك
بارك الله فيك
الحمد لله أن أكلنا صحي معضمه خضر و فواكه