تخطى إلى المحتوى

و يصنع الحدث في القاعة البيضاوية بقلم : حشاني زغيدي 2024.

  • بواسطة

مشاعر يعجز اللسان وصفها و أحاسيس دغدغت القلب و حركت فيه الحنين للماضي القريب في أروع لوحة جمالية عشتها و عاشها كل من حط رحاله لتلك القاعة البيضاء شبيهة البيضة في الجزائر البيضاء لحناجر تردد أجمل ألحان الماضي لشعارات الدعوة و القضية فتشعر و أنت تعيش تلك اللحظات الجميلة و كأن الروح تحلق بك عاليا في السماء تنشد سعادة الروح كان في تلك القاعة كل شيء كان فيها يبدو جميلا و بتلك الوحات التي زينت بأجمل الشعارات و رايات الجزائر ترفرف مع شقيقتها علم فلسطين فكانت القاعة فلسطين و كانت فلسطين القاعة .

و كان اللافت في القاعة ظهور جيل جديد من الشباب غصت به القاعة ليقول أنا هنا أصنع الحدث و فعلا صنع الحدث هز القاعة بصيحاته و هز القاعة بآهاته و بطاقة مكنونة فجرها بجنون و هم يجبون تلك القاعة يتفننون في خدمات رائعة تحس معهم بحنين لأيام مضت لشباب تمثل فيه أيامنا الماضية في نشاط دائب و حركة مستمرة فكم تمنيت أن أرتدي قمصانهم و أحمل شاراتهم و مناديلهم و عصاباتهم التي تزينوا بها و لكن الذكريات لا تعود و يبقى أثرها الطيب هذا الشباب الذي أحسبه حمل كل معاني السامية لدعوة الخالدين.

هذا الشباب الذي تجمل بأدب جم و حس مرهف يتجاوب معك باشر قات نادية و همس رقيق يباذلك التحية بأسمى آدابها ثم يمضي مستأذنا ليكمل مشوار أعماله فتشعر أنه أدى واجب الضيافة و أجاد صدقا " إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى " و كان للطيف المتنوع من كل مشارب الحركة الإسلامية بشارة خير تحسب لهذا الملتقى و لهذا التجمع كأنك تعيش في زمن الزهور للحركة الإسلامية .

كما زاد طربي الحضور الحافل للأخوات اللواتي زيين القاعة بحضورهم و بجمال زغردتهن التي ملأت القاعة و هزتها كلما علت تكبيرات الرجال صدقا كانت مناسبة رائعة أعادت الأمل و بعثت فينا النشاط رغم تقدم العمر لنشارك هذا الشباب اليافع المتجدد الذي صقلته المحن و ليست كالمحن فاستوعب الأزمة و جنى خيرها نعاهدكم لنكمل معكم المشوار الذي بدأناه و لو بالجهد المقل نجدد معكم العهد أننا لن نخذلهم بإذن الله قرأت في عيون هذا الشباب كثيرا من الرسائل المشفرة و التي طبعا نفهما أنتم الامل و المستقبل أنتم أساتذته و لكن صبرا الأيام حبلى و تولد الجديد و أن أدواركم السيادية آتية لا محال فعليكم الاستفادة من حكمة الشيوخ و رزانة الكبار و نحن مطمئنون لرأس السفينة و رباناها .

هذا المهرجان الذي تخللته هتافات و أناشيد حماسية كما نالت قضية الشرعية حقها من حناجر الشباب و كان " للسيسي " نصيبه من الدعوات و كانت كلمات للضيوف و للقادة كانت داعمة لغرة الصمود و كان لحضور قادة المقاومة طعما آخر لهذا الملتقى ظهرت في حماسة الجمهور مع كلمة القائد الرمز القائد الأستاذ محمد نزال الذي نزل ضيفا رغم الظروف الغير عادية للقضية و لكنه منح الجزائر حضوره و منح الحركة تشريفه و هو دعم تعتز به الجزائر الذي ننتظر أن يكون ثمنه دعما غير محدود للقضية و لغزة الصامدة من الدولة الجزائرية و من الفصائل الوطنية و يكون الحمل ثقيلا للحركة صاحبة السند ليزيد عطاءها وفاء للشهداء وفاء لقادة الحركة و على رأسهم الشيخين الشيخ الرئيس محفوظ نحناح و الشيخ الذبيح محمد أبو سليماني و هو أقل الواجب .

إن هذه الأحاسيس التي كتبت على عجل أحسبها لن توفي تلك المناسبة حقها . و إن المناسبة كانت ناجحة بكل المقاييس فالشكر موصول لكل من أسهم في انجاحها بجهده و وقته و تشريفه و أملنا في المستقبل الآت .لنمضي معا نحو الهدف لنمضي معا نحو استكمال المشوار في خطى مترفقة في هدوء و في هدوء السفينة و الاستفادة من هذه الطاقات الفتية المقبلة لنستوعبها في محاضننا و نرتقي معها من خلال التربية و المشاركة في صناعة الحدث استلهاما من التربية الفريدة لجيل الصحابة الذي تربى على الحبيب محمد صلى الله و من قائد مدرسة الاعتدال و التوسط إمام الجيل و التي أبهرتنا نتاج تربيتها .

و الله أكبر و لله الحمد الجزائر 16 / 08 / 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.