تخطى إلى المحتوى

و توبو إلى الله جميعا أيها المؤمنون 2024.

  • بواسطة

و توبو إلى الله جميعا أيها المؤمنون

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله غافر الذنب و قابل التوب شديد العقااب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير و و الصلاة و السلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ، نبينا محمد عليه فضل الصلاة و أزكى التسليم ..و بعد
فإن من أعظم نعم الله عز و جل أن فتح باب التوبة و جعله فجرا تبدأ معه رحلة العودة بقلوب منكسرة و دموع منسكبة يقول جلا و علا " [COLOR="SeaGr} .
[4een"][/SIZE][/COLOR]"]{ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ}[/SIZE][/COLOR]9] 49.احجر .و يقول حاثا على التوبة {‏‏وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}‏‏ ‏[‏النور‏:‏ 31‏]‏ . و صح عني النبي عليه اللصلاة و السلام قال: «إنَّ الله تَعَالَى يَبْسُطُ يَدَهُ بالليلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِها» . [SIZE="6"]رواه مسلم.
و هذا نبي الرحمة و قد عغفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر يقول [/SIZE]:( يا أيها الناس توبوا إلى الله وأستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :( إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) الهذا وهو النبي صلى الله عليه وسلم يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة فما بالنا نحن المفرطون المضيعون المهملون؟ نسأل الله أن يتوب علينا جميعا ويغفر لنا أيها المسلمون إن التوبة إلى الله واجبة على الفور لأن الله تعالى أمر الله بها وأوامر الله ورسوله كلها على الفور إذا لم يقم دليل على جواز تأخيرها وتأخير التوبة يسبب تراكم الذنوب والرين على القلوب ، في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نقطة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع وأستغفر صقل منها وإن زاد زادت حتى يغلف بها قلبه) [COLOR="Black"]فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه [/COLOR(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14)
فلذالك يجب علينا أن نسارع في التوبة و الإنابة إلى رب الأرباب فليس للعبد مستراح إلا بالرجوع الى الله و لنعلم
ان خير ايامنا هو يوم العودة الى ربنا خاضعين و ذليلين و لنصدق في توبتنا لنهنئا بحديث الرسول عليه السلام : "
لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح – " رواه مسلم .
قال يحي ابن معاذ رضي الله عنه : من أعظم الإغترار عندي التمادي في الذنوب مع رجاء العفو من غير ندامة و توقع القرب من الله بغير طاعة و انتظار زرع الجنة ببذر النار و طلب دار المطيعين بالمعاصي ، و إنتظار الجزاء بغير عمل و التمني على الله عز و جل مع الإفراط و من أحب الجنة إنقطع عن الشهوات و من خاف النار إنصرف عن السيئات .
إخواني كلنا أصحاب ذنوب و خطايا و ليس من منا هو معصوم عن الزلل و الخطأ و لكن خيرنا من يسارع الى التوبة و يبادر الى العودة تحثه الخطى و تسرع به الدمعة ، و يعينه أهل الخير على التوبة ، هذه الاخيرة التي تحقق بشروط اربعة: أن يقلع عن التوبة ، ان يندم على فعلها ، أن يعزم أن لا يعود إليها أبدا و ان كانت المعصية تتعلق بآدمي الشرط الرابع أن يبرأ من حق صاحبها :ان كان مالا او نحوه رده اليه .
فجعلني الله و اياكم ممن اذا زل تاب و اذا عثر أناب الى رب العالمين .
و رزقنا الله توبة نصوحا قبل الممات و تجاوز عنا الزلات و غفر لنا و لوالدينا و لإخواننا و صل الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .

بارك الله فيك أختي ، فليس منّا من يعتقد أنّه يلقى الله خاليًا من الخطايا ، لكنّنا نسأله أن يعيذنا من شرّ الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يعيذنا من شرّ أنفسنا وشرّ الشّيطان وشركه.

من سأل الله هذا بصدق وإخلاص ، وفّقه لكلّ سبيل به سعادته وطمأنينة نفسه وقلبه .

قال تعالى: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) )الرّعد .

أسأل الله أن يرزقني وإيّاكم جميعًا التّوبة والإنابة إليه والرّجوع ، وأن يملأ قلوبنا بالإيمان والتّقوى وحسن التّوكّل عليه.

وبالمناسبة أختي ، أقدّم كلام نفيس من الشّيخ العلاّمة ابن باز رحمه الله ، يصف فيه التّـوبة النّصوح ، وأسأل الله النفع والفائدة.

———————————————————————————————————————–

صفة التوبة النصوح

إني فعلت ذنوباً كثيرة، وأريد أن أعود إلى الله وأتوب إليه توبةً نصوحاً, فما هي صفة التوبة؟ بارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فإن التوبة واجبة على جميع المسلمين، بل وعلى جميع الكفار المكلفين، على كل مكلف من كافر ومسلم أن يتوب إلى الله، فالكافر يتوب إلى الله من شركه وكفره ويدخل في الإسلام؛ لأن الله خلقه لذلك، يقول سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56) سورة الذاريات, فعلى جميع الكفار من جن وإنس ونصارى ويهود وشيوعيين وغيرهم من أنواع الكفرة، عليهم أن يدخلوا في دين الله وأن يلتزموا بدين الله –الإسلام- وأن يتوبوا مما هم عليه من الكفر والضلال، قبل أن يموتوا، وعلى كل مسلم أن يتوب إلى الله من سيئاته وذنوبه، قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا(8) سورة التحريم ) وقال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور, وقال سبحانه: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ (38) سورة الأنفال )

فعلى الجميع أن يتوب إلى الله, والله سبحانه هو الجواد الكريم يقبل التوبة من عباده، كما قال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ(25) سورة الشورى,

والمذنب عليه أن يرجع إلى الله ويندم على ذنوبه الماضية ويعزم أن لا يعود فيها وبذلك يغفر الله له، وحقيقة التوبة تشمل ثلاثة أمور: الأمر الأول: الندم على الماضي والحزن على ما مضى من سيئاته، من زنا أو شرب خمر أو عقوق أو ربا أو أكل مال يتيم، أو غير هذا من المعاصي، عليه أن يندم على ذلك ندماً عظيماً ويحزن على ما مضى منه، وعليه أن يقلع من هذه الذنوب وعليه أن يتركها ويحذرها، وعليه أمرٌ ثالث: وهو العزم الصادق أن لا يعود، هكذا التوبة تشمل هذه الأمور الثلاثة، أن يندم على الماضي منها مهما كانت عظيمة حتى الكفر، والأمر الثاني أن يقلع منها ويحذرها، الأمر الثالث أن يعزم عزماً صادقاً أن لا يعود فيها، وهناك شرطٌ رابع عام لجميع الأعمال وهو النية أن تكون لله وحده أن يتوب لله وحده؛ لأن الله قال:وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ يقصد وجهه سبحانه رغبةً فيما عنده، وحذراً من عقابه، ويندم على ما مضى ويعزم أن لا يعود ويقلع منها خوفاً من الله وتعظيماً له وإخلاصاً له سبحانه وتعالى، وهكذا بقية العبادات كلها لا بد فيها أن تكون لله، من صلاة وصومٍ وصدقة وغير ذلك.

ومن تمام التوبة، ومن أسباب بقائها، أن يلزم الأخيار ويبتعد عن صحبة الأشرار الذين يجرون إلى المعاصي، فهذا من أسباب بقاء التوبة ومن أسباب استمرارها وكمالها، أن تبتعد عن جلساء السوء الذين كنت تجالسهم، حتى تسلم من شرهم، وأن تحرص على صحبة الأخيار حتى تستفيد منهم ويعينوك على الخير، ومن أسباب تمامها وكمالها –أيضاً- أن تزيل ما عندك من آثارها، آلات لهو تزيلها، خمر تريقه، دخان تتلفه، وهكذا ما كان عندك من آثارها وبقائها تزيله حتى لا يجرك الشيطان إليه، تريق الخمر، تتلف الدخان، تكسر آلات اللهو، إلى غير هذا مما يجرك إلى الشر، تزيله عنك، حتى تتم لك التوبة وتبقى وتستمر، ولكنها مقبولة إذا استوفت الشروط حتى ولو كان عندك بقايا خمر أو بقايا دخان، التوبة مقبولة لكن عليك أن تحذر ما بقي، عليك أن تزيله، فبقاءه عندك ولو بقي عندك يوم أو يومين أو ثلاثة لا يبطل التوبة، التوبة ماشية صحيحة، إذا كنت صادقاً في التوبة، في ندمك وإقلاعك وعزمك أن لا تعود صادقاً في ذلك راغباً ما عند الله،

فالتوبة يمحو الله بها الذنوب، جميع الذنوب يمحوها الله، يمحوها الله عنك، فلا تقنط ولا تيأس يقول الله جل وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر

سبحانه وتعالى، يعني للتائبين، أجمع العلماء على أنها للتائبين، ونهانا عن القنوط لا تقنطوا يعني لا تيئسوا من روح الله، فالمؤمن لا ييأس ولا يقنط بل يبادر بالتوبة، ويحسن الظن بربه جل وعلا، ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" فإذا تبت من الذنب بالندم والإقلاع والعزم أن لا تعود فإنه يمحى عنك إذا فعلته لله -سبحانه وتعالى-

أما إن فعلته من غير إخلاص لله، بل تركت الذنب وندمت عليه، ولكن لم تفعله لله، بل لأنه أضرك، أو مراعاة لخاطر أهلك، أو لأمر زيد أو عمرو لا لله، فإنه يبقى عليك؛ لأنك ما تبت لله، أولاً تكون التوبة لله، تبقى عليك هذه الجريمة حتى تتوب إلى الله من ذلك، لكن في المستقبل الذي ما فعلت فيه الجريمة لا شيء عليك إذا تركته، إنما عليك الجرائم الأخرى التي فعلتها حتى تتوب إلى الله توبة صادقة خالصة لله، تتضمن الندم على الماضي والإقلاع منها والحذر منها والعزيمة أن لا تعود فيها، ترجوا ما عند الله تخشى عقابه -سبحانه وتعالى-

ثم إذا فعلت ذنباً بعد التوبة، تؤخذ بالأخير، إذا فعلت ذنباً بعد التوبة أعدت الذنوب عليك إثم الأخير بس، أما الأول فقط مضى, ومحي عنك بالتوبة، إذا كنت صادقاً، أما إذا كانت التوبة باللسان وأنت مقيم بقلبك على المعصية مصر فهذه التوبة ما تنفع, ما تصح، لا بد من عدم الإصرار أن تتوب بقلبك، وأن تدعها بجوارحك وبدنك، تقلع منها وتندم عليها وتعزم أن لا تعود فيها هذه التوبة، فإذا نزغ الشيطان وعدت إليها تؤخذ بالذنب الجديد بس، الذنب الجديد إلا أن تتوب بعدها إذا تبت تاب الله عليك وهكذا، كلما عاد المسلم إلى التوبة تاب الله عليه، فلا يقنط ولا ييأس والله يقول: وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ (87) سورة يوسف.

ومما ينبغي للتائب أن يتبعها بالعمل الصالح، والإستكثار من الخير حتى تستقيم وتنموا وتكمل، وحتى تبدل سيئاته حسنات –أيضاً- إذا أتبعها بالعمل الصالح بدلها الله له حسنات،

قال تعالى لما ذكر الشرك والقتل والزنا قال بعد ذلك: وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (68-70) سورة الفرقان.

فالنعمة من الله جل وعلا، فإن العبد إذا تاب توبة صادقة وأتبعها بالعمل الصالح أبدل الله سيئاته حسنات مع محو الذنب، تمحى الذنوب ثم تعطى بدل كل سيئة حسنة؛ بسبب إيمانه الصادق وعمله الصالح بعد ذلك، وهذا من فضله وجوده وكرمه سبحانه وتعالى،

وقال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى(82) سورة طـه ).

جزاكم الله خيراً وتقبل منكم.

المصدر: الموقع الرّسمي للشيخ ابن باز رحمه الله

بارك الله فيك اختي على الطرح

شكـــــرآ … وبآرك الله فيـــك أختي على الموضوع القيم

شكرا على الموضوع

جزاك الله خير

في موازين اعمالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.