السلام عليكم ورحة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد
فمن باب قول الله تعالى (وتواصو بالحق وتواصو بالصبر ) اردت ان انقل لاخواني مقالة للعلامة يحي النجمي قراتها في شبكة سحاب من باب تعميم الفائدة فارجوا لكل من قراها ان يدعوا لاخيه بالثبات على الهدى والمغفرة وبارك الله فيكم .
قال العلامة الشيخ أحمد النجمي رحمه الله تعالى :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لحكمة عظيمة، هذه الحكمة أخبر عنها في قوله سبحانه وتعالى ﴿ وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) [الذاريات:56] فالله خلق الخلق لعبادته. والعبادة: هي الوظيفة الأساسية في خلق هذا الخلق: الإنس والجن ، لذلك فإن الواجب على كل مخلوق من الإنس والجن أن يتعرف على هذه الوظيفة التي خلقه الله سبحانه وتعالى لها ألا وهي العبادة.
ثم إن العبادة لا تعرف بالعقول وإنما تُعرف من طريق الشرع الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وجاءت به جميع الرسل. كل الرسل دعوتهم إلى توحيد الله عزّ وجلّ كما قال الله عزّ جلّ ﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف عاقبة المكذبين ) [النحل:36] ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [الأنبياء:25] وهذا هو مقتضى لا إله إلا الله، إذ أن معنى لا إله إلا الله :
لا إله: نفي لجميع الآلهة التي تعبد من دون الله سبحانه وتعالى.
إلا الله: إثبات العبادة لله سبحانه وتعالى.
هذه الكلمة التي خلق الله من أجلها السموات والأرض ومن أجلها أرسلت الرسل.
ومن أخلّ بها فإنه مهدّد بإحباط العمل قال سبحانه وتعالى ﴿ولقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ﴾[الزُّمَر:65] فإذا كان هذا يقوله الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه ما من نبي إلا ويوحى إليه أنه إذا أشرك – إن حصل منه شرك- فإن عمله سيكون حابطا. والمقصود بالشرك هنا الشرك الأكبر كما قال سبحانه وتعالى ﴿فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين ﴾[الشعراء:213] والله سبحانه وتعالى يقول ﴿ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون 117﴾[المؤمنون:117] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاء عَنْ الشِّرْك مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْته وَشِرْكه[1] .
كذلك أيضا الشرك موجب للخلود في النار والحرمان من الجنة قال سبحانه وتعالى على لسان عيسى بن مريم ﴿ يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ﴾[المائدة:72] فمن أشرك بالله سبحانه وتعالى دعا معه غيره فإنه يُحرم من الجنة ويتحتم عليه دخول النار والخلود فيها أبدا مأبدا.
كذلك المشرك لا تقبل له حسنة فالله سبحانه وتعالى يقول ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به إِ﴾[النساء:48] لا تُغفر له سيئة ولا تقبل منه حسنة فالله سبحانه وتعالى يقول ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾[النساء:48] هذه الأخبار التي جاءت عن ربنا بيّن فيها الله سبحانه وتعالى ما يترتب عن مخالفة لا إله إلا الله ، ما يترتب على من ترك لا إله إلا الله وعدم القيام بشأنها. من فعل ذلك فإن هذه العقوبات كلها واقعة عليه. فينبغي للمسلم أن يحقق هذه الكلمة التي هي لا إله إلا الله وأن يخلص له عزّ وجلّ في أدائها والتلفظ بها، يقولها بلسانه معتقدا معناها بقلبه عاملا بمقتضاها فإذا فعل ذلك فهو المسلم.
بالإضافة إلى أنه لابد من شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فشهادة أن محمدا رسول الله شهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وأن الله أرسله سبحانه وتعالى وأنزل عليه القرآن وأوحى إليه السنة كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ألفين أحدكم جالسا على أريكته يقول بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدنا فيه من حلال أحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما أحل رسول اله مثل ما أحل الله ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ألا لا يحل ذو ناب من السباع ولا ذو مخلب من الطير ولا الحمار الإنسي ولا لقطة معاهد[2]. هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح.
إذا فيجب عليك يا عبد الله أن تتحاكم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي مبينة لكتاب الله سبحانه وتعالى كما يقول جلّ من قائل ﴿ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ولعلهم يتفكرون )[النحل:44] وأخبر الله عز وجل أنه أنزل عليه الذكر ليبين للناس ما نزل إليهم فالسنة مبينة للقرآن مخصصة لعمومه، ومقيدة لإطلاقه ومبينة لمجمله، فيجب علينا أن نأخذ بالسنة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتحاكم فيما أشكل علينا.
ثم إن الإنسان المسلم يجب عليه أن يكون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي مرجعه ودستوره الذي يرجع إليه ويتعلم منه العبادة التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عليه ثم أيضا السلف الصالح على فهمهم يعرف كتاب الله ويعرف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز له أن يفسر كتاب الله إلا بما فسره الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ومن أخذوا عن الصحابة من التابعين ، هؤلاء هم الذين يجب أن نأخذ بتفسيرهم لأن أهل البدع كل قوم منهم يفسرون القرآن على أهوائهم فلا يجوز أن يُفسر كتاب الله إلا الصحابة رضوان الله عليهم الذين شاهدوا التنزيل وعرفوه وعملوا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وقته في عهد الخلفاء الراشدين كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة[3]. فيا عبد اله إن الذي يجب على ك مسلم أن يأخذ بهذه الأصول :
الأصل الأول: كتاب الله
الأصل الثاني: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والأصل الثالث: إجماع سلف الأمة: ما أجمع عليه الصحابة والتابعون يجب علينا أن نأخذ به ولما ذكر الني صلى الله عليه وسلم حديث الافتراق قال : افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة , و افترقت النصارى على اثنتين و سبعين فرقة , و ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هم يا رسول الله قال: هم الذين على مثل ما أنا عليه وأصحابي[4].
ثم إني أحذر من يسمعني من المناهج المبتدعة التي دخلت علينا وليست من عقيدتنا فهم يخلطون الحق بالباطل ويخلطون السنة بالبدعة ولا يجوز لمسلم أن يترك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويأخذ بأقوال أناس ليسوا بمعصومين وأكثرهم جهال لم يكونوا علماء ويجب علينا أن نعود إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله وإلى سيرة السلف الصالح فيما اشتبه علينا وفيما أشكل علينا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ومن اتقى الشبهات فقد اسبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى.[5]
إذن يا عباد الله يجب علينا أن نأخذ هذا المسلك مسلك كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السف الصالح وطريقة السلف الصالح ولا يجوز لنا أن نأخذ بقول فلان وفلان ولا قول حزب من الأحزاب ولا نتبع شيئا من هذه الأحزاب لأن هذه الأحزاب تخلط السنة بالبدعة فلا يجوز لنا أن نأخذ بها ولا نتحاكم إليها ولا نمشي مع أصحابها فهؤلاء يجب علينا أن نحذرهم وهم حزب الإخوان مثلا وحزب السرورية وحزب القطبية وجماعة التبليغ وجماعة الجهاد وحزب التحرير وغير ذلك من الأحزاب. هذه الأحزاب كلها ليست بصافية وليست بنقية والمشرب الصافي والمشرب النقي وهو كتاب الله الطريقة السلفية الأخذ بكتاب الله والأخذ بسنة رسول الله الأخذ بالآثار وإتباع سلف الأمة ما أثر عن سلف الأمة، يرجع في ذلك إلى الكتب التي دونت ما كان عليه السلف وحذرت من البدع مثل:
· كتاب الاعتصام للشاطبي
· مثل كتاب شرح أصول السنة لللالكائي
· ومثل كتاب الإبانة الكبرى والإبانة الصغرى لابن بطة
· والشريعة للآجري وغير ذلك من الكتب
· كالتوحيد لابن خزيمة
· وكتب عثمان بن سعيد الدارمي الرد على الجهمية والرد على بشر المريسي وأمثال هذه الكتب.
هذه الكتب هي التي نأخذ بها ونأخذ منها السنة ونأخذ منها التحذير من البدعة.
هذا ما أوصي به إخواني المسلمين في كل مكان أن يتحاكموا إلى شريعة الله عزّ وجلّ وأن يأخذوا بشريعة الله وأن يتركوا هذه المناهج التي يغلب عليها البدع. وأحذرهم من البدع وأحذرهم من هذه المناهج ، وأدعوهم إلى أن يعملوا بكتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح هذه وصيتي لإخواني في الله . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه مسلم (2985)
[2] أخرجه أبو داود ( 4604 ) و أحمد ( 4 / 130 ) و الطبراني ( 20 / 283 / 270 )
[3] (صحيح) انظر حديث رقم: 2549 في صحيح الجامع.
[4] قال العلامة الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 356 :أخرجه أبو داود ( 2 / 503 – طبع الحلبي ) و الترمذي ( 3 / 367 ) و ابن ماجه ( 2 / 479 ) و ابن حبان في ” صحيحه ” ( 1834 ) و الآجري في ” الشريعة ” ( ص 25 ) و الحاكم ( 1 / 128 ) و أحمد ( 2 / 332 ) و أبو يعلى في ” مسنده ” ( ق 280 / 2 ) من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به
[5] متفق عليه من حديث النعمان بن بشير