حيـــــاكم الله اخوة الايمان
وأسعد الله أوقاتكم بذكر الرحمان
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذه خطبة للشيخ بن عثيمين في وصف الجنة :
الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ونوع لهم الأعمال الصالحة ليتخذوا منها إلى تلك الجنات سبلا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي شمر للحاق بالرفيق الأعلى والخلود في جنات المأوى ولم يتخذ سوى ذلك سبلا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تتابع القطر والندى وسلم تسليما …
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون سارعوا إلى دار أعدها الله لعباده الصالحين لهم فيها ما تشتهي أنفسهم ولهم فيها ما يدعون فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون أبوابها ثمانية فمن أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير ومن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من أبواب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ومن كان من أهل هذه الخصال كلها دعي من أبوابها كلها بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضلة بلاطها المسك وحصباها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران فيها غرف من حسنها يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها للمؤمن فيه خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا فيها أنهار من ماء غير آس وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم فيها من كل فاكهة زوجان فيها فاكهة ونخل ورمان ولا تظنوا أن هذه مثل ما في الدنيا فإنه لا يعلم حقيقتها وحسنها ولذتها إلا من أدركها الإسم هو الإسم ولكن المسمى هو المسمى قطوفها دانية أي ثمرتها دانية لمن أرادها يتناولها المؤمن بكل سهولة يتناولها قائماً وقاعدا كلما أخذ منها شيئاً خلفه آخر في الحال لا مقطوعة ولا ممنوعة يدعون فيها بكل فاكهة يدعون فيها بكل فاكهة فتحضر لهم يدعون فيها بكل فاكهة آمنين آمنين من الموت آمنين من الهرم آمنين من المرض آمنين من انقطاع تلك الفاكهة أو نقصها آمنين من كل خوف فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً في اللون والهيئة مختلفاً في الطعم والمذاق لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون قاصرات الطرف مفتورات في الخيام قاصرات الطرف فلا ينظرن إلى غير أزواجهن ولا يتطلع أزواجهن إلى غيرهن أنشأهن الله إنشاءً فجعلهن أبكارا كلما جامعها زوجها عادت بكراً في الحال عروباً والعروب جمع عروب والعروب هي المتوددة إلى زوجها أفراداً أي على سن واحدة ليست إحداهن بأكبر من الأخرى لم يطمسهن إنس قبلهن ولا جان هم وأزواجهم في ضلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولاً من رب رحيم يطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يقدمون عنها ولا ينزفون إنها دار مطهرة إنها دار مطهرة من كل خبث وقذر فلا غائط فيها ولا بول ولا مخاط ولا نتن وإنما يخرج الطعام والشراب غشاءً ورشحاً من جلودهم كريح المسك يجمع الله فيها الأولاد إلى آباءهم وإن كان الأولاد أقل منزلة في الجنة ليتم بذلك نعيمهم (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (الطور:21) قد يطعم كل واحد منهم واطمأن بما رزقه الله فلا يرى أحداً أكمل نعيماً منه ( خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ) قد لقاهم الله تعالى نظرة في وجوههم وأبدانهم وسروراً في قلوبهم فجمع الله لهم بين نعيم الظاهر والباطن نعيم البدن ونعيم القلب ينادي منادي إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا ابدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا سكانها الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاما سلاما يتحدثون بما أنعم الله عليهم من هذا النعيم وبما من الله به عليهم فوقاهم عذاب الجحيم تحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس فالتسبيح دأبهم دائماً كما أن النفس دأب الحي دائما قد أحل الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا وقد منحهم رؤية وجهه الكريم فهم يرونه عياناً بأظفارهم وينظرون إلى الله كما يشأ الله ولا يجدون نعيماً اكمل من النظر إلى وجه ربهم لأنهم ينظرون إلى وجه من هو أحب إليهم ينظرون إلى وجه من عليهم فأوصلهم إلى ما هم فيه من النعيم المقيم عباد الله والله إن هذا لعلم اليقين إنه لخبر اليقين إنه لوصف رب العالمين ووصف رسول رب العالمين إنه لحق أرجو الله لي ولكم أن نصل إليه بمنه وكرمه عباد الله إنما وصفنا من نعيم تلك الدار إنه لحق وإن الوصول إليه لسهل يسير على من يسره الله عليه من العالمين إن هذه الدار والله إنها والله لرخيصة بكل ثمن فهنيئاً للمشترين إنها والله لو وصف للواحد منا بستان من أكمل بساتين الدنيا لبذل الجهد وبذل النفيس وعان المشقة في الوصول إلى ذلك البستان مع أن نعيم الدنيا دائم ناقص منقص بكل قدر ولكن النفوس أسأل الله أن يعينني وإياكم على أنفسنا النفوس فتنت بالدنيا فأعرضت عن الآخرة وران على القلوب ما كسبت فأصبحت محسوبة قاسية أيها المسلمون إن هذه الدار التي سمعتم أوصافها مفتاحها لا إله إلا الله وأسنانه شرائع الإسلام وغراسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر من قال واحدة منها غرس له بها شجرة في الجنة أيها المسلمون فإن سألتم عن أهل هذه الجنات وعن ساكني تلك الغرفات فاستمعوا إلى وصفهم في محكم الآيات ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) اللهم إن نسألك في مقامنا هذا في انتظار فريضة من فرائضك في هذا الجمع الكثير نسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وفضلك وإحسانك ومنك وكرمك نسألك اللهم أن تجعلنا من أهل هذه الجنات اللهم اجعلنا من أهل هذه الجنات اللهم اجعلنا من أهل هذه الجنات وممن وقيتهم السيئات اللهم إنا نسألك أن لا تحول بيننا وبين الوصول إليها بذنوبنا اللهم اغفر ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار اللهم اجعلنا ممن ينعمون بالنظر إلى وجهك الكريم اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت التواب اللهم اغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم …
الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته وسلطانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المؤيد ببرهانه الداعي إلى جنته ورضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأعوانه وسلم تسليماً كثيرا …
أما بعد
أيها الناس فإنه قد بلغكم ما حل في بعض جهات أفريقيا من الجذب والقحط والجوع والعري ولا شك أن هذا بقدرة العزيز العليم وبتقدير العزيز الحكيم فلله الحكمة في فعله وله العدل في حكمه سبحانه هو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين هذه الأمور التي يصيب بعض جهات الأرض ما هي إلا ذكرى لمن أنعم الله عليهم بالمال الكثير والأمن الوبي إننا في هذه البلاد قد أنعم الله علينا بنعمتين عظيمتين إحداهما نعمة الإسلام والإيمان وهي أكمل النعم وأغلاها وأثمنها إنها النعمة التي تبذل من أجلها النفوس والقلوب إنها النعمة الكبرى التي يتوصل بها الإنسان إلى سعادة الدنيا والآخرة إن الإسلام والإيمان لا يتحقق بالعقيدة فحسب إن العقيدة رصيدة ولا شك لكن الإيمان والإسلام له فروع يوشك إذا فسدت تلك الفروع أن تيبس أن ييبس الأصل وهو العقيدة ثم بعد ذلك يموت إن العقيدة لا يدل على صدقها إلا أن تقارن بالعمل الصالح الذي هو نتيجتها وثمرتها أصلها ثابت وفرعها في السماء إن كثيراً من الناس يعتمد على ما في قلبه من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره يظن أن ذلك كاف في الإيمان ولا شك أنه كاف ولكن لابد من وجود أركان الإسلام وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وايقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام لا يمكن ان يكمل الإيمان إلا بأن يقوم الإنسان بطاعة الله واجتناب معصيته حسب الإمكان هذه النعمة الأولى التي من الله علينا بها في هذه البلاد وإني أقول وأشهد الله والله يعلم ما في قلبي أني لا أعلم بلاداً خيراً من هذه البلاد في تحقيق التوحيد وإخلاصه لا أعلم بلاداً ولله الحمد أكمل من هذه البلاد في البعد عن الخرافات والبدع لكن هذه النعمة إذا لم تراقب وإذا لم تصن بالمحافظة عليها والقيام بما يجب فيها فإنه يوشك أن تزول فإن الله يقول (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (ابراهيم:7) ويقول جل ذكره (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)(محمد: من الآية38) إني أرى المعاصي قد بدأت تفتك بنا شيئاً فشيئاً حتى أصبحنا وكأن حياتنا حياة اللهو واللعب لم نلتفت إلى الجد والكدح في العمل والله يقول (يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (الانشقاق:6) إنك كادح إلى ربك عامل إليه عامل عملاً موصلك إليه والعمل الذي يوصل إلى الله تعالى هو طاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه إني أوصي نفسي وإياكم بالتمسك بديننا تمسكاً حقيقياً ظاهراً وباطناً حتى نسعد به في الدنيا والآخرة وتكون لنا العزة والكرامة (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف:9) أما النعمة الثانية في هذه البلاد فهو الرخاء والرغد والأمن كثرة العيش كثرة الملابس طيب المساكن طيب المراكب نعم لا يمكن إحصاءها (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا)(النحل: من الآية18) لكن هذه النعمة تحتاج إلى شكر وذلك بالقيام بطاعة المنعم تحتاج إلى شكر وذلك بصيانتها عن الإمتهان تحتاج إلى شكر وذلك بالإمتناع عن الإسراف فيها والله عز وجل يقول (َكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(لأعراف: من الآية31) إننا نرى الإسراف والبذخ في كثير من أحوالنا في ملابسنا ومراكبنا ومساكننا ومآكلنا ومشاربنا والإسراف محرم موجب لبغضاء الله وكراهته ولا تسرفوا هذا نهي والنهي للتحريم إنه لا يحب المسرفين وإذا زالت المحبة حل البغض فيا عباد الله اقتصروا وانتظروا وانظروا واعتبروا إنكم قبل سنوات إنكم فقراء لا تجدون في الكساء إلا ثوباً واحداً يواري سوءاتكم إنكم قبل سنوات فقراء لا تجدون ما تأكلون إن وجدتم الغداء لم تجدوا العشاء وإن وجدتم العشاء لم تجدوا الغداء ولقد حدثني شخص أثق به وهو الآن على قيد الحياة أنه بقي هو وأمه العجوز بقوا بقيا ثلاثة أيام لا يذوقون ذواقاً فلما كانت الليلة الثالثة أو الرابعة نسيت أنا قالت له أمه يا بني إن النوم لا أستطيع أن أنام من الجوع فاذهب إلى الحيالة والحيالة كما يعرف الكثير منكم كانت موضع العلف واللحم لعلك تجد شيئاَ يمكننا أن نأكله حتى ننام قال فذهبت فأخذت من بقايا العلف أوراقاً وأخذت أربعة خفاف خفاف إبل ليس فيها لحم فأتيت بها إلا البيت فشوينا الخفاف ثم سكبناها ثم غلينا هذا العلف على النار فلما غلا بدأنا نأخذ من حرق هذه الخفاف ونجعله في هذا الماء حتى صار كالسويق أي كالشربة ثم بدأنا نلحسه لحساً وحين إذن ردت علينا أرواحنا بعض الشئ فنمنا هذا شئ يحدثني به من وقع عليه وهو الآن على قيد الحياة وحدثني آخر أنه كان يأتي قيم البيت بالعدس بالنوى نوى التمر يشترى من السوق قال فنجتمع عليه ونحن صبيان لنجد نواة عليها سرب تمرة نمصها هذا ما وقع لكم قبل سنوات قليلة والآن أصبح بعضكم والعياذ بالله يلقي اللحم يلقي الطعام في مكان الزبالة حدثني إنسان أنه وجد تحت أكل في مكان وجد لحماً وطعاماً ومصحفاً وقدراً في مكان واحد تأملوا أيها الناس هل يقع هذا في مجتمع مسلم نعمة الله تلقى على القاذورات نعمة الله يفعل بها هكذا كلام رب العالمين يلقى في القاذورات كلام رسول رب العالمين يلقى في القاذورات كلام أهل العلم يلقى في الأسواق تطأها الأقدام أهذا يليق بنا ونحن شعب مسلم نخشى الله تعالى ونخافه إن الله لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته واستمعوا قول الله عز وجل (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ*أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ*أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ*أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:96-99) اللهم عفواً اللهم عفواً وغفراً ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا اللهم اجعل حليمنا يأخذ على أيدي سفيهنا اللهم هب لنا من لدنك رحمة تصلح بها ما فسد من أحوالنا إنك على كل شئ قدير عباد الله تذكروا هذا ثم تذكروا ما وصف لكم من الجذب في بعض جهات أفريقيا وأعلموا أن من هذه الجهات أقول من هذه الجهات من هذه الجهات أناس مسلمون يحتاجون إلى عونكم ومددكم فلو تبرعتم لهم بشئ من مالكم لأن من أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله تعالى من الجنة ومن كسا مسلم على عري كساه الله من خدد الجنة ومن سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم تبرعوا لإخوانكم بما تجود به أنفسكم تبرعوا به صدقة لله واعلموا أن كل امرئ يكون في ظل صدقته يوم القيامة إن المسلمين من هؤلاء المتضررين في حاجة إلى مساعدتكم ومد يد العون إليهم فتصدقوا بارك الله فيكم واعلموا أن من علم عملاً صالحاً يبتغي به وجه الله فإن الله تعالى يثيبه على ذلك وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من تصدق بعدل تمرة أي بما يعادل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله تعالى إلا الطيب فإن الله يأخذها بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أي حصانه الصغير حتى تكون مثل الجبل اللهم إنا نسألك كسباً حلالاً ونسألك نية صادقة ونسألك اللهم أن تقينا شح أنفسنا وأن تجعلنا من المصلحين يا رب العالمين وسيكون على أبواب المسجد رجال يستلمون الصدقة منكم فنسأل الله للجميع التوفيق والقبول عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون …
للإستماع للخطبة :
https://www.ibnothaimeen.com/all/khot…icle_379.shtml
اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل آمين
اللهم إنا نسألك الجنة
شكراا بارك الله فيك
وفيكم بارك الله
وجزاكم الله خيرا