قال ابن حزم في كتابه الأخلاق والسير في مداواة النفوس ص56:
من شغل نفسه بأدنى العلوم وترك أعلاها وهو قادر عليه كان كزارع الذرة في الأرض التي يجود فيها البر وكغارس الشعراء حيث يزكو النخل والزيتون .
ونشر العلم عند من ليس من أهله مفسد لهم كإطعامك العسل والحلواء من به احتراق وحمى ،أو كتشميمك المسك والعنبر لمن به صداع من احتدام الصفراء .
الباخل بالعلم ألأم من الباخل بالمال لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى من النفقة ولا يفارقه مع البذل .
من مال بطبعه إلى علم ما وإن كان أدنى من غيره فلا يشغلها بسواه فيكون كغارس النارجيل بالأندلس وكغارس الزيتون بالهند وكل ذلك لا ينجب .
أجل العلوم ما قربك من خالقك تعالى وما أعانك على الوصول إلى رضاه