الســـلام عليكم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
نبيّنا محمد و على آله أجمعين و بعد :
فإنّ أول ركن في الإســـلام بل أعظمه بل هي الغاية من خلق الثقلين و السماوات و الأرض
و بها انقسم الناس إلى مؤمنين و كفار و لأجلها أرسل الرسل و أنزلت الكتب و وضعت الموازين
يوم القيامة ألا و هي شهادة التوحيد و الإخلاص : شهادة أن لا إله إلا الله .
و من المؤسف كثيرا لدى المسلمين – اليوم خاصة – أن لا يعرفوا معنى هذه الكلمة الطيّبة فينطقونها
بألسنتهم جاهلين معناها بقلوبهم غير محقّقين لشروطها بل لا يُحسنون حتى النطق بها فيقولون :
أشهدُ أنَّ ( هكذا بالتشديد) لا إله إلا الله و الصواب : أشهدُ أن ( بسكون النون و إدغامها في اللاّم ) لاّ إله إلا الله
فتنطق هكذا : أشـــهدُ ألاَّ إله إلاَّ الله .
و يُصبح الجهلُ مركّبا حين يفسّرها الكثيرون بتفاسير خاطئة ليس في العربية و لا في الشرع من شيء .
(لا إله إلا الله) هي: كلمة التوحيد، وهي مشتملة – من حيث الألفاظ – على أربعة ألفاظ:
1 – (لا)
2 – (إله) .
3 – (إلا) .
4 – لفظ الجلالة (الله) .
أما (لا) هنا فهي: النافية للجنس، تنفي الألوهية الحقة عن أحد إلا الله – جل وعلا – يعني في هذا السياق. وإذا أتى بعد النفي (إلا)
– وهي أداة الاستثناء – أفادت معنًى زائدا، وهو: الحصر، والقصر، فيكون المعنى: الإلهية الحقة، أو الإله الحق هو الله، بالحصر والقصر،
ليس ثمَّ إله حق إلا هو، دون ما سواه.
وكلمة (إله) على وزن (فعال) ، وتأتي أحيانا بمعنى (فاعل) ، وتأتي أحيانا بمعنى (مفعول) ، وهي – لغة – مشتقة من (ألَه) بمعنى: عَبَدَ،
….
فـ (لا) في قوله (لا معبود) هي: النافية للجنس وهي – كما تعلمون – تحتاج إلى اسم وخبر؛ لأنها تعمل عمل (إن) كما قال ابن مالك في الألفية:
عمل (إن) اجعل لـ (لا) في نكرة … . . . . . . . . . . . . .
فإن قيل: فأين خبر (لا) النافية للجنس؟ فالجواب أنَّ كثيرا من المنتسبين للعلم قدروا الخبر: بـ (لا إله موجود إلا الله) ، ووَجْه هذا التقدير، وسببه:
يحتاج إلى مقدمة قبله وهي: أن المتكلمين والأشاعرة والمعتزلة ومن ورثوا علوم اليونان قالوا: إن كلمة (إله) هي بمعنى: فاعل؛ لأن (فعال) تأتي
بمعنى (مفعول) ، أو (فاعل) فقالوا: هي بمعنى آلِه، والآلِه هو: القادر، ففسروا (الإله) بأنه: القادر على الاختراع؛ وهذا تجده مسطورا في عقائد
الأشاعرة، كما في شرح العقيدة السنوسية، التي تسمى عندهم بـ (أم البراهين) ……. وهذا الذي قالوه هو الذي فتح
باب الشرك على المسلمين؛ لأنهم ظنوا أن التوحيد هو: إفراد الله بالربوبية، فإذا اعتقد المرء أن القادر على الاختراع
هو الله وحده: صار موحدا، وإذا اعتقد أن المستغني عما سواه والمفتقر إليه كل ما عداه هو الله وحده صار عندهم
موحدا : وهذا من أبطل الباطل؛ لأن مشركي قريش كانوا على الإقرار بالربوبية، كما دَلَّ القرآن على ذلك، كقوله تعالى:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [العنكبوت: 61] وفي آية أخرى:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [الزخرف: 9] ونحو ذلك من الآيات،
وهي كثيرة، كقوله: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ – فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ
فَمَاذَا
فوزي-غلام.jpg (11.8 كيلوبايت, المشاهدات 0) |
شكرا لك العزيز
فوزي-غلام.jpg (11.8 كيلوبايت, المشاهدات 0) |
جزاكم الله خيرا
فوزي-غلام.jpg (11.8 كيلوبايت, المشاهدات 0) |