هل ضاعت التربية بين المدرسة والأسرة ؟
حينما يفكر احدنا بارسال ابناءه الى المدرسه فهو يقوم بذلك لسببين اثنين.اولهما انه يرغب في ان يجعل من طفله نمودجا تربويا سليما وثانيهما انه يريد له ان يتعلم في المدرسة ما يؤهله لكي يكون رجلا صالحا لنفسه ولاهله ولوطنه .تلك هي غايات التعليم السامية التي لا يختلف فيها شعب عن اخر وان كانت تختلف السبل لذلك باختلاف تعريف كل مجتمع لشخصية المواطن الصالح.
غير اننا في عالمنا العربي نختلف قليلا عن باقي الشعوب ليس نظريا طبعا, فمدارسنا لها افضل القوانين التي تضاهي بها البلدان الاروبية ولكن طرق تطبيق القوانين عندنا لها مخارج عدة ولكل قانون الف حيلة ,خاصة في مجال التعليم. نتيجة كل هذا مؤسسة تربوية لا تربي وتعليم يسير في اتجاه تلقين معلومةتنسى وليس التكوين على مهارات تصقل.تلك حكايتنا الغربية مع تعليم حطمنا ارقاما قياسية محاولين حل اشكالاته.جربنا تجارب الشرق والغرب والشمال والجنوب.جربنا كل شيء دون ان نفلح لاننا ببساطة اضعنا وقتنا في جمع الاوراق الطائرة منا بدل ان نغلق النافدة التي تهب منها الرياح.
حينما نسمح نحن رجال ونساء التعليم لتلميذة متبرجة في ولوج فصولنا فتلك خطوة في الطريق الخطأ بالتأكيد,ولكن الم يكن يجدر بالاسرة ان تفعل هذا قبلنا ؟ الم يكن للحي ان يستنكر ذلك قبل ان تصل هذه المراهقة الى باب المدرسة ؟ام ان على المدرسة ان تأتي بحلول لمشاكل تبدأ في المحيط الاسري وفي باقي اركان الحياة الفسيحة ؟
اسئلة عديدة نطرحها لنجد ان الجواب تاه بين تبادل التهم ونتيجة كارثية نراها على شكل ضياع وتيه لجيل ولاجيال ستتلوه.جيل كل همه قضاء يومه دون ان يعكر ذهنه بالمستقبل مكتفيا بلعن الظروف والاوضاع واسبابها.هل وصل بنا العجز كأسر عربية ان يهزمنا تيار الاعلام وتحرق
تربيتنا هذه العادات الذخيلة ام اننا رضينا بالغولمة بدل العولمة وضعنا قبل ان يضيع ابنائنا ؟
ان ما يحدث لنا قد يحدث لكل الامم التي ارادت أن تنهج التقليد دون الابداع انطلاقا من تربتها وثقافتها وهويتها ونحن للاسف ابتغيناالعزة بعيدا عن هويتنا العربية الاصيلة وصرنا غربا اكثرا من الغرب انفسهم
بل واضفنا الى هذا الاغتراب لونا خاصا بنا لا وجود له الا عندنا هو ذلك الاغتراب القابل للتغير متى هبت ريح اخرى اكثر قوة.فالجدور ليست ثابتة واصالتنا صارت مجرد حديث للاستئناس.كالاسماك الميتة ندهب مع التيار.
لا نقول هذا تعميما بل نقوله عن صدق حرقة ألمّت بنا ونحن نرى هذه الثورة على الاخلاق والقيم السامية لمجتمعاتنا العربية ونعلم جيدا ان الخير في امة رسول الله عليه الصلاة والسلام الى يوم الدين.
وهذه دعوة صادقة لكل اب وام ان يتقوا الله في فلدات اكبادهم ويحرصون على تربيتهم ودعوة مماثلةالى من وضعنا مهمة تربية ابنائنا في اعناقهم بأن يحسنوا العمل فالامل موجود رغم غسق الظلام.
منقول للامانة