وزارة التربية وافقت على المقترح واستبعدت الدورة الثانية والإنقاذ
هكذا تـُستعمل البطاقة التركيبية للتلاميذ في البكالوريا
النقابات: القرار سيضبط سلوك المترشحين ويردع الهروب المبكر
البطاقية التركيبية لا تعني التخصصات الجامعية والإنقاذ لن يخدم الجامعة
بمجرد إعلان وزارة التربية الوطنية إدراج البطاقية التركيبية للمترشحين لشهادة البكالوريا، ثار الجدل بخصوص حدود استعمالاتها وفيما إذا كانت ستدرج كمادة بمعامل ضمن مواد امتحانات البكالوريا على غرار مادة التربية البدنية أو أنها ستمنح كورقة إنقاذ للطلبة الحائزين على معدل ما بين 9 و9.9 في محاولة لتنظيم تلاميذ البكالوريا طيلة سنة كاملة وتقليل نسبة الهروب من الأقسام بعد انتهاء عملية التسجيل ضمن قوائم المترشحين للبكالوريا.
كشفت مصادر مطلعة لـ"الشروق" أن البطاقة التركيبية للطالب عبارة عن بطاقة يدوّن فيها أساتذته في القسم سيرته من حيث السلوك والاجتهاد في القسم ومشاركته في حل الواجبات المنزلية وحضور الدروس والغيابات والتأخيرات، إلى جانب تدوين نقاط ومردود الطالب، ويمنح مجموع في كل مادة من قبل الأستاذ نظير اجتهادات وسلوك الطالب.
ولغاية الآن، لم تقرر بعد وزارة التربية الوطنية حدود وطريقة استعمال البطاقية التركيبية، فحسب مصادر مؤكدة للشروق، فإن هناك خيارين اثنين لاستعمال البطاقة التركيبية.
الخيار الأول: إما أن يعتمد عليها في حال تحصل الطالب على بكالوريا بمعدل ما بين 9 .00 و9.99، حيث تمكن هذه البطاقية الطالب من فرصة استعمالها للظفر بشهادة البكالوريا، وتشبه هذه الطريقة "الإنقاذ"، أي بمعنى الاعتماد على المردود السنوي للطالب واجتهاده طيلة السنة كورقة أخيرة لإنقاذه من الرسوب في البكالوريا، انطلاقا من أن كثيرا من المترشحين يثابرون طيلة السنة ويجتهدون في الحصول على معدلات عالية، إلا أنهم يفشلون في البكالوريا وهو ما يجعل مشوار سنة كاملة من المثابرة يضيع في حال ارتباك الطالب وعدم قدرته على اجتياز البكالوريا واستيعاب الأسئلة.
الخيار الثاني: يتيح استعمال البطاقة التركيبية لجميع الطلبة وإعطاء معامل لها لأجل تمكين الطالب من استغلالها في المعدل العام للبكالوريا، أي بمعنى تعتبر البطاقة التركيبية كمادة ثانوية تمنح لها نقطة ومعامل محدد وتدرج ضمن مواد البكالوريا على غرار مادة التربية البدنية التي يمتحن فيها الطالب خارج امتحانات البكالوريا، غير أنها تدرج نقاطها ضمن العمل العام.
ويُنتظر أن تعطى للبطاقة التركيبية علامة بمعامل معين وتدرج في حساب المعدل العام، وهو الخيار الثاني الأقرب إلى التطبيق حسب مصدرها ليكون جميع الطلبة متساوين في استعمالها وليس فقط بالنسبة لمن اقترب معدلهم من المعدل المطلوب، أي بمعنى استبعادها كورقة إنقاذ.
هذا، وكشفت مصادر "الشروق" أن وزارة التربية، تتجه نحو إصلاحات جذرية للبكالوريا ووضعها ضمن الشهادات العالمية من حيث تحسين جدارة الطالب باستحقاق شهادة البكالوريا.
وكشفت مصادرنا أن تخوّف الوزارة من دراسة هذه المقترحات يأتي بالنظر إلى دراسة رُفعت إلى الوزارة، كشفت أنه طيلة أربع سنوات شكل كل من فيفري ومارس، ذروة خروج تلاميذ البكالوريا من الأقسام للمطالبة بالعتبة وتخفيف المناهج.
كما رفعت للوزارة ثلاثة مقترحات استبعد منها خيار البكالوريا بالإنقاذ، أي بمعنى منح البكالوريا للحائزين على معدل 9.50 فما فوق مع إدراج عبارة ناجح بالإنقاذ، وألغي الخيار الثاني والمتمثل في إدراج دورة ثانية للبكالوريا مع شهر سبتمبر للراسبين قبل أن يقع الخيار على الموافقة على مبدأ البطاقية التركيبية في محاولة لإجبار التلاميذ على متابعة الدروس والسير الحسن، مقابل إلغاء مفهوم عتبة البكالوريا.
وتبعا لذلك، ثمن مسعود عمراوي، الناطق باسم الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، في تصريح لـ"الشروق" قرار وزارة التربية الوطنية العمل بالبطاقة التركيبية وذلك لأجل إعطاء فرصة جديدة لطلبة البكالوريا، مشيرا إلى ضرورة إشراك النقابات باعتبارها شريكا اجتماعيا في تحديد معايير إدراج البطاقة التركيبية.
مصدر مسؤول بوزارة التعليم العالي لـ"الشروق":
البطاقية التركيبية لا تعني التخصصات الجامعية والإنقاذ لن يخدم الجامعة
كشف مصدر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في اتصال مع "الشروق" أمس، أنه لا علاقة للبطاقة التركيبية بالتخصصات الجامعية، معتبرا أن الدراسة الجامعية مستقلة نهائيا عن مقررات وزارة التربية الوطنية، مؤكدا أن كل تخصص في الجامعة يوجه إليه الطالب حسب معدله العام المتحصل عليه في البكالوريا وليس حسب بطاقته التركيبية قائلا: "هل إذا وجد تلميذ مشاغب طيلة السنة وتحصل على البكالوريا بمعدل ممتاز، هل يعني هذا أن نقطة سلوكه ستحرمه من دراسة الطب"، وحتى في حال استعمال البطاقة التركيبية كمادة بمعادل فإن حظوظها في نيل التخصصات الجامعية سيكون ضئيلا جدا، فعادة اختيار التخصصات الجامعية يخضع للمواد الأساسية في كل شعبة.
وأكد نفس المصدر، أن التخصصات الجامعية تخضع لمعايير بيداغوجية تربوية، واعتبر محدثنا أن الحديث عن عودة الإنقاذ في البكالوريا سيعتبر كارثة حقيقية بالنظر للمستوى الضعيف للناجحين في البكالوريا.
جمعية أولياء التلاميذ ترحّب بالإجراء:
البطاقة التركيبية ستساعد النجباء المتعثرين في البكالوريا
رحّبت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، بحديث وزيرة التربية الوطنية حول الاستعانة بالبطاقة التركيبية لمساعدة التلاميذ في امتحان شهادة البكالوريا، معتبرين أنها ستخدم التلاميذ النجباء الذين لم يسعفهم الحظ في نيل البكالوريا.
واعتبر رئيس الجمعية أحمد خالد في اتصال بـ"الشروق"، أن البطاقة التركيبية كانت مستعملة في سنوات السبعينات والثمانينات والتسعينات، حيث كانت نقاط التلاميذ المتحصل عليه في الفصول الثلاثة، وفي جميع المواد تسجل في بطاقة، وعند حصول التلميذ على معدل أقل من 10 في امتحان البكالوريا، يتم البحث عن المواد الرئيسية التي تسببت في خفض معدله في امتحان البكالوريا، ويقارنونها بالعلامات التي تحصل عليها هذا التلميذ في تلك المواد عبر الفصول الدراسية الثلاثة، فإذا كانت علاماته جيدة في هذه المواد فستساعده في رفع معدل البكالوريا.
وأوضح محدثنا أنه في البلدان المتقدمة يتم الاستعانة بالبطاقة التركيبية للتلميذ منذ السنة الأولى ابتدائي، أين يتم تسجيل علاماته في جميع المواد في بطاقة، وعند وصوله إلى امتحان البكالوريا، يتم الإطلاع على المواد التي تحصل فيها على نقاط جيدة طيلة مسيرته الدراسية، وعلى أساس هذه النقاط يحصل على البكالوريا في شعبة معينة، فإذا كانت مثلا علاماته جيدة في الرياضيات منذ أول سنة له في الابتدائي، يتحصل على بكالوريا رياضيات.
لكن ما أعابته جمعية أولياء التلاميذ في هذه الصيغة التي اقترحتها وزارة التربية، أن البطاقة التركيبية تستعمل في السنة الثالثة ثانوي فقط، رغم أن الجمعية طالبت باستعمالها طلية السنوات الثلاث في الثانوي، لتجنب تضخيم نقاط بعض التلاميذ من بعض الأساتذة.
وفي موضوع ذي صلة، عبرت الجمعية عن تفاؤلها بقرارات إلغاء عتبة الدروس والدورة الثانية "للسانكيام"، فبخصوص إلغاء العتبة، ربطت الجمعية نجاحها بالاستجابة لمطالب الأساتذة، "بدون الاستجابة لانشغالات الأساتذة سيلجأون إلى الإضرابات، ثم تعطيل الدراسة والنتيجة عدم إكمال البرنامج الدراسي، والنتيجة اللجوء إلى عتبة الدروس"، أما الدورة الاستدراكية في شهادة الابتدائي "طالبنا إلغاءها، بعد ما سجلنا كارثية النتائج المتحصل عليها لتلاميذ الأولى متوسط والأولى ثانوي، والذين تم إنجاحهم بالدورات الاستدراكية".