هذا ما خلفته "الاحتفالات" بالمولد النبوي
حالات عمى وتشوّهات وحروق وسط الأطفال
بلقاسم حوام
Decrease font Enlarge font
عاشت مصالح الاستعجالات في مختلف مستشفيات الوطن حالة طوارئ وتأهّب خلال 24 ساعة الماضية، وكانت ليلة المولد دامية وحزينة لدى الكثير من العائلات التي نقلت أطفالها على جناح السرعة إلى المستشفيات، التي فوجئ فيها الأطباء لهول وخطورة الإصابات التي خلّفتها المفرقعات والألعاب النارية، التي كانت في السابق تخلف حروقا بسيطة، ولكنها تسبّبت ليلة المولد في حالات عمى وتشوهات وحروق خطيرة حسب ما أكده العديد من الأطباء لـ"الشروق".
أكد رئيس مصلحة طب الأطفال على مستوى مستشفى "بلفور" بالعاصمة البروفيسور مصطفى خياطي لـ"الشروق" أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذا العام عرف دخول نوع جديد من المفرقعات شديد الخطورة وقوية الانفجار، ما جعلها أشبه بالأسلحة والقنابل في تأثيرها على الأطفال، وكشف أن مصالح استعجالات الأطفال في مختلف مستشفيات العاصمة استقبلت الكثير من الأطفال الذين أصيبوا على مستوى العين، وتسببت لهم المفرقعات في حروق وتشوهات خطيرة، ما جعل الأطباء والممرضين يعيشون ليلة بيضاء على وقع كثرة الإصابات التي تفاوتت درجات خطورتها على مدى 24 ساعة الماضية.
وقال خياطي إن بعض القنابل التي دخلت السوق هذا العام والتي تُسوق بسعر يتعدى 500 دج على غرار قنبلة "تي ان تي" قادرة على قتل طفل عمره سنة أو سنتين، خاصة وأن هذه المفرقعات من الحجم الكبير مكتوب عليها تعليمات تطالب مستعمليها بالابتعاد مسافة تتراوح بين 10 و15 متراً عند انفجارها لتفادي أي إصابة محتملة، وأضاف محدثنا أن الكثير من الأطفال وحتى الشبان يغتنمون المولد لتقاذف هذه المفرقعات التي تصيب مختلف أعضاء الجسم، وهي قادرة على تدمير وظيفة العين والتسبب في العمى.
والجديد هذا العام في مصالح الاستعجالات حسب خياطي أن الأطباء استقبلوا أطفالاً في حالة حرجة وخطيرة جدا، تطلبت وضع الكثير منهم تحت العناية المركزة، وانتقد المتحدث بعض الأولياء الذين يشجعون أطفالهم على استعمال المفرقعات، مُطالبا الجهات الوصية التعامل مع المفرقعات مثل التعامل مع السلاح والمخدرات بمعاقبة كل من يروج لها في الطرقات وأسواق الجملة، واستغرب المتحدث صمت السلطات على تسويق المفرقعات جهارا نهارا، في الشوارع والساحات العمومية، بالرغم من خطورتها القاتلة على الأطفال، في حين تمنع أغلب الدول العربية والإسلامية ترويج هذه المفرقعات في أراضيها، ما جعل الجزائر أكبر مستورد عربي للمفرقعات من الصين، وهذا ما ينعكس سلبا على صحة "أطفالنا" الذين راحوا ضحية استعمال هذه المفرقعات التي تسببت للكثير منهم في عاهات مستديمة تلاحقهم مدى الحياة.