أيها الاخوة الافاضل لا بد أن نعترف أننا كجزائريين وبغض النظر على الانتماءات والمستويات والجهات أننا نشترك في خاصية وهي صعوبة تقبل الرأي المخالف وانتقاد أفكارنا.كل من يقرأ حوارتنا في هذا المنتدى يمكنه أن يلاحظ بشكل واضح مدى الحدة والعدائية التي نواجه بها من لا نوافقهم الرأي في أمر ما، حتى ولو اتفقنا معهم على كل ما عداه! ولهذا السبب نقلت لكم هذه الأفكار والأقوال لشخصيات لا اظن احد يشك في حكمتها وبعد نظرتها وصدق قولهاو.و.و.ان الوصول الى المبتغى من حوارتنا يجب ان تتوفر ثلاثة شروط اساسية وهي:
01-القبول بالتعددية
02- رفض "قداسة" الآراء والأفكار الشخصية
03-القابلية للتعلم والتطور عبر الأخذ بالآراء الحسنة (فيتبعون أحسنه)
1. القبول بالتعددية
قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة)؛ وقال (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل)؛ وقال (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
إذاً، فمبدأ التعددية هو مبدأ إلهي وقد جعله الله سنة طبيعية يمكن للعاقل كما للجاهل أن يمتحنها في كل ما يراه ويلمسه ويتعامل معه في هذا الكون من حياة وجماد. وحين نقبل بهذا المبدأ ونؤمن بصحته المطلقة يصبح من السهل التعامل مع الآخرين بأفكارهم وآرائهم المختلفة من منطلق إنساني متساوٍ (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) وخارج فرضية أنني على صواب قد يحتمل الخطأ وأنك على خطأ يفترض الصواب. وهنا أيضاً يجيء الأمر الإلهي للرسول الكريم (صلعم) بالقول للكافرين في معرض جداله معهم بأن يقول لهم (وإنّا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)، كأعظم دليل على أهمية المساواة في معرض التنافس لكي تكون الغلبة لمن يملك الحجة الأقوى والدليل الأبلغ وليس لمن يلغي الآخر أو يوصد باب الجدال والحوار.
2. رفض قداسة" الآراء والأفكار الشخصية
لقد انتهى زمن العصمة منذ أمد طويل. لذا، لا يجوز أن نتحجر أمام الأفكار والآراء الإنسانية التي نقوم بصياغتها بناءا على ما تكوّن لدينا من علوم ومعارف وتجارب، أو تلك التي صاغها من نعتبرهم قادة وعلماء وأصحاب رأي وفكر. وعلينا أن نزيل من عقولنا ونفوسنا هذه العقدة المتمثلة بالخوف من المساءلة وبالتالي إغلاق الباب أمام أي محاولة للتطوير والتجديد وتنقيح الآراء والأفكار والمعارف.
يقول العلامة السيد محمد حسين فضل الله: "لا مقدسات في الحوار" حتى مع من يشكـّون في وجود الله (جل وعلا). فكيف إذا كان الحوار بين الناس يدور حول شؤونهم الدنيوية والتي تقبل ألف رأي ورأي. هل يجوز في حالة كهذه أن نتحجر ونتصلب في مواقفنا ونعتبر كل رأي مخالف نوع من "الكفر" و "الخروج" و "المروق" و "العمالة" وما شابه من نعوت باتت سمة من سمات أولئك الذين يرمونها على من يخالفونهم الرأي أو يدعون إلى مجادلة فكرة أو موقف ما أو إلى مساءلة شخصية في موضع السلطة أو القيادة؟؟؟
3. القابلية للتعلم من الآخر
يقول الإمام الشافعي: "ما حاججت احدا الا تمنيت ان يظهر الله الحق على لسانه". هذه النظرة المنفتحة على الحوار، والتي تقوم على الرغبة والتمني بالتعلم ممن نحاورهم، سيان من كانوا، موالين لآرائنا أم معارضين لها، مؤمنين بما نؤمن أم مخالفين له، هي حاجة ضرورية وأساسية. ويقول الإمام علي (رضي الله عنه): "الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق"! إذاً، علينا أن نكون منفتحين على الحوار ليس فقط بغرض إقامة الحجة وإثبات صحة الرأي ولكن أيضاً بغرض التعلم والأخذ بما قد يفيدنا من الآخر مهما بلغت درجة خلافنا معه.
"نصائح "
01- كن موضوعياً. لا تجادل خارج إطار موضوع الحوار ونقاطه المحددة مهما ساورتك نفسك إلى ذلك. إذا لم تكن تملك ما تقول في النقاط المطروحة، راقب واستمع وحاول أن تكسب ما أمكن. واعلم أن الخروج عن الموضوع هو أهم المؤشرات على الجهل وقلة المعرفة.
02- لا تغضب! حين يتعرض رأيك للنقد، خذ نفساً عميقاً ولا تتسرع بالرد، خاصة إذا كان النقد لاذعاً أو شخصياً أكثر منه موضوعياً ويعتمد على المنطق. فالغضب والتسرّع بالرد هما أسرع الطرق للخسارة، لذا عليك بتجنبهما ربما بالعد للعشرة أو للمئة إذا أمكن!
03-إبتعد عن "الشخصنة". حين يتحول الحوار والنقاش إلى معارك شخصية يفقد كل قيمة مرتجاة منه ويساهم في الإساءة إليك وتقويض جميع آرائك وأفكارك لدى الآخرين ممن يتابعون ما يدور. لذا، وقبل أن تشرع بالرد على الإساءة الشخصية بأفظع منها، إسأل نفسك: ماذا سيترتب على ردّي من مواقف أولئك الذين يتابعون هذا النقاش وكم سيؤثر ذلك على مجمل مواقفي السابقة واللاحقة؟ إن الإجابة على هذا السؤال كفيلة بأن توفـّر عليك الكثير من المعارك السخيفة التي لن يتأتى منها سوى الخسارة.
03-لا تبالغ! إذا تعرضت لرأي أو لموقف ما بالنقد أو تعرض موقفك أو رأيك للنقد، حاول قدر المستطاع أن تكون دقيقاً في ردك أو في نقدك. لا تبالغ في تعظيم أمر وضيع برأي الآخرين ولا تقلل من قيمة شأن عظيم لديهم، ففي الحالتين ستفقد المصداقية لدى محاوريك والمتابعين للحوار.
04- كن رفيقاً! إن الهدف الأسمى للحوار هو التقارب والتعارف (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا). لذا، عليك أن تتساوى مع محاورك وأن تضع نفسك في مكانه قبل أن ترد أو تنتقد. التعالي والعدائية ليست من شيم المتحاورين. حتى حين تمتلك الحجة بالقضاء "بالضربة القاضية" على محاورك، المروءة تقتضي أن تساعده بأن يراجع موقفه بنفسه ليعم الربح على الجميع!
والله المستعان
أهلا أخي ياسين
بوركت على هذه الدرّر و بليغ الكلم.
ليتنا نعمل بما حواه موضوعك أخي ياسين.
جعله الله في موازين حسناتك…تحيتي
بارك الله فيك أخي ياسين
فعلا ما أحوجنا أن نتعلم مما جاء في موضوعك من نصائح نفيسة.
بارك الله فيك
أهلا أخي ياسين
بوركت على هذه الدرّر و بليغ الكلم. ليتنا نعمل بما حواه موضوعك أخي ياسين. جعله الله في موازين حسناتك…تحيتي |
شكرا على مرورك العطر اخي عدنان
هذا ما نتمناه جميعا شكرا جزيلا اخي ياسين
شكرا اخي صلاح على مرورك الطيب جزاك الله كل خير
بارك الله فيك أخي ياسين
فعلا ما أحوجنا أن نتعلم مما جاء في موضوعك من نصائح نفيسة.
بارك الله فيك أخي ياسين
فعلا ما أحوجنا أن نتعلم مما جاء في موضوعك من نصائح نفيسة. |
بارك الله فيك أخي على مرورك العطر
فعلا ما احوجنا الى مثل هذه النصائح والعمل بها وخاصة
2. رفض قداسة" الآراء والأفكار الشخصية
لقد انتهى زمن العصمة منذ أمد طويل. لذا، لا يجوز أن نتحجر أمام الأفكار والآراء الإنسانية التي نقوم بصياغتها بناءا على ما تكوّن لدينا من علوم ومعارف وتجارب، أو تلك التي صاغها من نعتبرهم قادة وعلماء وأصحاب رأي وفكر. وعلينا أن نزيل من عقولنا ونفوسنا هذه العقدة المتمثلة بالخوف من المساءلة وبالتالي إغلاق الباب أمام أي محاولة للتطوير والتجديد وتنقيح الآراء والأفكار والمعارف.
يقول العلامة السيد محمد حسين فضل الله: "لا مقدسات في الحوار" حتى مع من يشكـّون في وجود الله (جل وعلا). فكيف إذا كان الحوار بين الناس يدور حول شؤونهم الدنيوية والتي تقبل ألف رأي ورأي. هل يجوز في حالة كهذه أن نتحجر ونتصلب في مواقفنا ونعتبر كل رأي مخالف نوع من "الكفر" و "الخروج" و "المروق" و "العمالة" وما شابه من نعوت باتت سمة من سمات أولئك الذين يرمونها على من يخالفونهم الرأي أو يدعون إلى مجادلة فكرة أو موقف ما أو إلى مساءلة شخصية في موضع السلطة أو القيادة؟؟؟
بارك الله فيك على هذا الموضوع الذي يستحق التثبيت. فقط وودت لو أشرت إلى الفرق الواضح بين النقد البناء وبين التملق. فالكثير ممن لا تعجبهم آراء غيرهم ينعتون الرأي المخالف بأنه نقد غير بناء.
كما أشير إلى أن الكثير ممن يستحسن هذه الفكرة الجريئة لأخينا ياسين24 يثني عليها ستجده بعدئذ من المتسلطين والحاجرين على آراء غيرهم. لذا أتمنى من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يضع عهدا على نفسه للاتصاف بالروح الديمقر اطية واحترام آراء الآخرين ومقارعة الحجة بالحجة وأن يراقب نفسه أثناء تدخلاته.
شكرا لك أخي ياسين مرة أخرى على الموضوع الهادف.
وما أصعب أن تجسد هذه الأفكار على الواقع فالكل يعي هذا ولكن حين يحين وقت توظيفها على أرض الواقع تغيب عنا . شكرا على كل حال .. الدين النصيحة
وما أصعب أن تجسد هذه الأفكار على الواقع فالكل يعي هذا ولكن حين يحين وقت توظيفها على أرض الواقع تغيب عنا . شكرا على كل حال .. الدين النصيحة
|
وانا انصح بهذا حتى نبتعد عن كل ما نراه يوميا من صراعات لاتغني من جوع.
كن موضوعياً. لا تجادل خارج إطار موضوع الحوار ونقاطه المحددة مهما ساورتك نفسك إلى ذلك. إذا لم تكن تملك ما تقول في النقاط المطروحة، راقب واستمع وحاول أن تكسب ما أمكن. واعلم أن الخروج عن الموضوع هو أهم المؤشرات على الجهل وقلة المعرفة
يعطيك الصحة اخي على الموضوع
بارك الله فيك على هذا الموضوع الذي يستحق التثبيت. فقط وودت لو أشرت إلى الفرق الواضح بين النقد البناء وبين التملق. فالكثير ممن لا تعجبهم آراء غيرهم ينعتون الرأي المخالف بأنه نقد غير بناء.
كما أشير إلى أن الكثير ممن يستحسن هذه الفكرة الجريئة لأخينا ياسين24 يثني عليها ستجده بعدئذ من المتسلطين والحاجرين على آراء غيرهم. لذا أتمنى من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يضع عهدا على نفسه للاتصاف بالروح الديمقر اطية واحترام آراء الآخرين ومقارعة الحجة بالحجة وأن يراقب نفسه أثناء تدخلاته. شكرا لك أخي ياسين مرة أخرى على الموضوع الهادف. |
بارك الله فيك أخي أحمد على مرورك العطر
وردك يعتبر اضافة رائعة ومميزة للموضوع
وانصح نفسي وأخي احمد بهذا ..
حين يتحول الحوار والنقاش إلى معارك شخصية يفقد كل قيمة مرتجاة منه ويساهم في الإساءة إليك وتقويض جميع آرائك وأفكارك لدى الآخرين ممن يتابعون ما يدور. لذا، وقبل أن تشرع بالرد على الإساءة الشخصية بأفظع منها، إسأل نفسك: ماذا سيترتب على ردّي من مواقف أولئك الذين يتابعون هذا النقاش وكم سيؤثر ذلك على مجمل مواقفي السابقة واللاحقة؟ إن الإجابة على هذا السؤال كفيلة بأن توفـّر عليك الكثير من المعارك السخيفة التي لن يتأتى منها سوى الخسارة.