تعيش مساجد الجزائر الساعات الأخيرة قبل استقبال الشهر الفضيل، وفيما حددت وزارة الشؤون الدينية شرطين لاختيار مقرئي صلاة التراويح، يتمثلان في حفظ القرآن الكريم وفق رواية ورش بن نافع، وعلقت من جهة أخرى لجان الأحياء بحثا في فائدة مقرئين لإمامة المصلين في صلاة التراويح، فيما تعيش بعض المساجد جدلا بين من يظفر بمقرئ مسجد الحي.
وخلف عملية انتقاء مقرئ أو إمام المسجد لصلاة التراويح، برز جدل حول عدد ركعات صلاة التراويح، فهل عددها 08 ركعات أم 11 ركعة أم 14 ركعة؟
وبرز أيضا حكم من يترك مسجد منطقته ليشد الرحال إلى مسجد آخر، فيما رفض آخرون تدخل وزارة الشؤون الدينية في حرية الإمام وفرض الإطالة عليه أو التقصير في صلاة تأتي مرة لمدة شهر كل عام.
إجابة عن هذه الأسئلة، اتصلت "الشروق" برئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى الشيخ قاهر محمد الشريف، الذي صرح قائلا: إن المعلوم في صلاة التراويح هي ثماني ركعات ومع الشفع والوتر 11 ركعة، وهو المتعارف عليه في دول المغرب العربي.
أما بشأن إطالة صلاة التراويح، قال الشيخ قاهر: "أن كل إمام تراويح حر في ذلك، وكل حسب قدرته، وأيضا كل مسلم حسب قدرته، فمن يريد أن يطيل فله ذلك، ومن يريد أن لا يطيل له ذلك أيضا، والله يجيز كل مسلم على حسب قدرته، ومن استطاع أن يقوم الليل كله فله ذلك".
لكن الشيخ قاهر حرص على أن لا يبغض المقرئين على المصلين خلال صلاة التراويح، حاثا إياهم بقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : "لا تبغض لنفسك عبادة الله.."، قبل أن يضيف قائلا: "إن الإنسان المصلي الذي يصلي كل يوم أربع ركعات خير من الإنسان الذي يصلي يوميا 20 ركعة، ثم يتراجع ولا يصلي الشهر".
أما بخصوص تفضيل المصلين لمساجد على مساجد، وهي الظاهرة التي تعرفها مساجد الجزائر بتفضيل المصلين لمقرئين على آخرين، قال الشيخ قاهر: "أن لكل مصل راحته في المقرئ الذي يخشع معه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.. وليس عيبا أو حراما أن ينتقي المصلي مقرئا يرتاح ويخشع معه في الصلاة".
وختم الشيخ قاهر بقوله "…إن المساجد هي بيوت الله، فوجب علينا احترامها… وأن لا نجعل منها حلبة لقلة الأدب أو الصراع، والشهر الفضيل وجب اغتنامه في التقرب أكثر إلى الله عز وجل".
كما صرح رئيس نقابة الأئمة المستقلة، جمال غول، في تصريح لـ"الشروق" قائلا: "إن المقرئين الذين حددتهم وزارة الشؤون الدينية لقيام صلاة التراويح هم من حفظة القرآن الكريم، وفق رواية ورش، وهذا هو المعمول به، وبخصوص الإطالة في صلاة التراويح واختلافها في عدد الركعات، قال غول أن المتعارف عليه هو 14 ركعة بالشفع والوتر، مؤكدا أنه لا يجب على المقرئ أن يطيل في صلاة التراويح، وأن لا يثقل على المصلين"، ونصح المصلين باغتنام الشهر الفضيل في أجواء إيمانية عالية "بعيدا عن الغضب واحترام آداب المسجد".
أما بالنسبة لبعض المصلين من يشدون الرحال للصلاة في مساجد على حساب مساجد، أجاب المتحدث بالقول: لقد نهينا على اختيار المساجد وتفريغ المساجد القريبة من منطقة سكنانا من التعبد والصلاة، لأن شد الرحال لا يجب أن يكون إلا لثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى.
لقد حثت وزارة الشؤون الدينية، على ضرورة الرفق بالمصلين أثناء صلاة التراويح، في إشارة إلى التقيد بالمرجعية الوطنية في أدائها، وعدم إطالة قراءة القرآن الكريم، مؤكدة على ضرورة العمل بالطريقة المعتمدة على 4 تسليمات، بثماني ركعات، مع قراءة ثمن حزب في كل ركعة زيادة إلى الشفع والوتر.
ورأت وزارة الشؤون الدينية أن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع درجة الحرارة العالية، وأن إطالة قراءة القرآن سيؤثر سلبا على استيعاب وتركيز المصلين، كما أقرت الوزارة بمتابعة جميع المساجد وإرسال مفتشين لمراقبة المقرئين، ومدى مطابقتهم للمرجعية المعمول بها.
شـــــــــــــــكــــــــــــــــــــــــــــــراا ا