مشروع المستشفى الوقفي الخيري
للأطفال المصابين بالسرطان
أستاذ الاقتصاد
جامعة سعد دحلب البليدة
2017
توطئة:
إن المعاناة الرهيبة التي يمر بها الأطفال المصابين بالسرطان في بلادنا تعكس نقصا فادحا في الإمكانيات المادية والمعنوية في المجال الطبي، ما يتسبب في تسارع وتيرة هلاك فلذات أكبادنا، وأمام هذه الوضعية المحزنة، وبعد أن عشت مرارة الوضع مع ابنتي المرحومة "صبرينال" فكرت في كل أم وأب لديهم طفل ابتلي بهذا المرض الخطير والقاتل، قررت مستعينا بالله سبحانه أن أرفع تحدّ ضد هذا الوضع الذي يجب أن نحاول بكل ما آتانا الله سبحانه من علم ومال وإرادة لتغييره، وبدر إلى ذهني إنشاء المستشفى الوقفي الخيري للأطفال المصابين بالسرطان، بجهود المحسنين المخلصين في هذا البلد.
المستشفى الوقفي الخيري للأطفال المصابين بالسرطان، هو مستشفى وطني متخصص في مكافحة أمراض السرطان عند الأطفال، فهو وقفي لأن قطعة الأرض والأموال والتجهيزات التي سترصد له ستكون وقفا لله تعالى (في سبيل الله) على هذه الفئة خاصة، وخيري لأن العلاج فيه سيكون مجانيا بشكل كامل.
يتكون المشروع من ست وحدات أساسية هي:
1. إدارة المستشفى: يكون للمشروع مجلس إدارة يضم إلى جانب الهيئات الرسمية المعنية المحسنون والمتخصصون في مجال مكافحة السرطان والمجتمع المدني، كما أن له إدارة متخصصة تسيّر وفق أحدث تقنيات تسيير المستشفيات المتخصصة والمتطورة، حيث يمكن أن تضم الإدارة عناصر أجنبية تتميز بالكفاءة العالية والخبرة المميزة في إدارة المستشفيات المتخصصة.
2. وحدات العلاج: هي الأقسام المتخصصة في علاج السرطان بمختلف أنواعه، ويمكن أيضا أن تضم وحدة العلاج بالطب البديل (العلاج بالأعشاب، الوخز بالإبر، الحجامة، العلاج باللمس…)، هذا الأقسام تضم متخصصين جزائريين وأجانب مشهود لهم بالكفاءة العالية، والتفاني في خدمة المرضى.
3. وحدة التحاليل المخبرية: وهي عبارة عن مخبر مركزي متخصص يضم أرقى تكنولوجيا التحليل المخبري، تجرى فيه كافة التحاليل التي يحتاجها المصابين بهذا المرض.
4. وحدة الكشوفات الآلية: ونقصد بها تلك الكشوفات التي تتم بالأشعة والليزر، والرنين المغناطيسي، وغيرها من الكشوفات المتخصصة.
5. وحدة البحث والتطوير والتدريب: وهي وحدة متخصصة في البحث العلمي في مجال مكافحة السرطان باستخدام الوسائل الحديثة أو البديلة المعروفة، وتكون من مهامها التعاقد مع أكبر المراكز المتخصصة في أبحاث مكافحة السرطان، وتعقد المؤتمرات والندوات العالمية المتخصصة، وتصدر مجلات علمية متخصصة، بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية متخصصة لكافة العاملين في هذا المجال.
6. وحدة إدارة الوقفيات: وهي إدارة مستقلة متخصصة في إدارة وقفيات المشروع التي تموّله، وتعمل على استثمارها وتنميتها وفق المعطيات الاقتصادية الحديثة، كما تعمل على استقطاب وقفيات جديدة، أو اكتساب وقفيات ذات مردودية عالية.
7. المدرسة الداخلية للأطفال: حتى يتمكن الأطفال من استدراك دروسهم بالمدرسة فإن المشروع سيحتوي على مدرسة داخلية تضمن لهم متابعة دروسهم بشكل عادي، حتى لا يحسوا بأي نقص مقارنة مع الأطفال الأصحاء.
8. دار عابر السبيل: التي تكون إحدى ملاحق المستشفى بحث تضمن الدار المأوى والمأكل والمشرب لمرافقي المرضى الذين يأتون من أماكن بعيدة جدا، ويصعب عليهم الذهاب والعودة أحيانا، لذا يقيمون مع أطفالهم بعد أخذ الدواء في هذه الدار، ويمكن أن يدفعوا سعرا رمزيا لقاء ذلك.
9. السكن الوظيفي: يمكن أن يشمل المستشفى أيضا سكنا وظيفيا للأطباء والإطارات المسيرة للمشروع، كما يمكنه أيضا أن يوسع ذلك إلى أعضاء الطاقم المشرف على نشاطات المستشفى إذا وجدت الموارد الكافية لإنجاز مركب سكني لكافة الموظفين، ولهذا ميزات كثيرة منها الانضباط في أوقات العمل، والتفاني فيه.
للمشروع مصادر تمويل محلية وأجنبية وتفصيلها كما يلي:
مصادر التمويل المحلية: وهي الهيئات الرسمية والخيرية والأفراد، حيث تساهم الدولة في بداية المشروع مساهمة مالية أو منح جمعية المشروع قطعة أرض ترصد للمشروع، كما يمكن أن يوقف أحد المحسنين قطعة أرض ملائمة لإنجازه، بالإضافة إلى مساهمة المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة، ومساهمة المواطنين الذين تصدر لهم أسهم أو سندات وقفية خاصة بالمشروع يقتنوها من هيئة مالية في بلادنا، كما تكون له حملة جمع التبرعات في المساجد، والمدارس والجامعات.
مصادر التمويل الأجنبية: وتكون من الهيئات الرسمية والخيرية العالمية والجالية الجزائرية في الخارج بالإضافة إلى الشخصيات الخيرية المعروفة في العالم، أما الهيئات الرسمية فقد تكون عن طريق سفارات الدول المعتمدة في الجزائر، بالإضافة إلى الهيئات والمنظمات الدولية.
يجب اعتماد إستراتيجية تسويقية تمول من طرف هيئة أو هيئات رسمية أو خيرية في بلادنا، على أن تكون الحملة الإعلامية المرافقة قوية تركز على كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، بالإضافة إلى الاتصال المباشر مع الجهات المانحة.كما يجب أن تكون الحملة الإعلامية محلية ودولية تستغل فيها كافة القنوات الإعلامية ذات الصدى الإعلامي القوي.
1. مخلصون متفانون في عمل الخير من المتطوعين (متخصصين، محسنين، أساتذة جامعيين، طلبة طب ومختلف التخصصات…)
2. إنشاء جمعية خيرية وطنية تتبنى إنجاز المشروع وتسيير،
3. ممولين للحملات الإعلامية لجمع التبرعات واستقطاب الوقفيات،
4. تسهيلات إدارية تسهل مهمة الجمعية،
5. ممثلون للجمعية في كافة أنحاء العالم من الجالية الجزائرية،
6. جمعيات خيرية دولية مساندة.
هذا المشروع يجب أن يكون بمبادرة خيرية شعبية ترفع التحدي ضد هذا المرض الخطير الذي يكاد يصبح وباء حقيقيا في بلادنا، ومرحبا بكل من لديه الرغبة الصادقة في إقامته، علما أن ثلة من أغنى أغنياء الجزائر (1 بالمائة) من 6000 ملياردير جزائري يمكنهم تحمل كافة تكاليف إنجاز وتجهيز المشروع، فهل من مجيب؟
وحدات العلاج
المساحة المبنية: 12500 م²
المساحة غير المبنية: 20.000 م²
المجموع: 32500 م²
التكلفة التقديرية للبناء: 1.228.500.000 دج
المساحة الخضراء: 60.000.000دج
التجهيز: 4.000.000.000 دج
التكلفة الإجمالية التقديرية للمشروع: 5.288.500.000 دج
بما يعادل (تقديريا: 70.50 مليون دولار أمريكي)
** تكون مزينة في شكل روضة لا توحي بأن المحيط علاجي، بل مكان يبعث الطمأنينة في نفوس الأطفال، بالإضافة إلى فضاءات داخلية للعب.
* يبدأ المشروع بطاقة استيعابية تقدر بـ 250 سرير ويتوسع شيئا فشيئا حسب الحاجات ليصل إلى 500 سرير، علما أن المدة الوسطية لإقامة الطقل في المستشفى لأخذ العلاج في كل مرة تصل على 15 يوما، ومنهم من يأخذ في 7 أيام.