الإعلام الآلي
رَجَعَ مَرْوانُ مِنَ الْمَدْرَسَةِ مَساءً ، وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى الْبَيْتِ أَلْقَى التَّحِيَّةَ عَلَى أُمِّهِ ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى غُرْفَتِهِ الصَّغِيرَةِ لِيَضَعَ مِحْفَظَتَهُ فِي الْخِزانَةِ . وَمَا إِنْ فَتَحَ الْبَابَ حَتَّى أَبْصَرَ فَوْقَ مَكْتَبِهِ آلَةً عَجِيبَةً كَأَنَّهَا تِلْفَازٌ، وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ كَذَلِكَ ؟! تَقَدَّمَ صَوْبـَهَا بِحَذَرٍ ، وَ قَالَ فِي نَفْسِهِ : مَاذَا عَلَيَّ لَوْ ضَغَطتُّ عَلَى هَذَا الزِّرِّ الْكَبِيرِ ؟ بَقِيَ مُتَرَدِّدًا بَعْضَ الْوَقْتِ ، ثُمَّ قَالَ فِي نَفْسِهِ : لاَ مَجَالَ لِلْعَبَثِ بِهَذِهِ الآلَةِ .
وَفِي هَذِهِ الْأثْنَاءِِ تَوَجَّهَ إِلَى أُمِّهِ : أُمِّي ، أُمِّي ، مَاهَذِهِ الآلَةُ الَّتِي فَوْقَ مَكْتَبِي ؟ ابْتَسَمَتِ الأُمُّ وَقَالَتْ : ذَاكَ جِهَازٌ يُسَمَّى ”الْحَاسُوبُ” يَابُنَيّ . اشْتَرَاهُ لَكَ أَبُوكَ مُكَافَأَةً لَكَ عَلَى اجْتِهَادِكَ وَجِدِّكَ خَلاَلَ الْفَصْلِ الدِّرَاسِيِّ الأَوَّلِ .
ـ مَرْوَان : وَمَا هُوَ الْحَاسُوبُ يَا أُمِّي ؟
ـ اَلأُمُّ : اَلْحَاسُوبُ ـ يَا عَزِيزِي ـ هُوَ جِهَازٌ يَسْمَحُ بِاسْتِقْبَالِ الْمَعْلُومَاتِ وَتَخْزِينَهَا وَمُعَالَجَتِهَا وَإِخْرَاجِ النَّتَائِجِ الْمَطْلُوبَةِ.وَلَيْسَ هَذَا فَقَط . بَلْ يُمْكِنُهُ أَيْضًا نَقْلُهَا إِلَى حَاسُوبٍ آخَرٍ وَلَوْ كَانَ بَعِيدًا جِدًا ، وَهَذَا لاَ يَتِمُّ إِلاَّ بِرَبْطِ الْحَوَاسِيبِ عَبْرَ شَبَكَةٍ مِنَ الشَّبَكَاتِ .وَالشّخْصُ الَّذِي يَتَعَامَلُ مَعَ هَذَا الْجِهَازِ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ ذَا مَعْرِفَةٍ فِي مَجَالِ الْإِعْلاَمِ الْآلِيّ .
ـ مَرْوَان : وَمَاذَا يَعْنِي الْإِعْلاَمُ الْآلِي ؟
ـ اَلْأُمُّ : لاَ تَسْتَعْجِلَ يَا مَرْوَانُ ، سَأُوَضِّحُ لَكَ ذَلِكَ . اَلْإِعْلاَمُ الْآلِيُّ : هُوَ مُعَالَجَةُ الْمَعْلُومَاتِ بِطَرِيقَةٍ آلِيَّةٍ .
أَي : بِاسْتِعْمَالِ الْكُمبيوتَر .
مَرْوَان : الكُمْبيُوتَر! هَلْ هَذَا جِهَازٌ آخَرُ يَا أُمِّي ؟
ابْتَسَمَتِ الْأُمُّ وَقَالَتْ : لاَ يَا عَزِيزِي . بَلِ هُوَ اسْمٌ آخَرُ لِهَذَا الْجِهَازِ .
وَاصَلَتِ الْأُمُّ كَلاَمَهَا : إِضَافَةً إِلَى مَا سَبَقَ ، فِإِنَّ الْإِعْلاَمَ الْآلِيَّ يَتَكَوَّنُ مِنْ جُزْأَيْنِ هُمَا :
-الْعَتَادُ كَالْوِحْدَةِ الْمَرْكَزِيَّةِ ، وَلَوْحَةِ الْمَفََاتِيحِ ، وَالشَّاشَةِ وَالْفَأْرَةِ ، وَمُكَوِّنَاتٌ أُخْرَى ثَانَوِيَّةٌ كَالطاَّبِعَةِ وَمُكَبِّرِ الصَّوْتِ ، وَالنَّاسِخَةِ وَالْمَاسِحِ الضَّوْئِي .
أَمَّا الْجُزْءُ الثَّانِي فَهُوَ الْبَرَامِجُ الَّتِي يَسْتَفِيدُ مِنْهَا الْمُسْتَخْدِمُ فِي جَمِيعِ مَجَالاَتِ الْحَيَاةِ .
شَكَرَ مَرْوَانُ وَالِدَتَهَ عَلَى الْمَعْلُومَاتِ الَّتِي قَدَّمَتْهَا لَهُ وَمُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتِ عَزَمَ عَلَى أَنْ يَتَعَلَّمَ كَيْفَ يَتَعَامَلُ مَعَ الْحَاسُوبِ ، فَسَجَلَ اسْمَهُ فِي أَقْرَبِ النَّوَادِي لِلاسْتِفَادَةِ مِنْ دُرُوسِ الْإِعْلاَمِ الْآلِي . وَ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ تَعَلَّمَ الْكَثِيرَ مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي كَانَ يَجْهَلُهَا ، حَيْثُ أَصْبَحَ يَسْتَخْدِمُهُ فِي الْكِتَابَةِ وَالْمُطَالَعَةِ وَالرَّسْمِ ، وَحَلِّ الْمَسَائِلِ وَالْعَمَلِيَاتِ الْمُعَقَّدَةِ وَإِنْجَازِ الْمُخَطَّطَاتِ ، وَمُشَاهَدَةِ الْأَفْلاَمِ وَالْأَشْرِطَةِ الْمُفِيدَةِ ،إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَشْيَــاءِ الْأُخْرَى.
رحم الله عبدا أهدى إلي عيوبي …
موضوع غاية في الروعة ــــــ جزاك الله خيراً
الف شكر وتحية للأخ العثماني على المساهمة الطيبة ،أحسن الله اليك.
تحياتي
مشكور أخي الفاضل على هذا الابداع ..
بوركت يا اخي
مشكور أخي الفاضل على هذا الابداع ..
مساهمة جديرة بالتنويه أشكرك أخي واصل ..
بارك الله فيك
lموضوع جميل
الف شكر الى الاخ الفاضل على هذا التقديم الرائع
لا شكر على واجب أيها الإخوة الأفاضل ، وشكرا على مروركم الطيب.
شكرا على هذا الموضوع يا اخي العزيز وجعله الله في ميزان حسناتك
شكرا على موضوعك القيم الملم بكل الجولنب التوقيع الأخت يمينة من سيدي بلعباس معلمة الطور الإبتدائي السنة الخامسة ولكم من فضلك طلب آخر : نص حول حوادث المرور
ثَقافَةُ احْتِرام الْقانون
ثقافةُ احترامُ القانونِ هي الْقناعة التي يَجِبُ أنْ تكون عِنْدَ كلِّ فَرْدٍ في أيِّ مُجْتَمَعٍ من مُجتمعات الوطن ، بِأنْ يحترمَ القَوانين السَّارية في بلاده ، لأنَّ ثقافةَ احْتِرام القوانين تُساهم مُساهمة فَعَّالةً في تَجْذيرِ الآداب العامة وحقوق الإنسان.
ونحن في دُوَّل العالم الثالث يَجِبُ أنْ نَعْتَرِفَ بِأنَّنا نَفْتَقِدُ إلى ثقافة احترام القانون ، لأَنَّ مُعظَمَنا يُحاولُ دائماً أنْ يُخالِفَ القوانين السَّائِدة وعلى مُخْتَلف مُسْتَوَياتِنا ، مع أنَّنا نَعلمُ تمامًا بأنَّ ما نَرْتَكِبُهُ مِنْ أفْعالٍ مُخالِفَة لِلْقوانين نَسْتَحِقُ المُحاسبةَ بِسَبَبِها ، وأَفْضَلُ مثال على ذلك هو قانون المرور فنحن في الجزائر نَشْهَدُ بِاسْتِمْرار حوادثَ قاتلةً ، يذهب ضَحِيَّتُها كلَّ عام آلاف المُواطنين الأبرياء بَيْنَ قَتْلى وجَرْحى ومُعَوَّقينَ ، وسَبَبُ ذلك هو عَدَمُ الْتزام السَّائقين بقوانين وأَنْظِمَةِ المُرور ، فالسَّائق يُغَيِّرُ الْمَسْرَبَ الذي يسير عليه فجأةً فَيَتَسَبَبُ بِحادثٍ مُروريٍّ قاتِلٍ ، ونَفْسَ هذا السائق يقطع الإشارة الضَّوْئِية وهي حمراء ، ويتجاوز أحيانا في أماكن لا يَجوزُ التَّجاوز فيها أبدا ، وكل ذلك يؤدي إلى الْمَزيدِ مِنَ الحوادث المُؤسِفَة.
لذا يَقْتَرِحُ بَعْض الخُبَراء المُهْتَمين بثقافة احْترام القانون أنْ تَتَضَمَّنَ المَناهِجُ المدرسِيِّة دُروساًً خاصة عن ضَروَرة احْترامِ ثقافة القانون ، خُصوصاً لِلأجْيال الصَّغيرة من التلاميذ لأنَّ التلميذَ الصَّغيرَ عِنْدَما يَدْرُسُ هذا النَّوْع من الدُروس في مدرسته سَيَظَلُ راسِخاً في عَقْلِه ويَصْبِحُ جُزْءً من ثَقافَتِه عندما يَكْبُرُ .