تخطى إلى المحتوى

نصيحة غالية ثمينة من الشيخ الفوزان 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله
يقول فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان :
أنصح للشباب ولغيرهم من المسلمين : أن يهتموا بالعقيدة – أولاً – وقبل كل شيء ؛ لأن العقيدة هي الأصل الذي تبنى عليه جميع الأعمال قبولاً وردًا ، فإذا كانت العقيدة صحيحة موافقة لما جاء به الرسل – عليهم الصلاة والسلام – ، خصوصًا خاتم الرسل نبينا محمدًا – صلى الله عليه وسلم – ، فإن سائر الأعمال تقبل إذا كانت هذه الأعمال خالصة لوجه الله تعالى ، وموافقة لما شرع الله ورسوله ، وإذا كانت العقيدة فاسدة ، أو كانت ضالة مبنية على العوائد وتقليد الآباء والأجداد ، أو كانت عقيدة شركية ، فإن الأعمال مردودة ، لا يقبل منها شيء ، ولو كان صاحبها مخلصًا وقاصدًا بها وجه الله ؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – لا يقبل من الأعمال إلا ما كانت خالصة لوجهه الكريم ، وصوابًا على سنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – .
فمن كان يريد النجاة لنفسه ، ويريد قبول أعماله ، ويريد أن يكون مسلمًا حقًا ، فعليه أن يعتني بالعقيدة ، بأن يعرف العقيدة الصحيحة ، وما يضادها ، وما يناقضها ، وما ينقصها ، حتى يبني أعماله عليها ، وذلك لا يكون إلا بتعلمها من أهل العلم وأهل البصيرة الذي تلقوها عن سلف هذه الأمة .
قال الله – سبحانه وتعالى – لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) . [ محمد : 19 ] .
وقد ترجم الإمام البخاري – رحمه الله – ترجمة قال فيها : ( باب : العلم قبل القول والعمل ) ، وساق هذه الآية الكريمة : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ) ، حيث بدأ الله – سبحانه وتعالى – بالعلم قبل القول والعمل .
وقال الله – سبحانه وتعالى – : ( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) . [ العصر : 3 ] . فرتب السلامة من الخسارة على مسائل أربع :
– المسألة الأولى : الإيمان ، ويعني : الاعتقاد الصحيح .
– المسألة الثانية : العمل الصالح والأقوال الصالحة ، وعطف الأقوال الصالحة والأعمال الصالحة على الإيمان من باب عطف الخاص على العام ؛ لأن الأعمال داخلة في الإيمان ، وإنما عطفها عليه اهتماما بها .
– المسألة الثالثة : ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) . [ العصر : 3 ] . يعني : دعوا إلى الله ، وأمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، لما اعتنوا بأنفسهم أولاً ، وعرفوا الطريق ، دعوا غيرهم إلى ذلك ، لأن المسلم مكلف بدعوة الناس إلى الله – سبحانه وتعالى – ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .
( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) . [ العصر : 3 ] . وهذه المسألة الرابعة : الصبر على ما يلاقونه في سبيل ذلك من التعب والمشقة .
فلا سعادة لمسلم إلا إذا حقق هذه المسائل الأربع .
أما الاهتمام بالثقافات العامة ، والأمور الصحفية ، وأقوال الناس ، وما يدور في العالم ، فهذه إنما يطلع الإنسان عليه بعدما يحقق التوحيد ، ويحقق العقيدة ، ويطلع على هذه الأمور ، من أجل أن يعرف الخير من الشر ، ومن أجل أن يحذر من ما يدور في الساحة من شرور ودعايات مضللة ، لكن هذا بعدما يتسلح بالعلم ويتسلح بالإيمان بالله ورسوله ، أما أن يدخل في مجالات الثقافة والأمور الصحفية وأمور السياسة وهو على غير علم بعقيدته وعلى غير علم بأمور دينه ، فإن هذا لا ينفعه شيئًا ، بل هذا يشتغل بما لا فائدة له منه ، ولا يستطيع أن يميز الحق من الباطل .
كثير ممن جهلوا العقيدة واعتنوا بمثل هذه الأمور ضلوا وأضلوا ولبسوا على الناس ، بسبب أنهم ليس عندهم بصيرة وليس عندهم علم يميزون به بين الضار والنافع ، وما يؤخذ وما يترك ، وكيف تعالج الأمور ، فبذلك حصل الخلل ، وحصل اللبس عند كثير من الناس ؛ لأنهم دخلوا في مجالات الثقافة ومجالات السياسة ، من غير أن يكون عندهم علم بعقيدتهم وبصيرة من دينهم ، فحسبوا الحق باطلاً ، والباطل حقًا .

بارك الله فيكم نسال الله الثبات على الحق
وحفظ الله الشيخ العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان و نفع به الامة.

كتاب منهج السلف في العقيدة وأثره في وحدة المسلمين للعلامة صالح بن سعد السحيمي حفظه الله تعالى

https://www.box.com/s/vc9z54j3wk17bcfajjqk

الجيريا

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا على الإضافة

لا شك ان العقيدة الصحيحة هي سبيل النجاة يوم الحساب و الرسل جميعا انما بعثوا ليصححوا عقائد الناس و يجمعوهم على كلمة التوحيد

الغريب من امر بعض الناس هو قولهم
"العقيدة تفرق الامة"
و لاشك ان هؤلاء احد الطائفيتن :
جهال لا يعلمون ما يقولون
او في قلوبهم زيغ، يريدون ان يصدوا الناس عن عقيدتهم.
و في يومنا هذا، نجد الكثير ينطق بكلمة الشهادة و لا يعلم معناها

وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته .. بارك الله في الشيخ وحفظه للإسلام وأهله
أكيد أن التوحيد هو أوجب الواجبات فهو يخالط كل أعمال الإنسان ومن كان موحدا مخلصا يهون عليه كل عسير
وكل أبواب الدين من توكل ورجاء وخوف وخشية… مرتبطة بالتوحيد .بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبد اللّه 16 الجيريا
الغريب من امر بعض الناس هو قولهم
"العقيدة تفرق الامة"
و لاشك ان هؤلاء احد الطائفيتن :
جهال لا يعلمون ما يقولون
او في قلوبهم زيغ، يريدون ان يصدوا الناس عن عقيدتهم.
و في يومنا هذا، نجد الكثير ينطق بكلمة الشهادة و لا يعلم معناها


بارك الله فيكم
قد ردّ الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله ورعاه- على هذا الكلام:
السؤال:
ما رأيكم فيمن يدَّعي أنَّ الكلام في التوحيد والعقيدة يُفرِّق المسلمين؟
الجواب
هذا كلام يقال من فئات معروفة احترفت السِّياسة وتهاونت بأساس الإسلام والإيمان وهو العقيدة التي جاء بها جميع الأنبياء عليهم الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم، ولا شك أنَّ الدَّعوة إلى التوحيد تُفَرِّق، تُفَرِّق بين من؟
بين أهل الحق وأهل الباطل بين أهل التوحيد وأهل الشِّرك؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ﴾ [النمل:45].
– قوم صالح لما جاءهم يدعوهم إلى الله عزّوجل إذا هم فريقان يختصمون،
– وهكذا انقسم قوم نوح؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [هود:40] والبقية افترقوا وتركوه واتَّبعوا الشيطان،
– كذلك إبراهيم عليه السلام خالفه قومه وما آمن معه في بلده الأصلي إلا زوجه سارة وابن أخيه لوط، وبعد وقت طويل دعا الله عزّوجل في آخِر عمره فوهبه إسماعيل وإسحاق، وما من نبيٍّ إلاَّ ويفترق عليه النَّاس، ما يتبعه النَّاس كلُّهم؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف:103]؛
فعلى سياسة هؤلاء يكون نوح وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء أخطؤوا!
كيف؟
لأنهم فرَّقوا الأُمَّة!
كان ينبغي أن يحافظوا على وحدة الأُمَّة الوحدة الوطنية والوحدة القومية، أليس كذا على منطق هؤلاء؟!
حتى تجدهم يتآخون مع النَّصارى واليهود والرَّوافض والباطنية، حفاظاً على الوحدة الإنسانية، لايتصادمون مع اليهود والنَّصارى ولا مع إخوانهم الرَّوافض، هذا واقع هؤلاء وهذه دعوة هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام، وهذه ضدّ الرِّسالات كلِّها وضد دعوات الرُّسل جميعاً ومنهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم .
والله سمَّى القرآن فرقاناً؛ لأنَّه يفرِّق بين الحق والباطل، ومحمَّدٌ فَرقٌ أو فرَّق بين الناس، فرَّق بين أهل الحق والهدى والإيمان، وبين أهل الكفر والكذب والفجور والشِّرك والضَّلال، ولا بدَّ أن يجعلهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فريقين، فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السَّعير؛
فهؤلاء أهل ضلال وأهل أهواء، الذي يسبُّ الصَّحابة لا يضره! يكفِّرهم ما يضره،! لماذا؟ حفاظًا على الوحدة! وقد يسمع أحدُهم من النَّصارى طعناً في الإسلام وفي الرَّسول صلى الله عليه وسلم ويسكت!
إخوانهم!
هذه طرق ضالة، علينا أن نعرف منهج الأنبياء ـ عليهم الصَّلاة والسَّلام ـ وندعوا إلى توحيد الله أولاً قبل كلِّ شيء، وإلى تحقيق معنى (لا إله إلا الله)، وإلى تحقيق معاني الإسلام الأخرى التي تقوم على هذه الكلمة وتقوم على الإيمان، ولا نلتفت لمثل هذه التشويهات على الدعوة إلى الله وأهلها؛ فإنَّ الأنبياء وجدوا مثل هذه التشويهات وأشد؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : <أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءًا الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَل> [7]،
أشدُّ النَّاس أذى واجهوه هم الأنبياء ـ عليهم الصَّلاة والسَّلام ـ ، وهم أسوتنا، والذي يسلك طريقهم لا بدَّ أن يُؤذى، وقد يُقتل وقد يشَّرد وقد يُسجن..، هذا أمر عظيم تُبذَل فيه المُهَج والأموال،
لكن الحريصين على الكراسي وعلى الحياة يحشدون النَّاس حولهم ولا يهمهم أن يموت ابنه وأخوه وجاره وصديقه في النَّار، ولو رآه يسجد لغير الله عزّوجل ويشرك به لا يبالي!
هذا من الغش ـ والعياذ بالله ـ ويحملون أوزارهم وأوزار الذين يتبعونهم، وتصدق عليهم الآيات مثل قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ [البقرة:159]
وقوله سبحانه وتعالى: ﴿لُُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79) ﴾ [المائدة:78]،
كيف ترى النَّاس يطوفون بالقبور ويستغيثون بغير الله ويذبحون لغير الله وتقول الدَّعوة إلى التوحيد تسبب فرقة؟!
هو واقع في الشرك وما تبيِّن له دين الله الحق ولا تبيِّن له التوحيد ولا تبيِّن له الفرق بين التوحيد والشِّرك؛ ثمَّ إذا ما قبل دعوتك لا يدخل في صفك؛ فهؤلاء حريصون على حشد النَّاس حتى يصلوا إلى الكراسي، وإذا وصلوا إليها لا يُطبِّقون شعاراتهم ـ لا حكم إلا لله ـ يصبح الحكم لهم لا لله عزَّوجل ـ نسأل الله العافية ـ.

المصدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جديدي التبسي الجيريا
وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته .. بارك الله في الشيخ وحفظه للإسلام وأهله
أكيد أن التوحيد هو أوجب الواجبات فهو يخالط كل أعمال الإنسان ومن كان موحدا مخلصا يهون عليه كل عسير
وكل أبواب الدين من توكل ورجاء وخوف وخشية… مرتبطة بالتوحيد .بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
بارك الله فيكم
قال الشيخ النّجمي -رحمه الله-:
لماذا التوحيد أولاً ؟
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، وبعد :

فقد طلب مني متصل عبر الهاتف كلمة بعنوان لماذا كان التوحيد أولاً ؟ وهذا يدل على أنَّ المتصل عرف أنَّ التوحيد هو أصل العقيدة الإسلامية ، وأساسها ، وشرط صحتها ، وقبولها ، وقد اقترح هذا الاقتراح ليفهم من لم يفهم أنَّ هذه منزلة التوحيد في الدين الإسلامي ؛ ذلك بأنَّ توحيد الألوهية هو الذي أمرت به الرسل جميعاًَ ؛ من أولهم نوح عليه الصلاة والسلام إلى آخرهم محمدٌ صلى الله عليه وسلم ؛ قال تعالى : (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وقال سبحانه : (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاَّ نوحي إليه أنَّه لا إله إلاَّ أنا فاعبدون) وما من نبي يبعث إلى قومه إلاَّ وهو يقول : (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غـيره) ولما بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى قومه مكث عشر سنوات لايدعو إلى شيءٍ غير التوحيد ، ثمَّ بعد العشر شرعت الصلاة ، وبقي ثلاث سنوات بمكة ، ثمَّ هاجر إلى المدينة ، وفي السنة الثانية من الهجرة شرعت الزكاة ، والصوم لذلك فإنَّ التوحيد هو أصل الدين وأساسه ، وقاعدته ؛ التي عليها يبنى لذلك فإنَّ من أفسد التوحيد بأن دعا مع الله إلهاً آخر فقد أفسد الدين كله ، وخرج من الإسلام ، وصار مرتداً ، وحبط عمله قال تعالى : ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكوننَّ من الخاسرين ) وقال عيسى عليه الصلاة والسلام : ( يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنَّه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) وقد حوت هذا الأصل العظيم شهادة أن لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ؛ وهي تتكون من جزأين: لا إله إلاَّ الله، الجزء الأول: نفي الألوهية عمَّا سوى الله عز وجل في قوله : أشهد أن لا إله أي لامعبود بحقٍّ في الوجود إلاَّ الله ، والجزء الثاني : في قوله : إلاَّ الله إثبات الألوهية لله وحده دون سواه ؛ لأنَّه هو الذي خلق هذا الكون قال تعالى : (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ) والآيات بعدها ، وقال تعالى : ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم اللهُ ربكم فتبارك الله رب العالمين * هو الحي لا إله إلاًَّ هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين . قل إني نهيت أن أعبـد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين) والآيات في الاستدلال على توحد الله بالألوهية كثيرةٌ ؛ فمن نطق بهذه الشهادة شهادة أن لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله فقد حاز الفوز ، ونجـا من الخسـران ؛ قال تعـالى : (والعصر . إنَّ الإنسان لفي خـسر . إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) وقال تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) فمن قالها معتقداً معناها عاملاً بمقتضاها فقد حاز السعادة في الدارين ؛ فهي الكلمة التي أرسل الله بها رسله ، وأنزل بها كتبه ، ومن أجلها خلقت الدنيا والآخرة ، والجنـة والنـار وفي شأنها تكون السعادة والشقاوة فقائلها ومعتقدها يعطى كتابه بيمينه ، ويثقل ميزان حسناته ويمر على الصراط ، ويدخل الجنة وينجو من النار ، وعنها يكـون السـؤال ؛ قال تعـالى : ( فلنسألنَّ الذين أرسل إليهم ولنسألنَّ المرسلين ) وقال تعالى : ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين * فعميت عليهم الأنبـاء يومئذٍ فهم لايتساءلون * فأمَّا من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين ) قال شيخنا حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله في معارج القبول جـ2 / 510 ط دار ابن الجوزي : " وهي أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده أن هداهم إليه ولهذا ذكرها في سورة النحل التي هي سورة النعم قبل كل نعمة ، فقال : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنَّه لا إله إلاَّ أنا فاتقون ) وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة وهي أصل الدين وأساسه ، ورأس أمره ، وساق شجرته ، وعمود فسطاطه ، وبقية أركان الدين وفرائضه متفرعةٌ عنها ، ومتشعبة منها ، ومكملات لها ، ومقيدةٌ بالالتزام بمعناها والعمل بمقتضاها فهي العروة الوثقى التي قال الله عز وجل : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميعٌ عليم ) وهي العهد الذي قال الله عز وجل : ( لايملكون الشفاعة إلاَّ من اتخذ عند الرحمن عهدا ) قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه في تفسير العهد : "هو شهادة أن لا إله إلاَّ الله والبراءة من الحول والقوة إلاَّ بالله ؛ وهي الحسنى التي قال الله عز وجل : ( فأمَّا من أعطى واتقى . وصدَّق بالحسنى . فسنيسره لليسرى ) وهي كلمة الحق التي ذكرها الله عز وجل في قوله : ( إلاَّ من شهد بالحق وهم يعلمون ) وهي كلمة التقوى التي ذكرها الله عز وجل في قوله : (وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها )"، انتهى ما أردت نقله بتصرف ، ومن هنا نعلم لماذا كان التوحيد هو الأول في الإلتزام ، وهو الأول في الدعوة وهو أصل الدين وأساسه وقاعدته ؟ فإسلامٌ بلا توحيد بناءٌ بلا قاعدة ، ونعلم أيضاً ضلال من يدعون إلى خلافةٍ ، ويزعمون أنَّهم يدعون إلى إعادة الخلافة الضائعة فنقول : إنَّ الله أمرنا بالتوحيد الذي دعت إليه جميع الرسل ، وسيسألنا الله : ماذا كنتـم تعبـدون ؟ وماذا أجبتــم المرسلـين ؟ ويا خسارة من أفنى عمره في الدعوة إلى خلافة ، ويا خسارة من أجابه وتابعه على هذا الباطـل وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليماً كثيراً .
كتبه
أحمد بن يحيى النَّجمي
17 / 4 / 1445 هـ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibnet010 الجيريا
لا شك ان العقيدة الصحيحة هي سبيل النجاة يوم الحساب و الرسل جميعا انما بعثوا ليصححوا عقائد الناس و يجمعوهم على كلمة التوحيد

بارك الله فيكم

meeeeerci bcp

جزاكم الله خيرا ،
أنسيتِ لفظ الجلالة في قوله تعالى : ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جديدي التبسي الجيريا
جزاكم الله خيرا ،
أنسيتِ لفظ الجلالة في قوله تعالى : ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين)
بارك الله فيكم على التنبيه .. تم التصحيح

سُئِلَ معالي الشَّيخ الدُّكتور/ صالح بن فوزان الفوزان (عضو هيئة كبار العُلماء) -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى-:
أحسن الله إليكم يقول السائل: ما نصيحتكم لمن يقول: أنَّ التَّوحيد يفرّق الأمَّة، ويقول: نجمع أوَّلَا ثمَّ نعلِّم النَّاس؟
فقالَ -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى-:

هذا من عمى البصيرة؛ التَّوحيد هو الَّذي يجمع الأمَّة يا أخي!، ما اجتمعت الأمَّة إلاَّ تحت «لا إله إلاَّ الله»، وقبل مجيء الرَّسول والدَّعوة إلى «لا إله إلاَّ الله» وهُم متفرِّقون، يتقاتلون، ويتناحرون، ﴿ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ ﴿آل عمران: 103﴾، فالَّذي يجمع الأمَّة هو «التَّوحيد»، عبادة الله وحده لا شريك له، والشِّرك والبِدَع تفرِّق الأمَّة، والمذاهب الباطلة والمناهج الدَّعوية اللي يسمَّونها؛ هي الَّتي فرَّقت الأمَّة، سبيل الأمَّة واحد، ومنهجها واحد، واللي فرَّق الأمَّة هُو الشِّرك، ووسائل الشِّرك، والمناهج المُبتدعة المحدثة كلٌّ يجعل له منهج، يقول: منهج الدعوة؛ منهج الدَّعوة هو منهج الرَّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما هو اللي تحدثه أنت؛ ولاَّ رئيسك، ولاَّ متبوعك. نعم. اهـ.
_____________
([«شرح كتاب التَّوحيد» / الشَّريط رقم: (59)])

بارك الله فيكِ
كلام قيّم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.