الهدف من نصوص القراءة تعويد الطفل على القراءة و التمكن من اللغة الأم التي تسمى اللغة الأولى
و لهذا يشترط فيها أن تكون أصيلة تثري الزاد المعرفي و اللغوي للطفل ، و انا في هذا المقام
أستحضر عناوين نصوص قرأناها منذ 30 عاما لا زلت أذكرها كحصان أبي سعيد و عند الصيدلي
و غيرها و لكن نصوص القراءة اليوم في التعليم الابتدائي – ليست كلها طبعا – فيها الهجين
الذي أخذ من ثقافات الشعوب الأخرى و الانترنت أحيانا دون مراعاة لقيمته اللغوية ، أنا لست ضد التفتح على ثقافات
الشعوب الأخرى و لكن ليس على حساب اللغة الأم ، فالطفل لم يتمكن بعد من لغته ، فكيف بنصوص
فيها أسماء صينية و افريقية يتلعثم فيها لسان الكبير قبل الصغير نرجو من واضعي البرامج و المناهج
اختيار نصوص عربية بمعنى الكلمة و هي كثيرة و الله من وراء القصد
وأنا أضم صوتي إلى صوتك أخي رشيد
نعم، هناك مسخرة في المحتوى، فبعدما كانت النصوص تخدم الجانب المعرفي هاهي تدخل قصص أمريكا اللاتينية في أفكار أبنائنا، ونحن نعرف أن الكثير من القبائل اللاتينية مازلت جاهلة وعارية. أم أنني أبالغ؟؟؟ فالذي تعرى من اللباس لا محال مازال دماغه عاريا.
كلنا أثرت فينا قصة تفرجناها في صغرنا وهي الولد الذي يرمي حبات اللوبياء فتنبث وتصل إلى أعلى السماء، ثم يلتقي الولد الذي يتسلقها بكائن كبير ومخيف. يا ترى: ما هو أقرب شبه لم أقول. أظنكم فهمتموني. كيف بعد ذلك نقول لطفل صغير غير قادر على التصور أن من هو في السماء عظيم لكنه رحيم. كيف أوقعه غيري في التفكير السلبي ثم بعد كفاح أعيد له التفكير الإيجابي. كان من الأولى أن أغذيه بالأفكار النيرة قبل الجناية عليه.
قد أكون خرجت عن الموضوع، لكن أظن أنني طرحت هذا المثال لتوضيح هول الفاجعة، فبذرة اللوبياء هي هذا الطفل الذي بين أيدينا، فإلى أين سيصل ارتفاعه إذا غذيناه بخزعبلات تضر ولا تنفع.
لقد كان الهدف لدى البعض هو فقط في حذف قصص مثل حي بن يقضان (س6) وتعويضها بالولد الذي يتحول إلى ذئب (س5). أنا متأكد أنها لم تكن عشوائية، بل مدروسة.
على كل، إنتبهوا إخواني المربين لما تدرسون، حاولوا قدر استطاعتكم نشر الأفكار المنيرة والمعارف المفيدة
ولا داعي للمبالغة في الخوف.
شكرا على المجهودات