تخطى إلى المحتوى

مَا أَحْوَجَنَا إِلَى قَلِيلٍ مِنَ الأَدَب! 2024.

مَا أَحْوَجَنَا إِلَى قَلِيلٍ مِنَ الأَدَب!

بقلم : الشَّيخ الفاضل سمير سمراد – حفظه الله

– قالَ عبد الله ابن المبارك (رحمه الله): قال لي مخلد بن الحسين (رحمه الله):

«نَحْنُ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الأَدَبِ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الحَدِيثِ».

وَقَالَ ابنُ المُبَارَك – أيضًا-: «لاَ يَنْبُلُ الرَّجُلُ بِنَوْعٍ مِنَ العِلمِ مَا لَمْ يُزَيِّنْ عَمَلَهُ بِالأَدَب».

وقالَ –أَيضًا-: «طَلَبْتُ العِلمَ فَأَصَبْتُ فِيهِ شَيْئًا، وَطَلَبْتُ الأَدَب، فَإِذَا أَهْلُهُ قَدْ مَاتُوا!».

– خالد بن نزار قال: سمعتُ مَالِكَ بنَ أنسٍ (رحمه الله) يقولُ لفَتًى مِن قُرَيشٍ: «يا ابنَ أَخِي! تَعَلَّمِ الأَدَبَ قَبْلَ أَنْ تَتَعَلَّمَ العِلْمَ».

وقالَ مالِكٌ –أيضًا-: «تَعَلَّمُوا الحِلْمَ قَبْلَ العِلْمِ».

وقالَ –أيضًا- لبعضِ بَنِي أَخِيهِ: «إِذَا تَعَلَّمْتُمْ عِلْمًا مِنْ طَاعَةِ اللهِ فَلْيُرَ عَلَيْكَ أَثَرُهُ، وَلْيُرَ فِيكَ سَمْتُهُ، وَتَعَلَّمْ لِذَلِكَ العِلْمِ الَّذِي عَلِمْتَهُ السَّكِينَةَ وَالحِلْمَ وَالوَقَارَ.»

– وقالَ شريكٌ (رحمه الله): «قَلِيلٌ مِنَ الأَدَبِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ العِلْمِ.»

– وقالَ اللَّيْثُ (رحمه الله) – وقد أَشْرَفَ عَلَى أصحابِ الحديثِ، فَرَأَى مِنهُم شيئًا-: « أَنْتُمْ إِلَى يَسِيرٍ مِنَ الأَدَبِ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ العِلْمِ.»

– وقال يحيى بن يحي اللّيثيّ (رحمه الله) في وصيَّته لطلبةِ العلم -لمَّا رأَى مِنهُم ما لا يَنبَغي-:
«… واعلموا أنّ للاِنتفاعِ بالعِلم علاماتٍ ظاهرة، ونيّةً خفيّةً، وكلّ ذلك مُحاطٌ به، فالعلامات الظّاهرة التّوقّر وحُسْنُ السَّمْتِ …..وتَرْكُ المِرَاءِ، وإِن كانَ أحدُكُم مُحِقًّا، فقد حدّثني مَن أَثِقُ بهِ أنَّ ابنَ مسعودٍ كانَ يقولُ: « المِرَاءُ لا تُؤْمَنُ فِتْنَتُهُ، ولا تُفْهَمُ حِكمتُهُ، ولا يَسْتَطِيلَنَّ أَحَدُكُم عَلَى مَن هُوَ فَوْقَهُ حِينَ تَكُونُ مِنهُ غَفْلَةٌ أو تُسْمَعُ مِنهُ زَلَّةٌ..»،

وقالَ: «وخَيْرُ مَا تَحَلَّى بِهِ طَالِبٌ الوَقَارُ والسَّكِينةُ، وشَرُّ مَا تَحَلَّى بِهِ الخِفَّةُ والبَذَاءُ وقِلَّةُ الحَيَاء وحُبُّ المِرَاء، فأَخْلِصُوا إِلَيِهِ نِيَّاتِكُم وتَوَقَّرُوا جَهْدَكُم، ولْيُجِلَّ بعضُكُم بَعْضًا، فإنَّ ذلكَ يُزَيِّنُكُم، ويُحْمَدُ مِن فِعْلِكُم، وتُصْلِحُونَ بِهِ أَدَبَكُم، وتَغْتَبِطُونَ بعَاقِبَتِهِ إِن شاءَ اللهُ تعالى اهـ.»

– قال الخطيبُ البغداديُّ (رحمه الله) في «الجامع لأخلاقِ الرَّاوي وآدابِ السَّامع»: « والواجبُ أَن يَكُونَ طَلَبَةُ الحديثِ أَكْمَلَ النَّاسِ أَدَبًا، وأَشَدَّ الخَلْقِ تَوَاضُعًا، وَأَعْظَمَهُم نَزَاهَةً وَتَدَيُّنًا، وَأَقَلَّهُمْ طَيْشًا وَغَضَبًا، لِدَوَامِ قَرْعِ أَسماعِهِم بالأَخْبَارِ المشتمِلَةِ على مَحَاسِنِ أَخلاقِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) وآدَابِهِ، وسِيرَةِ السَّلَفِ الأَخْيَارِ مِن أَهْلِ بَيْتِهِ وَأصحابِهِ، وطَرَائِقِ المُحَدِّثِينَ، ومَآثِرِ المَاضِينَ، فَيَأْخُذُوا بِأَجْمَلِهَا وَأَحْسَنِهَا، وَيَصْدِفُوا عَن أَرْذَلِهَا وَأَدْوَنِهَا
»اهـ.

المصدر : موقع مصابيح العلم تحت إشراف – خادم العلم – الشَّيخ سمير سمراد – حفظه الله

حفظك الله أخي سمير وجعلك ذخرا للإسلام

بارك الله فيك على الموضوع

جزاك الله على الموضوع

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.