تخطى إلى المحتوى

موعظة لمن يعتبر: بركة البصر // الشيخ عبد الرزاق البدر 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه مقطع مؤثر وقيِّم جدا للشيخ: عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر -حفظهما الله-، تكلم الشيخ فيه عن نعمة البصر وعن بركة هذه النعمة وعن واجب شُكر الله على هذه النعمة. وقد بكى الشيخ خلالها بكاءً شديدًا لدرجة أنه لم يستطع أن يُكمل الكلام.
وقد كان ذلك أثناء شرحه للدعاء المأثور عن النبِّي -صلى الله عليه وسلم-: ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا .. الحديث).
إليكم المادة الصوتية:
هنا

~~~~~~~~~~~
وهذا تفريغ المـادة:
قال الشيخ -حفظه الله-:
قال: (وأبصارنا)، أي: بارك لنا في أبصارنا، والبركة في البصر بأن يبقى العبد مُمتَّع بـه إلى أن يموت وهو يُبصر، مُمتَّع بهذه الحاسـة العظيمة، وأيضًا تشمل بركة البصر أن يتعفَّف الإنسان من النظر إلى الحرام، فلا ينظر ببصره إلى الحرام، بل ينظر فيه إلى القرآن، كلام الله، وينظر إلى كلام أهل العلم وأحاديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وهذا خير ما نظرت إليـه الأبصار: القرآن والسُنـة، وينظر أيضًا إلى آيـات الله -عز وجل- من سمـاء وجبال وأشجار وغيرها متفكرًا مُعتبرا، ينظر إلى طريقه ليمشي إلى المسجد، ليمشي إلى السـوق، ليمشي إلى طلب رزقه وحاجاته وحاجات أولاده، ليهتدي إلى الطريق، هذا كله من بركة البصر عندما يكون مُستعملاً في هذه الأشيـاء.
أمَّا -والعياذ بالله- من يجعل هذه النِعمة في النظر إلى الحرام ولا سيمـا ما وُجِد في زماننـا هذا وابتُلِيَ به كثيرٌ من النَّـاس، يجلسون الساعـات الطِوال أمـام القنوات الفضائية وأمام الشبكة العنكبوتيَّة ينظرون إلى حُثالات العالم وأوساخ النَّـاس وقاذورات العالم، ينظرون إليها بأبصارهم وكأنهم لا يتذكرون أن هذا البصر نعمة الله عليهم (يبكي الشيخ).
نسأل الله أن يهدي الجميع وأن يُبارك في أبصار الجميع وأسماعهم.
كأنهم لا يذكرون نعمة الله عليهم بهذا البصر، فينظر غير مستحٍ من الله -تبارك وتعالى- إلى ما حرَّم الله -عز وجل- عليه النظر إليه، فيجلس ساعات طِوال ينظر إلى المُحرَّمـات والآثام والأوساخ والقاذورات ونَتَنِ وخسائس النَّـاس ويُهدِر بصره، ويُهدر حياته ممَّـا يترتب عليه ظُلمة قلبه -والعياذ بالله-.
وقد قال الله -عزل وجل-: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [النـور: 30]، ولهذا من بركة بصر الإنسان أن يُجاهد نفسه على حفظه، قد ينفلت منك البصر بنظرة عابرة لكنك مع المقاومة والمجاهدة والاِستعانة بالله -تبارك وتعالى- يتحقق لك بإذن الله -عز وجل- بركة البصر وحِفظه.
وإيـاك ثم إيـاك ثم إيـاك ممَّا سمَّه بعضهم في زمـاننا الخلوة العصرية، وهي الخلوة التي تكون من كثير من الشباب والشابـات مع القنوات الفضائية أو مع الشبكات العنكبوتية، عندما يجلس الشاب أو الشابـة وحده في الغرفة ثم يلتفت ويرى الباب مُغلقًا ويقول لا أحد يراني من الناس، ثم يبدأ ينظر ويُشاهد فيما في تلك القنوات من الخسائِس والقاذورات وينسى أن رب العالمين مُطَّلِع عليه.
إذا ما خلوْتَ الدّهرَ يوْماً فلا تَقُلْ … خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
قل إن الله -عز وجل- رقيب عليّ، مُلطع عليّ، يراني لا تخفى عليه منِّي خافيـة، يراني ماذا أعمل بسمعي وماذا أعمل ببصري، فيتق الله -جل وعلا- ويُجاهد نفسه في حِفظ سمعه وبصره وفي تقوى ربِّه -تبارك وتعالى- ليكون السمع مُباركًا، وليكون البصر مُباركًا، وليكون العبد مُتّقيًا لله -تبارك وتعالى- في سمعه وبصره.
وليعلم أن هذا السمع وهذا البصر سيسألـه الله -تبارك وتعالى- يوم القِيامـة عن كلِّ ما نظر به إليه، وعن كلِّ ما اِستمع بسمعه إليه، كلُّ ذلك يسألـه عنه؛ ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسـراء: 36]، تُسأل عن سمعك وتُسأل عن بصرك، كل ذلك يسألك الله عنه (بكاء الشيخ).
قال: (بَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا)، فبركة البصر تكون بذلك، بأن يُجاهد المسلم نفسه مُتقيا ربَّه -تبارك وتعالى- مُحافظا على بصره، ولا سيما أن هذا الزمان الذي نعيشه زمن فِتن كثيرة، ولا سيما في كثير من البلاد التي يُبلى فيها أهل الخيْر وأهل الدين وأهل الفضل بكثرة الفتن، حتى إن بعضهم ليقول مُتألِمًا ويذكر حاله مُتألِمًا، يقول: "أين أذهب ببصري؟ إذا خرجتُ من بيتي ليس أمامي إلاَّ أفخاذ عارية، وصدور بادية، وشُعور مكشوفة وفتن تعصف، وأنا شاب".
(يبكي الشيخ بكاءُ شديدًا)
انتهـى كلامه -حفظه الله-
تفريغ: تصفية وتربية

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبذول جعله الله في موازين حسناتكم يوم القيامة
كلّ المصائب مبداها من النّظر …ومعظم النّار من مستصغر الشّرر
نسأل الله أن يعيدنا لساحة العفة والطّهارة والنّقاء
ويرزقنا شكر نعمة الإبصار التي حرمها خلق كثير…
ويعيننا على غضّ أبصارنا مخلصين له في ذلك اللهمّ آمين يا ربّ

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

مجهود مشكور, وفقكم الله.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحبُّ لأهل السُّنة الجيريا
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبذول جعله الله في موازين حسناتكم يوم القيامة
كلّ المصائب مبداها من النّظر …ومعظم النّار من مستصغر الشّرر
نسأل الله أن يعيدنا لساحة العفة والطّهارة والنّقاء
ويرزقنا شكر نعمة الإبصار التي حرمها خلق كثير…
ويعيننا على غضّ أبصارنا مخلصين له في ذلك اللهمّ آمين يا ربّ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين وإياكم
وفقكم الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُبيد الله الجيريا
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

مجهود مشكور, وفقكم الله.

آمين وإياكم

يُرفع للتذكرة

بــــآرك الله فيك أختي الفاضلة على هذا المجهود الطيب…
وجزى الله الشيخ خيـــــراالجزاء ….

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة اختي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُرفع، نسأل الله تعالى ان يجازيكم خيرا على مجهودكم

بارك الله فيكم اختنا
و جزاكم الله كل خير على مجهودكم في هذا المنتدى
نسأل الله تعالى ان يجعله في ميزان حسانتكم يوم القيامة، آمين
دمنم في خدمة الدعوة، و السلام عليكم

يُرفع للتذكرة

يُرفع رفع الله قدركم

اللهم اشف الشيخ أبا اسحاق الحويني

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجرة إلى ربي الجيريا
يُرفع رفع الله قدركم
رفع الله قدركِ أختي

جزاكِ الله خيرا و نفع بكِ أختي الغالية ،، ربي يبارك فيك و يزيدك من فضله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.