تخطى إلى المحتوى

من معالم المنهج التربوي النبوي 2024.

من معالم المنهج التربوي النبوي


التربية بالأحداث:

من السهل أن نحدث الناس كثيراً عن معانٍ عدة، وأن ننظر لجوانب متعددة، لكن ذلك وإن أثَّر فإن أثره يبقى باهتاً محدوداً.

أما النبي صلى الله عليه وسلم فمع توجيهه لأصحابه في كل موطن، إلا أن تربيته كانت تتأكد من خلال الأحداث، فكان يضع الناس في الموقع والميدان ويأتي التوجيه حينها..

– يشكو إليه الحالَ أبو بكر رضي الله عنه وهما في الغار، فيقول صلى الله عليه وسلم: «ما ظنك باثنين الله ثالثهما»..

– ويسأله رجل في الميدان والمعركة: أرأيت إن قتلت؟ فيجيبه إجابة تصل إلى شغاف قلبه فيتقدم حتى يستشهد:

– فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال: «في الجنة»، فألقى تمرات في يده، ثم قاتل حتى قتل..

– ويوصي علياً رضي الله عنه بالدعوة ويذكِّره بفضلها وذلك حين بعثه داعياً إلى الله مجاهداً في سبيله:

فعن سهيل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: «لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»، فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجوه، فقال: «أين علي؟» فقيل يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم؛ فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم».

أترى أن تلك التوجيهات لو تلقاها أصحابها وهم جالسون قاعدون في بيوتهم ستترك أثرها؟

إن مثل هذه التربية هي التي خرّجت الجيل الجاد العملي، الذي لم يتربّ على مجرد التوجيه الجاف البارد، إنما كان يعيش العلم والعمل معاً.

-الشيخ محمد حسين يعقوب-

جزاك الله خيرا

جزاك الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.