تخطى إلى المحتوى

من درر الشافعي المحافظة على الصديق 2024.

  • بواسطة

https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh…ad.php?t=40678

من درر الشافعي.. المحافظة على الصديق

المحافظة على الصديق
قال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي ذات يوم رحمه الله:
يا يونس! إذا بلغك عن صديق لك ما تكرهه, فإياك أن تبادره بالعداوة, وقطع الولاية, فتكون ممن أزال يقينه بشك. ولكن القه وقل له:
بلغني عنك كذا وكذا, واحذر أن تسمي له المبلّغ, فان أنكر ذلك فقال له: أنت أصدق وأبر. ولا تزيدن على ذلك شيئا.
وان اعترف بذلك, فرأيت له في ذلك وجها لعذر, فاقبل منه, وان لم تر ذلك فقل له: ماذا أردت بما بلغني عنك؟
فان ذكر لك ما له وجه م العذر فاقبل منه, وان لم تر لذلك وجها لعذر, وضاق عليك المسلك, فحينئذ أثبتها عليه سيئة أتاها, ثم أنت في ذلك الخيار, إن شئت كافأته بمثله من غير زيادة, وإن شئت عفوت عنه, والعفو أقرب للتقوى, وأبلغ في الكرم لقول الله تعالى: { وجزاء سيئة سيئة مثلها, فمن عفا وأصلح فأجره على الله}. [الشورى 40]فإن نازعتك نفسك بالمكافأة, فاذكر فيما سبق له لديك من الإحسان, ولا تبخس باقي إحسانه السالف بهذه السيئة, فان ذلك الظلم بعينه. وقد كان الرجل الصالح يقول:
رحم الله من كافأني على إساءتي من غير أن يزيد, ولا يبخس حقا لي.
يا يونس! إذا كان لك صديق فشدّ بيديك به, فإن اتخاذ الصديق صعب, ومفارقته سهل. وقد كان الرجل الصالح يشبّه سهولة مفارقته الصديق, بصبي يطرح في البئر حجرا عظيما, فيسهل طرحه عليه, ويصعب إخراجه على الرجال.
فهذه وصيتي واليك السلام.


من كتاب: «مواعظ الامام الشافعي» جمع: صالح أحمد الشامي، المكتب الاسلامي -بيروت -1423هـ (صفحة 11-12)

بارك الله فيك

بارك الله بقولك وعملك الطيب
وجزاك الله كل الخير عنا
وربي يحفظك ويسدد خطاك
الى ما يحبه
ويرضاه دوما
باذن الله تعالى

شكرآ لك و جزاك الله خيراا

بارك الله فيكم ونفع بكم
بالمناسبة اعجبني كلام لابن حزم رحمه اردت ان اضيفه هنا لتعم الائدة اكثر
قال ابن حزم الأندلسي – رحمه الله – :
ومن الأسباب المتمناة في الحب : أن يهب الله عز وجلَّ للإنسان صديقاً مخلصاً ، لطيف القول ، بسيط الطَّوْل ، حسَن المأخذ ، دقيق المنفذ ، متمكن البيان ، مرهف اللسان ، جليل الحِلم ، واسع العلم ، قليل المخالفة ، عظيم المساعفة ، شديد الاحتمال ، صابراً على الإدلال ، جم الموافقة ، جميل المخالفة ، محمود الخلائق ، مكفوف البوائق ، محتوم المساعدة ، كارهاً للمباعدة ، نبيل الشمائل ، مصروف الغوائل ، غامض المعاني ، عارفاً بالأماني ، طيب الأخلاق ، سري الأعراق ، مكتوم السر ، كثير البر ، صحيح الأمانة ، مأمون الخيانة ، كريم النفس ، صحيح الحدس ، مضمون العون ، كامل الصون ، مشهور الوفاء ، ظاهر الغناء ، ثابت القريحة ، مبذول النصيحة ، مستيقن الوداد ، سهل الانقياد، حسن الاعتقاد ، صادق اللهجة ، خفيف المهجة ، عفيف الطباع ، رحب الذراع ، واسع الصدر ، متخلقاً بالصبر ، يألف الإمحاض [أي : إخلاص الود] ، ولا يعرف الإعراض ، يستريح إليه ببلابله ، ويشاركه في خلوة فكره ، ويفاوضه في مكتوماته ، وإن فيه للمحب لأعظمَ الراحات .
وأين هذا ؟!
فإن ظَفِرَتْ به يداك : فشدهما عليه شد الضنين ، وأمسك بهما إمساك البخيل ، وصنه بطارفك وتالدك ، فمعه يكمل الأنس ، وتنجلي الأحزان ، ويقصر الزمان ، وتطيب النفس ، ولن يفقد الإنسان من صاحب هذه الصفة عوناً جميلا ، ورأياً حسناً .
" طوق الحمامة " ( ص 164 ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.