…. يسألُ {عمر ابن الخطاب رضي الله عنه} أُبَي – رضوان الله عليه -: ما التقوى يا أُبَيُّ؟ فيأخذُ أُبَيٌّ يدَاهُ إلى جَادَّةِ المعلومِ المُشاهدِ المُجَرَّبِ: أمَا سِرْتَ في طريقٍ ذي شوكٍ وأنتَ ترعى للخَطَّابِ أغنامَهُ, وأنتَ سائرٌ في سبيلِ اللهِ ربِّ العالمينَ مجاهدًا, وأنتَ تَعُسُّو بالليلِ تتفقدُ أحوالَ الرَّعِيَّةِ التي جعلَهَا اللهُ ربُّ العالمينَ مُعَلَّقَةً بخيطِ رقبتِكَ, أمَا سِرْتَ في طريق ذي شوكٍ؟ قال: بلى. قال: مَا صنعتَ؟ قال – في لَفْتَةٍ عُمَرِيَّةٍ ذكيةٍ مختصرةٍ مِنْ غيرِ ما إسهابٍ ولا تعويلٍ على كلامٍ لا يُفيد قالَ -: شَمَّرْتُ واجتهدتُ.
وانظر إليه مُشَمِّرًا وقد بانتْ ساقُهُ – رضوان الله عليه -, وقد أخذَ بِحُجْزَةِ إِزَارِهِ له رافعًا, ثم هو مجتهدٌ يجعلُ الخَطْوَ رفيقًا, ويجعلُ الأناةَ رائدًا, ويجعلُ التمهلَ سائقًا, وينزلُ على أطرافِ الأصابعِ يُمَكِّنُ لرجلِهِ لقدمِهِ شيئًا مِنْ بعدِ شيءٍ يَتَوَقَّى, فإذا ما أحسَّ بأولِ أثرٍ مِنْ ألمٍ تَوَقَّى عن الألمِ رافعًا, يقولُ: فتلكَ التقوى يا أميرَ المؤمنينَ.
وهذا دربُ الحياةِ مليءٌ بأشواكِهَا, مليءٌ بأشواكِ الحياةِ في التعاملِ مع الخَلْقِ, في التعاملِ مَعَ الخَلْقِ المُفْضِي حتمًا إلى شحناءَ لا يحبُّهَا اللهُ ربُّ العالمينَ ولا يرضَاهَا, إلى أحقادٍ وأحسادٍ, إلى همومٍ و غُمومٍ, إلى ظلمٍ وطغيانٍ وعُدْوَانٍ, وكذا التعاملُ مَعَ البشرِ, كما قالَ الشاعرُ الأولُ:
عَوَى الذئبُ فَاسْتَأْنَسْتُ بالذئبِ إذ عَوَى*** وَصَوَّتَ إنسانٌ فكدتُّ أطيرُ
هكذا, هكذا في دربِ الحياةِ في أشواكِهَا, فعلى المرءِ أنْ يكونَ مُتَوَقِّيًا, وأنْ يُعْطِيَ كَلَّ ذي حقٍّ حَقَّهُ, وأنْ يأخذَ بزمامِ القلبِ بيدٍ مِنْ حديدٍ حتى يُقِيمَهُ على صراطِ ربِّنَا الحميدِ حتى لا يَزِلَّ ولا يَضِلَّ, وحتى لا يأخذَ الهَوَى بزمامِ قلبِهِ فيُطَوَّحَ به في مَطَارِحَ لا تليقُ بمؤمنٍ أبدًا فضلًا عن أنْ يكونَ محسنًا, فضلًا عن أنْ يكونَ للغفرانِ راجيًا.
فهذا هذا – عبادَ اللهِ! -, فليلةُ النصفِ فيها هذا الفضلُ, فيها عمومُ المغفرةِ إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ.
شكرااااااااااااااا على االموضوع بارك الله فيك
hiba-2016- بارك الله فيك |
وفيك بارك الله
رجل الفضاء شكرااااااااااااااا على االموضوع بارك الله فيك |
العفو اخي
وفيك بارك الله
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووور
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووور
العفو
بارك الله فيك