تخطى إلى المحتوى

من اخطر الجوانب الثقافية التي تواجهها مجتمعاتنا 2024.

لحمد لله
ثمة كثير من الأمور التي يتجاوز خطرها الفرد إلى خطورة كامنة على المجتمع كله : على ثقافته ، وأخلاقه ، وقيمه ، وعلى مستقبله المرهون بحاضره وماضيه ، ولكنَّ كُمونَ خطورتها تغرُّ بعض الناس حين يقيسها على مستواه الشخصي ، وهي في الحقيقة تؤثر فيه أوَّلًا ، ثم في غيره ثانيا .
ولعل من أخطر الجوانب الثقافية التي تواجهها مجتمعاتنا اليوم هي " الفن والتمثيل "الغير هادف ، فقد غدت البيوت اليوم رهينةَ تلك الشاشات الفضائية المشبعة بالمسلسلات ، والأفلام ، والمسرحيات ، وأبطال السينما والغناء والطرب ، ولا يكاد ينجو أحد من هذه البؤر المظلمة إلا القليل ،
ولو سألنا أنفسنا من أين وفدت علينا ثقافة الغرب الكافر بل الملحد ، ومن أين وفدت إلينا فنون العلاقات المحرمة بين الجنسين ، وما الذي أوقد سعار الشهوة والفتنة ، وكيف تسلَّلت إلينا عادات أمم تخبطت في الجهل واللذة والشهوة ، بل من أين تعلَّمَ أبناؤُنا الجريمة والقطيعة والتيه والضياع ، وما الذي حوَّلَ عقول وقلوب كثير من الناس إلى مسرحٍ للأوهام والأحلام الضائعة والأماني الكاذبة .
ولو سألنا أنفسنا أين ذهبت طاقات الشباب ، وفي أي شيء صرفت الأعمار ، ولماذا ضعف البناء ، وكثر الهدم ، وماتت الهمم ، وطغى سلطان الغفلة ، ما الذي تربى أبناؤنا عليه ، وشغل فكر فتياتنا ، بل وحتى كهولنا ، وما الذي خدَّر أمتنا عن العمل والإنتاج والريادة ، وساقها إلى واقعٍ مليئ بالحسرات والضعف والهوان ، لو بحثنا عن أجوبة تلك الأسئلة لوجدنا الجواب متمثلا وشاخصا في أقبح صوره في الملايين من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات والأغاني التي استحوذت على عقول كثير من الناس اليوم .
أليس لهذه الشاشات الدور الأكبر في طغيان هذا السلطان ، وهو طغيان يتضاعف مع الأيام نتيجة سيطرة النظرة المادية للكون كله ، حيث تقرر المفاهيم الغربية السائدة اليوم ، أن العالم مادة استعمالية للشهوة واللذة ، فينبغي استيفاء أكبر قدر من اللذة قبل الموت ، ولن يكون ذلك إلا بتفجير طاقات العالم لابتكار الفجور في أبشع وأشنع صوره التي عرفها التاريخ .
هل يريد المتابع لهذه الفئة من الناس أن يساهم في المسخ لكرامة الإنسان ، فضلا عن قيمه ودينه ومبادئه .
أليس لنا – ونحن المسلمون الموحدون لله عز وجل – من الطموح والأماني ما يشغل علينا أوقاتنا وجهودنا وأفكارنا عن متابعة أمثال هؤلاء ؟!
ألم يفتح الله لنا أبواب الحلال الكثيرة التي تبهج أنفسنا ، وتسعدنا وأهلينا السعادة الحقيقية البعيدة عن غضب الله وسخطه ؟!
أين هي الغيرة على محارم الله أن تنتهك ؟! وأين هي الحمية للفضيلة التي أصبح كثير منا مشاركا في حربها تحت أعذار التسلية وقطع الأوقات ؟!!
من يصدق زعم من يزعم من المتابعين أنه لا يحب هؤلاء الممثلين ولا يتشبه بهم ، أو لا يتأثر بهم ، وإنما يبحث عن التسلية فقط !!
إن كان المتابع شابا فأين سيذهب ببصره عن الصور شبه العارية ، وإن كانت المتابعة فتاة فأين ستذهب بنظرها ، وقلبها عن صور الرجال الفاتنة ومناظر العلاقات المحرَّمة ؟!
يقول الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ . لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ . وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) الحشر/18-21 .
ألا نعلم جميعا أننا محاسبون على أعمارنا ، مسؤولون أمام الله عن أوقاتنا وسني شبابنا ، فكيف سيجيبه من قضى الساعات الطوال منها في متابعة الساقطين من البشر ، وكيف سيكون موقف المسلم بين يدي الله تعالى حين يسأله عن قلبه كيف امتلأ بحب أصحاب المعاصي ، وخلا من حب الله عز وجل .
هل يبحث هؤلاء الذين يلهثون وراء أخبار الممثلين والممثلات عن السعادة في جنبات كلامهم وعاداتهم ، فإن كان كذلك فليشفق على نفسه ، وليوقن أنه لن يرجع إلا بالضيق والهم والنكد ، كحال هؤلاء الممثلين الذين نسمع عن انتحار بعضهم ، وغرق آخرين في المخدرات ، وتفكك أسرهم وأمراض آخرين منهم أمراضا نفسية ، وهم يتسترون بالابتسامات العريضة أمام شاشات التلفاز .
ولسنا نقول هذا من عند أنفسنا ، بل هي الحقائق تتحدث ، والقرآن يقرر ذلك في قوله سبحانه وتعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه/124 .
إن المحسنين والمصلحين والمخلصين ينتظرون اليوم الذي تقبل فيه الأمة بأغلبيتها على البناء والعمل ، وتنتشر بينهم الديانة والفضيلة ، وتستتر فيه المعصية أو تنعدم ، فلنكن جميعا عونا على قرب ذلك اليوم ، ولا نسخر أنفسنا في نصرة الشيطان وجنوده ,,,,,,,,اقتباس .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته… اما بعد … صحيح اخي فهذا المرض العضال هو اخطر ما تعاني منه المجتمعات الاسلامية.فهو كاسوسة في مخ الخشب تنخره حتى يخر و يتهادى و يسقط .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.