الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) (رواه مسلم)، ومدح الله -عز وجل- المؤمنين العاملين بما كان منهم من رجاء رحمته إذا عملوا، فقال: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ) (الإسراء:57).
تعريف الرجاء:
فالرجاء هو الاستبشار بجود الله وفضل الرب -تعالى-، والارتياح لمطالعة كرمه ومنته، فيعمل المؤمن العمل ويرجو القبول من الله، وإذا أذنب الذنب تاب ورجا التوبة وقبولها من الله.
الفرق بين الرجاء والتمني:
فالراجي: كمن يشق أرضه ويفلحها ويبذرها، ويرجو طلوع الزرع.
والمتمني: كحال من يتمنى أن يكون له أرض يبذرها ويأخذ زرعها.
وجاء في بعض الآثار: "ليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، وإن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، ويقولون: نحن نحسن الظن بالله، فلو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل"؛ فالرجاء لا يصح إلا مع العمل.
من هم أهل الرجاء؟
1ـ يرجون قبول أعمالهم: قال -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)(الأحزاب:21)، وقال: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف:110).
2ـ يرجون مغفرة ذنوبهم: ففي الحديث: (يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وقال -تعالى-: (وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ) (الإسراء:57).
ما جاء في الرجاء من الكتاب والسنة:
قال الله -تعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(الزمر:53)، قال على -رضي الله عنه-: "هي أرجى آية في كتاب الله". وقيل هي: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) (فاطر:32).
وقال زين العابدين: "هي قوله: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (الضحى:5)، فإن محمدًا لا يرضى أن يكون واحد من أمته في النار".
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَلا قَوْلَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي إِبْرَاهِيمَ: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) الآيَةَ، وَقَالَ عِيسَى -عَلَيْهِ السَّلام-: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: (اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلام- فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلا نَسُوءُكَ) (رواه مسلم).
فاللهم إنا نرجو رحمتك ونخشى عذابك، ونسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
المصدر
بارك الله فيك وجزاك خيرا
بارك الله فيك
يعطيك العافية..
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك …
لك مني أجمل تحية..
وفيكم بارك الله ,
شكرا لمروركم العطر.
جزاك الله كلّ خير أثابك الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف لا أرجو الذي لا يغفر الذنب سواه**جاء في القرآن منصوصا وكل قـد رواه
كيف لا أرجو الذي لا يغفر الذنب سواه**جاء في القرآن منصوصا وكل قـد رواه
لا ومن لا يغفر الذنب وإن جـل سواه**وسعيد من تلقى بصـدقٍ ورجـاهُ
ولذا اختص أولو العلم ومن قد اصطفـاه**بمزيد الخـوف لله مع وعد رضـاه
لو رجا الكافر أو خاف وقـاه وكفـاهُ**ذا رجائي فيه وإلا رجاء زورٍ لا أراه
ولذا اختص أولو العلم ومن قد اصطفـاه**بمزيد الخـوف لله مع وعد رضـاه
لو رجا الكافر أو خاف وقـاه وكفـاهُ**ذا رجائي فيه وإلا رجاء زورٍ لا أراه
بارك الله فيكم وجزاكم المولى خير الجزاء
و فيكم بارك الله و جزاكم الله خيرا على مروركم العطر.
بارك الله فيك.
بارك الله فيك وجزاك خيرا
اللهم إنا نرجو رحمتك ونخشى عذابك، ونسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
بارك الله فيك وجزاك خيرا