ولد أحمد تينة سنة 1933 ببطام ، انتقل إلى الجزائر العاصمة سنة 1953 حيث التقى بابن عمه تينة سليمان واشتغل بمذبح الرويسو(العناصر حاليا) وتعرف بالمدعوين شتوح حمود و شتوح المكي اللذان كانا يشتغلان معه في نفس المذبح وهم من نفس العرش مما زاد في توطيد العلاقة بينهم وأثمرت تلك العلاقة بانضمامه إلى حزب الشعب وكانا هما السبب الرئيسي حيث كانا ناشطان ضمن خلايا هذا الحزب.
للإشارة فالمجاهدان شتوح حمود والمكي انضما إلى جيش التحرير واستشهدا في معركة التحرير ، وبعد مكوثه بالجزائر العاصمة وتشبعه بأفكار حزب الشعب و أدرك أن النضال هو السبيل الوحيد لمحاربة الإستعمار .
عاد إلى مدينة بسكرة حيث العائلة سنة 1955 وبدأ يلتقي بمناضلي بسكرة وتزامن ذلك مع عودة أخيه تينة رابح من الخدمة الإجبارية . لاحظ عليه الأخ الأكبر تغيرا كبيرا في طريقة تفكيره وغضبا شديدا مكبوتا في داخله من همجية الاستعمار و تأثرا كبيرا للحالة المزرية التي كان يعيشها الناس من فقر وأمراض متفشية.
وصادف يوما كانا الأخوان يسيران فقال الشهيد أحمد لأخيه رابح: هل تعرف هذا الشيخ؟ فأجاب: بـ لا ، فأخبره بأنه والد العربي بن مهيدي المناضل الكبير ، ثم استرسل في الحديث عن حزب الشعب الذي كان معجب بأفكاره ثم الانشقاق الذي حصل بين اللجنة المركزية عن المصاليين عام 1953 في بروكسل .
كان الشهيد أحمد يعمل في دكان العائلة الكائن بحي سطر الملوك تستغله العائلة لتجارة المواد الغذائية ، فاقترح الأخ الأكبر رابح على أخيه أحمد أن يشتغل معه في شركة الطرقات وقام بالتوسط له عند صاحب العمل المهندس الفرنسي دروناك Dornek، فبدأ يشتغل ويعمل بجهد لكن هذا المهندس الفرنسي كان يضاعف له العمل مما أثار سخطه لأنه كان يحس أن مكانه في النضال وليس لتلقي أوامر من فرنسي مستعمر يكره بالفطرة فتجادلا في إطار العمل فثار في وجهه وألقى برفشه وغادر العمل ، وعاد إلى متجره وكان شغله الشاغل كيف ينضم إلى جيش التحرير شأنه شأن أخيه رابح.
وفي يوم 06 جوان 1956 أحضر له أخيه رابح مسدسا بعد أن قام بعملية فدائية قصد إخفائه وكعادة الاستعمار وعيونه بعد كل عملية يستعرض قوته في الأبرياء وقام بمداهمات وحملات تفتيشية وحشية أسفر عنها اعتقاله ومورست عليه أقسى عمليات التعذيب وتعرض لجلسات استنطاق وحشية ، ليقر لهم بمكان أخيه رابح الذي التحق بجيش التحرير الوطني بعد تنفيذ العملية ومكان السلاح الذي نفذت به العملية، وبعد ذلك قاموا بتكبيل يديه ورجليه ووضع في صندوق السيارة لعدة ساعات وعند إخراجه دخل في غيبوبة لعدة أيام ثم رحل إلى سجن باتنة وحكم عليه بسنتان ونصف ، و أثناء فترة سجنه كان الاستعمار يحمله جهاز لا سلكي يزن 30كلغ خلال عملياته العسكرية ودام هذا الحال مدة 6 أشهر.
أطلق سراحه سنة 1959 فرجع إلى بسكرة بعد أن أجبر على أن يكتب تعهدا بأن لا يعود إلى العمل الثوري ، وفي بسكرة كان يوقع على حضوره يوميا في مركز الدرك الفرنسي.
لكن هيهات للاستعمار أن يروض الرجل فبعد مدة قصيرة اتصل به الرقيب الأول السياسي عبد المجيد رماضنة الذي كلفه بلجنة بسكرة مع ثلاث مناضلين آخرين المدعويين المبروك بن زيان فارس الطاهر وإبراهيم البرجي.
إلا أنهم كانوا مراقبين من أعوان الاستعمار وبالأخص العميل الخائن قمري بورقعة فوشى بهم والقي القبض عليهم وعذبوا ، ولاقى الشهيد أحمد كل أصناف العذاب وأعدم بوحشية هو ورفاقه رميا بالرصاص في يوم 19/08/1959 في واحة نخيل داخل مدينة بسكرة بالقرب من مقبرة البخاري(رأس القرية).
فرحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جنانه والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
صورة الشهيد البطل مرفقة
tina.ahmed.jpg (6.6 كيلوبايت, المشاهدات 12) |
شكررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا
tina.ahmed.jpg (6.6 كيلوبايت, المشاهدات 12) |