تخطى إلى المحتوى

– مكتبة من الزّمن الجميل 2024.

  • بواسطة

– مكتبة من الزّمن الجميل
إهداء: إلى آل " ابن حمانة" الرّساليين الطّيّبين والذين لايزالون على عهد جمعية العلماء، حاملين رسالتها بين ثنايا القلوب والكتب التي ازدانت بها مكتبتُهم العامرةُ العتيقة العريقة .. أهدي هذه السّطور..
البشير بوكثير
مكتبةٌ تضاهي سوقَ الورّاقين ببغدادَ وأصفهان، مُبرقشة العناوين دانيةُ القطوف والأفنان، مُتوشّحة بألَق إحياءِ الفكر والجنان ، رُتِّبتْ رفوفُها، ونُضّدتْ صفوفُها ، وجُمِعتْ أسفارها وصُنوفها بنظامٍ وإتقان، أبدعتْ فيها أناملُ ورّاقٍ فنّان، فأضحت الأصالة لها عنوان.
تجوّلتُ بين رياضها، وارتحت بين غياضِها، فوجدتني ذائدا عن حياضِها ، لأنّي شممتُ في الطروس عبق الريحان، وتضوّعت من قراطيسها السّوسن والأقحوان، ولو عاصرَها الجاحظيّ لاتّخذَها أحسنَ مكان، في ذلك الزّمان .
جمعتْ علوم العرب، وازدانت بجواهر اللغة والأدب، فلا غروَ أن يجدَ فيها الطالب المبتغى والأرَب، وسجعتْ قماطرُها بسيرةِ الأنبياء والأصحاب،كما احتفتْ بدهاقنة جمعيّة العلماء ذوي المراتب والألقاب ، ورفعتْ من قدرِ قادة الفكر والرّأي والصّواب، وبــزّتْ مكتباتِ الكرخِ والرّصافة ، لما تنشره من تنوير وثقافة، فكانت البلسم النّادرَ النّفيس، للعليل التّعيس ، فهي نِعم الأنيس، وخير جليس.
يذود عن حماها ثلاثةُ فرسان، صاروا لها الشّارةَ والعنوان، وجوههم حِسان، كأنّها الدّرّ أو قطع الجُمان، تلمع فتنير دروب الضّالِ الظّمآن، وتذكّرك بالنّشامى الصِّيدِ الفرسان، من قبائل الأوس و الخزرج وغطفان،في ذاك الزّمان، الحافلِ بالسّخاء والعنفوان.
إنّهم من البقيّة الصالحة الرّنّانة، لجمعية العلماء الطّنّانة ، بهم صارت المكتبة الحضارية مزدانة. أخلاقهم مُحمّديّة ، ومكارمهم حاتميّة، وشجاعتهم مخزوميّة، وأرومتهم قحطانية عدنانية، وأصلابهم جرهميّة، وعفّتهم عُذريّة.
استقبلوني بالأحضان، حين عرفوا أنّي مولعٌ بالبيان، وبتراث ابن باديس والإبراهيميّ وشيْبان، ووضعوني في بآبىء العيون ثمّ أغلقوا الأجفان، فما شعرتُ بالأمان، إلاّ وأنا بين هؤلاء الفرسان، فكيف لا أشدو بحبّهم في كلّ النّوادي والنّجود والوديان؟
-ملاحظة:
المكتبة الحضاريّة طريق زمورة حي عبد المؤمن مقرّ الولاية القديم برج بوعريريج
الهاتف: 03 10 73 035

بارك الله فيك استاذنا بوكثير

الله يبارك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rachidsl الجيريا
بارك الله فيك استاذنا بوكثير

وفيكم بركة أخي الفاضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.