السؤال
هل علاقة الدال بالمدلول ذاتية ضرورية أم اعتباطية تحكمية ؟
ا – اميل بنفنيست E. Benveniste عالم لسانيات فرنسي يرى في كتابه ( مشاكل اللسانيات العامة)ان علاقة الدال بالمدلول ضروريـــــــة و ذاتيـــــــــــة الى درجة انه يستحيل الفصل بينهما يقول ( الدال و المدلول ، الصورة الصوتية و التمثل الذهني هما في الواقع وجهان لأمر واحد و يتشكلان معا كالمحتوي و المحتوى)
الحجة/ ان العلامة اللسانية بنية موحدة يتحد فيها الدال بالمدلول ، بدون هذا الاتحاد تفقد العلامة اللسانية هذه الخاصية ، كل كلمة تدل على معنى ، وتستحضر صورتها في الذهن ، و كلما كررنا نفس الكلمة ظهرت نفس الصورة مثل لفظ ( ثور) الذي يستحضر في الذهن صورة هذا الحيوان العشبي ،و لا يستحضر صورة حيوان آخر، إذ أصبح اللفظ يطابق ذات الشيئ في العالم الخارجي
عندما نقول مسطرة فلأنها تسطر ، و محفظة أنها تحفظ الأدوات ، سيالة لانها تترك سائلا ، و كذلك بالنسبة للفظ مثلث فلأنه يتكون من ثلاثة أضلاع ، و مربع لأنه يتكون من أربعة أضلاع و دائرة لأنها دائرية ….، فكل لفظ يعكس طبيعة الشيئ و يعبر عن هويته و لم يوضع بطريقة عشوائية
عندما يستقبل الذهن كلمة مجهولة يرفضها باعتبارها غريبة لا تحدث أي تصور و لا توحي باي معنى يقول ( ان الذهن لا يحتوي على أشكال خاوية )
و لو كانت العلاقة بينهما اعتباطية لاستحدث كل فرد لغة خاصة يتحدث بها لكن الأمر لا يجري على هذا النحو ، الكل يضطر الى التحدث بلغة القوم ، و استعمال نفس الإشارات الصوتية حتى يتم التواصل بينهم ،
*نقد و مناقشــــــة / لو كانت علاقة الدال بالمدلول ضرورية و ذاتية لما استطاع الإنسان أن يغير تسمية الأشياء عند الحاجة . و كيف نفسر تعدد المعاني لنفس اللفظ مثل لفظ مغرب ، فقد يعني وقت الصلاة من جهة ، و بلد عربي من جهة ثانية ، لفظ عادل فهو صفة الإنصاف من جهة و اسم علم من جهة ثانية …
ب- فردنان دوسوسير F.Dessaussure (عالم لسانيات سويسري) يرى ان علاقة الدال بالمدلول اعتباطيــــــــة و تحكميـــــــــــة ، بمعنى ان الإنسان هو الذي يسمي الأشياء كما يشاء دون أن تكون لهذه الأسماء علاقة ضرورية و ذاتية بتلك الاشياء ، فما سمي قمرا على سبيل المثال كان من الممكن أن يسمى شمسا فنحن نسميه كذلك بحكم العادة لا غير
و الحجة هي ان الإشارات الصوتية التي يتكون منها لفظ قمر (ق- م- ر) يمكن ان نجدها في ألفاظ أخرى مثل قلم ( ق- ل- م) و بالتالي لا تعبر هذه الإشارات عن هوية الأشياء فلا شيئ يجمع القمر بالقلم
و يعطي دوسوسيـــــر مثالا عن لفظ (أخت ) فلا نجد أي صلة بين سلسلة الأصوات ( أ. خ . ت ) و الصورة التي تحصل في الذهن إذ بإمكاننا استبدالها بإشارات صوتية أخرى دون ان تتغير الصورة كان نقول بالفرنسية (sœur ) و بالانجليزيــــة
Sister )
أن العلاقة بين الدال و المدلول اعتباطية لان المعنى الواحد يمكن أن نعبر عنه بألفاظ مختلفة مثل البحر هو اليم ، و السيف هو الحسام ، و القط هو الهر، و الأسد هو الغضنفر و الضرغام و الليث ، و ملك الغابة ..الخ
و فلو كانت الأشياء هي التي تفرض الاسم بحكم طبيعتها لكانت لغة البشر واحدة ، و لما تعدد ت .فاللسان العربي غير اللسان الفرنسي و غير اللسان الألماني
نقد و مناقشـــــــة / لو كانت علاقة الدال بالمدلول غير ضرورية فكيف نفسر الألفاظ التي تعبر عن طبيعة الأشياء مثل مواء القط ، نقيق الضفدع ، هديل الحمام و أيضا خرير المياه ، هدير البحر ، و غيرها ، و كيف نفسر استخدام الألسنة لنفس الألفاظ تكنولوجيا ، بيولوجيا ، سيكولوجيا أو ديمقراطية ، ديكتاتورية ، ليبرالية …..
الحل/ العلاقة تكون في البداية أي في نشأة الكلمة اعتباطية ثم تتحول مع الوقت و مع كثرة الاستعمال الى علاقة ضرورية
لا تنسونا بالدعاء
اخي العياشي…الا يجب ضبط التصورات في المقدمة..ونعيد صياغة الاشكال قبل عرض القضية و نقيضها..؟؟
…ما لاحظته هو دخولك المباشر للموضوع
تحياتي
جزاك الله خيرااا
بارك الله فيك شكرا اخي
mercéééééééé
سبحان الله وبحمده
شكراااااااااااااااا أخي الله ينور دربك
والله لن تجدو اروع من مقالة الدال و المدلول الا في هذا القرص
بارك الله فيك اخي
رقم التشغيل
بارك الله فيك