المقدمة: إذا كان الإدراك معرفة على أي أساس تعتمد هذه المعرفة هل تعتمد على فاعلية الذات المدركة أم على بنية الموضوع المدرك؟
التحليل:
الموقف الأول: النظرية العقلية و يمثلها كل من "ديكارت و آلان" حيث يتميز ديكارت الذي يعتبر أن الإحساس حالة ذاتية فإن الإدراك يكون بواسطة أحكام تنطبق على الشيء تمام الانطباق و منه فالإدراك عمل عقلي بحت.
البرهنة =إن الطفل في بداية الأمر لا يميز بين الأشياء و لا يستطيع الحكم عليها لأنه في حالة إحساس فقط و لا مع النضج العقلي من جهة و من جهة أخرى ينتهي الى الحكم على الأشياء = يقول آلان ليس الإدراك إحساسا بل هو نشاط عقلي تساهم فيه وظائف عقلية كالتذكر و التخيل و الذكاء فقد أرى شكلا و احكم عليه بأنه مكعب رغم أني لا أرى سوى ستة أضلاع و ثلاث سطوح في حين ان للمكعب ستة سطوح و اثنا عشر ضلعا= خداع الحواس حيث ان الحواس كثيرا ما تخطئ في تقدير الأشياء و العقل هو الذي يعطينا صورتها الصحيحة = البعد الثالث: وهو بعد عقلي لأن الحواس لا تعطينا إلا بعدين فقط هما الطول و العرض.
نقد النظرية: لا يمكن نفي دور العقل في عملية الإدراك لكن في نفس الوقت لا يمكن التقليل من شأن الحواس فهي نوافذ العقل على العالم الخارجي
الموقف الثاني: نظرية الجشطالط: حيث ترفض هذه النظرية التمييز بين الإحساس و الإدراك و تراهما شيئا واحدا.
البرهنة لأن العوامل الموضوعية تفرض نفسها على الذات المدركة فتحد من نشاطها و من قدرتها على التأويل و هذه العوامل هي: = عامل التقارب= عامل الاتجاه المشترك = عامل الشكل و الأرضية.
نقد البرهنة لقد أصابت الجشطالط حين ركزت على بنية الموضوعات المدركة لكنها أخطأت حينما قللت من شان الذات و فاعليتها، فالعقل حين يستقبل موضوعا ما يستجيب له بكل وظائفه
التركيب: إن عملية الإدراك إنما هي تكامل بين فاعلية الذات من جهة و بنية الموضوع من جهة أخرى، وأي خلل يصيب أحدهما يجعل المعرفة غاية في الصعوبة
الخاتمة: إن الإدراك لا يتوقف على فاعلية الذات فقط.