مقدمة :
إن اختيار الطريقة المناسبة لتدريسالمحتوى لها أثر كبير في تحقيق أهداف المادة وتختلف الطرق باختلاف المواضيع والموادوبيئة التدريس، ولكن نلاحظ أن واقع التعليم الحالي في مدارسنا يعتمد على استخدامالطرق التقليدية.
ونحن هنا بين مؤيد ومعارض للتنويع في استخدام طرق التدريسالحديثة مع محتويات المنهج الحالي، ففريق يرى بأنه لا يمكن أن نستخدم غير الطرقالتدريسية التقليدية في ظل وجود مثل هذه المحتويات. وفريق آخر يرى بتعدد طرقالتدريس لأهميتها وفوائدها. ومن هذه الآراء سنصل إلى أهم المعوقات التي حالت دوناستخدام وتنوع الطرق التي يستخدمها المعلم مع محتويات المنهج الحالي. مع ذكر الحججالمؤيدة، والحجج المعارضة، لنصل إلى خطوات المعالجة، والمقترحات، و التوصيات لهذاالموضوع.
المنهج:
عرفه الرائد(1987هـ) لغويا ًعلى "أنه الطريق البينالواضح"ص1447 وفي لسان العرب لأبن منظور( د.ت)" نهج الطريق أي وضح واستبان، وقدجاء تعريفه على أنه انتقاء وتنقية"ص896.
أما المفهوم الشامل للمنهج فعرفهالسبحي و بنجر(1997م) على " أنه جميع الخبرات التي يتعرض لها المتعلم تحت إشرافالمدرسة من أجل تحقيق أهداف معينة مرسومة من قبل"ص14. ويقصد بالمنهج كل ما يقدمللمتعلم من خبرات تحث إشراف المدرسة للوصول إلى تحقيق أهداف مرسومة منقبل.
طرق التدريس الحديثة:
أورد الهيجاء(2017م) تعريف هايمان لطريقةالتدريس على "أنها نمط أو أسلوب -يمكن تكراره- في معاملة الناس والأشياء والأحداثموجها- توجيهاً مقصوداً وواعياً- نحو تحقيق هدف ما"ص171،نجد بأن هذا التعريف عاماًلطريقة التدريس. وعرفها الخليفة(2017م) بشكل أكثر دقة"بأنها مجموعة من إجراءاتالتدريس المختارة سلفاً من قبل المعلم، والتي يخطط لاستخدامها عند تنفيذ التدريس،بما يحقق أهداف التدريسية المرجوة بأقصى فعالية ممكنة، وفي ضوء الإمكانياتالمتاحة"ص168. ويمكن أن نعرفها بأنها مجموع الأنشطة و الإجراءات غي التقليدية التييقوم بها المعلم بالتعاون مع التلاميذ في مختلف المواقف التعليمية بهدف إكسابالمتعلمين عدة خبرات تربوية لتظهر آثارها عليهم كمحصلة للعملية التربوية والتعليمية
محتويات المنهج:
عرف اللقاني(1994م) المحتوى على "أنه المعالجةالتفصيلية لموضوعات المقرر، فان كان المقرر قد حدد ووضع في فهرس الكتاب، فانالتناول التفصيلي لهذه الموضوعات كما وردت في الكتاب المدرسي هي التي يطلق عليهامحتوى المنهج"ص16، من هذا التعريف نجد بأنه حدد المحتوى بتفصيلات مواضيع المقررالدراسي. ويقول الخليفة(2017م) بأنه يقصد بمحتوى المنهج "نوعية الخبرات التعليمية– الحقائق والمفاهيم والتعليمات والنظريات- والمهارات والوجدانيات التي يتم اختيارها،وتنظيمها على نمط معين، لتحقيق أهداف المنهج التي تم تحديدها من قبل"ص153، وهذاالتعريف يتفق مع سابقة ولكنه وضح تفصيلات المواضيع بالحقائق و المفاهيم والتعليماتوالنظريات والمهارات والوجدانيات. .
المعوقات:
عرفها الثقفي نقلاًعن معوضة بأنها مجموعة المشكلات أو الصعوبات الفنية والمادية والإدارية والإشرافيةالتي تحول دون استخدام المعلم لطرق التدريس الحديثة في المواقف التعليميةالمختلفة.ص11
هي المشكلات أو الصعوبات المختلفة التي تحول دون استخدامالمعلم لطرق التدريس الحديثة مع محتويات المنهج الحالي.
ويمكن تحديدالمشكلة في المعوقات التي حالت دون استخدام طرق التدريس الحديثة- المناقشة، حلالمشكلات، العرض…الخ- والاكتفاء بالطريقة التقليدية طريقة المحاضرة، والعرض – بعضالأحيان- مع محتويات المناهج الحالية في مدارس الملكة العربية السعودية.
الأهداف:
· التعرف على الأسباب التي أدت إلى الاكتفاء بطرق التدريسالتقليدية دون غيرها مع محتوى المناهج الحالية.
· الوصول إلى توصيات تساعدإلى استخدام طرق التدريس الحديثة.
· الوقوف على الحجج المؤيدة، والحججالمعارضة حول هذه المشكلة.
· إيجاد حلول لهذه المشكلة.
الأهمية:
· الوصول للمعوقات التي حالت دون استخدام الطرقالحديثة مع محتويات مناهجنا الحالية.
· توجيه اهتمام المختصين بتطويرمحتويات مقررات مدارسنا للأفضل والابتعاد عن المقررات التي تهتم بالمعرفةفقط.
· لفت الانتباه لوجود كتاب المعلم الذي يعين المعلم على استخدام الطرقالمناسبة لكل موضوع.
نبذة عن المشكلة:
إن طرق التدريس الجيدة تثير اهتمامالطلاب وتدفعهم للتعلم وتشوقهم للمعرفة، كما أنها تدفعهم للمشاركة مع المعلم،وتراعي الفروق الفردية، وتساعد في تحقيق أهداف المنهج، وتتفق مع طبيعة النشاطالعقلي للطلاب(عبدالسلام،2017م،ص70-71). وطبيعة المحتوى تفرض على المعلم اختيار طرقتدريسه، وهناك محتويات يغلب عليها الطابع النظري، وأخرى يغلب عليها الطابع العلميأو التجريبي، وتنبع المشكلة في أن محتويات المواد الدراسية التي تدرس الآن تميل إلىالطابع النظري الكثيف، والذي يركز على صب المعلومات في عقول المتعلمين، وحول هذهالمشكلة نجد فريقين أحدهم يرى بأن هذا المحتوى لا يمكن أن يستخدم معه إلا الطرقالتقليدية، و فريق آخر يرى بتعدد طرق التدريس لأهميتها من حيث الدافعية والتشويقوغيرها من الفوائد التي يرونها.
ولأهمية هذا سيتم البحث عن أهم الأسباب التي أدتإلى هذه المشكلة و معرفة الحلول الممكنة لتلافيها.
الحجج المؤيدة لاستخدامطرق التدريس الحديثة:
· إن تعدد طرق التدريس الحديثة تنمي التفكير العلميلدى المتعلمين، والعمل الجماعي، والقدرة على الابتكار و الإبداع، وتواجه الفروقالفردية بين الطلاب.كما أنها تواجه المشكلات الناجمة عن الزيادة الكبرى في أعدادالمتعلمين.
· إن الاقتصار على الطرق التقليدية لا تتيح الفرصة أمام الطلابللقيام بأية أنشطة تعليمية وبالتالي يصبحون سلبيين.
· الطرق التقليدية تهملمهارات البحث والقراءة والإطلاع، و إبداء الرأي، والمناقشة عند الطلاب.
الحججالتي تعارض تعدد طرق التدريس مع المحتوى الحالي:
· لا ينكر أحد أهمية التنوعفي طرق التدريس، ولكن المقررات الدراسية المزدحمة بالمعلومات والمعارف، ومع الأعدادالكبيرة من الطلاب في الصفوف الدراسية فإنه لا يتناسب مع هذا المحتوى إلا الطرقالتقليدية، والمتمثلة في طريقة الإلقاء، وطريقة العرض.
· حتى يتمكن المعلممن إنهاء المقررات النظري الكثيفة يتوجب عليه استخدام الطرق التقليدية فيالتدريس.
· في ضل وجود أعدا كبيرة داخل الصف فإن المعلم لا يستطيع متابعةبحوث الطلاب، ومراجعة قراءاتهم، وترك المجال أمام هذا العدد لإبداء الرأيوالناقشة.
خطوات المعالجة:
· تغيير محتويات المناهج في التعليم العامبما يتلاءم مع التطورات الحديثة، والابتعاد عن التركيز على الكم المعرفي الكثيفالذي يهمل النمو الشامل للمتعلمين.
· إشراك الطالب، وولي الأمر، والمعلم معالمختصين في إعداد محتويات مناهج مراحل الإعداد العام في مدارسنا.
· التقليلمن الكم الكبير من المعارف والعلوم والتركيز على تنمية جميع جوانب الشخصية لدىالطالب في التعليم.
· استخدام جميع الطرق الحديثة التي تتلاءم مع محتوياتالمنهج.
المقترحات:
· أجراء دراسة توضح طرق التدريس المستخدمة معمحتويات المناهج الحالية.
· إجراء دراسة تحليلية لبعض محتويات المناهجالدراسية في مختلف مراحل التعليم العام ومعرفة الطرق الملائمة لتدريس هذهالمحتويات.
· إجراء دراسة لمعرفة أسباب عزوف المعلمين عن التنوع في استخدامطرق التدريس.
التوصيات:
· فتح المجال للتأليف وبث روح المنافسةبين المختصين لأعداد كتب للمعلم تتضمن طرق تدريس تتلاءم مع محتوياتالمنهج.
· إعداد كتاب للمعلم مصاحب لكل مقرر دراسي يتضمن طرق التدريسالمناسبة لكل موضوع من مواضيع المقرر.
· عقد دورات للمعلمين للاستفادة منكل ما هو حديث في مجال طرق التدريس.
طالب دراسات عليا – مناهج وطرق تدريس تربيةفنية
فهرس المصادروالمراجع:
1. ابن منظور،أبي الفضل جمال الدين(د.ب): لسان العرب،بيروت،دارصادر.
2. الخليفة، حسن جعفر(2017م): المنهج المدرسي المعاصر المفهوم. الأسس. المكونات. التنظيمات، الرياض، مكتبة الرشد ناشرون.
3. الرائد،جبرانمسعود(1978م): معجم لغوي عصري،بيروت،دار العلم للملايين.
4. السبحي،عبدا لحيأحمد و بنجر،فوزي صالح،(1997م): أسس المناهج المعاصرة، جدة،مكتبة دارجدة.
5. عبدا لسلام، عبدا لسلام مصطفى(2017م): أساسيات التدريس والتطويرالمهني للمعلم، المنصورة، إياك كوبي سنتر.
6. اللقاني، أحمدحسين(1994م):المنهج :الأسس، المكونات، التنظيمات، القاهرة،عالمالكتاب.
7. الزهراني، سعد أحمد معجب(2017م):المعايير الشخصية والمهنية فيأختيار المشرف التربوي بين الواقع والمأمول،رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أمالقرى، مكة المكرمة.
8. الهيجاء،فؤاد حسن(2017م): أساسيات التدريس ومهاراتهوطرقه العامة،عمان، دار المناهج.
منقول من الأنترنيت مدرسة بوناب مختار غريس
شكرا جزيلا على ما قلتم.حسب رأيي الخاص/التدريس بالمقاربة بالكفاءات أكبر عنصر فعّال هو المتعلّم.