اقرا هذا الموضوع فقد يفيدك في هذا المجال
مصطلح شجرة النسب: آدابه وأحكامه
أ. الشريف محمد الصمداني
التاريخ:9/18/2017
حفظ النسب من مقاصد الشرع الشريف، وقد تنوّعت طُرقه في إثبات الأنساب، وحمايتها من عوامل الضياع والادعاء. والناظر في أحوال الناس يجد أنهم يحفظون أنسابهم بعدة وسائل وطرائق، فهناك من اكتفى بالروايات، وهناك من نحت اسمه منسوبًا إلى قبيلته على أحجار المقابر والشواهد، وهناك من ذكر المآثر والأجداد العظام في قصائد الشعر، وهناك من كتب وصنّف في أنساب قومه. ومن الوسائل القديمة وسيلة: "صنع شجرة النسب". ما هي "شجرة النسب"؟ وما معنى "الشجرة" في الاصطلاح؟ ومن أول من صنع الشجرة؟ وما آدابها وأحكامها؟
هذه المقالة المختصرة تجيب عن شيء من تلك التساؤلات، ويحاول كاتبها من خلال جُمَلِها التأصيل لمصطلح "شجرة النسب". وقد كانت على النحو الآتي:
– الأصل اللغوي.
– المعاني الاصطلاحية للفظ "الشجرة".
– الشجرة وما يرادفها عند النسابين.
– أولية التشجير في النسب لمن؟
– التشجير صنعة لها آداب.
– آداب وأحكام في صنع الشجرة.
– خطوات عمل الشجرة.
– الفروق بين المبسوط والمشجر في النسب.
– حكم العمل بالشجرات؟
– الأصل اللغوي:
فَلاَجاء في القرآن الكريم: . وقوله:وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وغير ذلك من المواضع. وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ، وقوله:
قال ابن فارس: "الشين والجيم والراء أصلان متداخلان، يقرب بعضهما من بعض، ولا يخلو معناهما من تداخل الشيء بعضه في بعض، ومن علو في شيء وارتفاع" أهـ(1).
وفي لسان العرب: "ويقال: فلان من شجرة مباركة، أي من أصل مبارك"(2). وفيه أيضًا: "والمشجَّر من التصاوير: ما كان على هيئة الشجر؛ وديباجٌ مشجّر: نقشه على هيئة الشجر". أهـ(3).
وورد في السنّة المشرّفة ما يدلّ على تمثيل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم للإنسان بالخط على الأرض، ودليل ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مسعود قال: "خطّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم خطًّا مربّعًا، وخطّ خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخطّ خططًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: "هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به -أو: قد أحاط به- وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا"(4).
وورد في السنّة المطهّرة أيضًا ما يدلّ على تشبيه الإنسان ببعض أنواع الشجر، فورد تمثيل المؤمن بـ"النخلة"، و"خامة الزرع"، وورد تمثيل الكافر والمنافق بـ"شجرة الأرز"، و"الريحان"، وغير ذلك من الآثار.
وذكر أحمد تيمور في معجم الألفاظ العامية أنّ العامة، تقول للشجرة: "سجرة، ولكنها تطلق الشجرة على الحشيش كناية، ويقولون: فلان بيشجَّر، أي: يدخّن الحشيش؛ كأنهم جعلوه اسمًا بالغلبة"(5).
– المعاني الاصطلاحية للفظ "الشجرة":
توارد جمع من أرباب الفنون والمعارف على استخدام هذا اللفظ وما يقاربه، ليدللوا به على معانٍ تخصهم. من أولئكم: معاشر النسابين، والشعراء، والصوفية، والأطباء.
والاستعمال عندهم لمصطلح "شجرة النسب" على النحو الآتي:
1- مفهوم "الشجرة"، و"المشجر" عند النسابين:
تقدّم أن "ش ج ر" أصلان متداخلان يدلاّن على: تداخل، وارتفاع. ومن هنا حكى بعضهم أنّ مأخذ "التشجير" مأخوذ من: "السبط"، وهو: ضربٌ من الشجر، فجعل الأب الذي يجمعهم كالشجر الذي يتفرع عنه الأغصان الكثيرة، ولذلك ينقش شكل الشجر في الأنساب"، قاله ابن فندق البيهقي(6).
ومع أنّ الشجرة تستخدم في ألفاظ وكلام النسّابين كثيرًا، إلا أنني لم أعثر على مَن عرّفها تعريفًا اصطلاحيًّا، فكأنهم اكتفوا بما هو متقرر من معناها اللغوي. ويمكن للمرء أن يقول "شجرة النسب": ورقة مفردة في نسب قوم ما دون غيرهم، منسوبين إلى رجل واحد، فرعت أنسابهم من أعلى أو أسفل على هيئة شجرة أو ما يشبهها، يتبين من النظر فيها اسم كل فرد وعقبه، وكيفية اتصال نسبه بذلك الرجل المنسوبين إليه.
وقد يطلق على "الشجرة" أنها: "كتاب"، كما وقع في كلام أبي حامد الغزالي في فضائح الباطنية(7)، وكما في اللباب(8) لابن الأثير، حيث نصّا على: "كتاب الشجرة"، لما ذكرا نسب إسماعيل بن جعفر، وربما قصدا "المشجر"؛ لأنه على هيئة كتاب، وسيأتي الحديث عنه بعد قليل.
وقال بعضهم: إنّ طريقة أهل الشام والحجاز في كتابة الشجرة من أعلى إلى أسفل، وأهل العراق بالعكس(9). والمعروف من عادة أهل الحجاز في شجراتهم القديمة والحديثة أنها من أسفل إلى أعلى. وقد اطلعت على بعض الشجرات الحديثة لأهل فلسطين وغيرها من بلاد الشام، فرأيتها من أعلى إلى أسفل، فيبدو أنّ هذا من عادة أهل الشام فحسب، على أنها مخالفة للأصل اللغوي لمادة "شجر"، إذ الشجر ينبت من أصل إلى أعلى لا العكس.
تنبيه: المقصود من الشجرة عند معاشر النسّابين وصل الأسماء من أسفل على أعلى بـ:"ابن"، ثم يذكرون الأسماء، هذا هو المتبادر، وهو الذي يوجد في شجرات النسابة، كشجرة أبي قناع، وشجرات الزبيدي وغيرهما، ولا يرسمون أوراق الشجر مجردة، ويضعون فيها الأسماء، كما هي عادة كثير من العصريين؛ فهذا خلاف عمل المتقدمين، والأَولى متابعة مَن تقدّم، فإنّ إثبات لفظ "ابن" مِن سُنن العرب، وترْكها من عادة العجم، فلا ينبغي ترْكها في كتابة الأنساب.
وبسبر كلام متقدّمي النسابين نجد ألفاظًا مقاربة للفظ "الشجرة"، وهي تحتاج إلى تبيين وتوضيح لضرورة ضبط الاصطلاح. فمن ذلك:
1- جريدة النسب: كقولهم -مثلاً- في جرائد العلوية(10): "جريدة الري"، و"جريدة نيسابور"، و"جريدة طبرستان"، و"جريدة أصفهان"، و"جريدة الكوفة العتيقة"(11)، و"جريدة البصرة العتيقة"(12)، و"جريدة شيراز"(13)، و"جريدة بغداد"(14). واستعمل هذا اللفظ حتى أصبح للحمام: "دفاتر بأنسابها، كأنساب العرب". وقد بالغ العبيديون القرامطة في العناية بالحمام حتى "أفردوا له ديوانًا وجرائد بالأنساب".
وهذه الجرد يحتمل أن تكون على هيئة "الديوان" -إذا اعتبرنا الأصل اللغوي لمادة "جرد"- فهي إثبات مجرد لأسماء من ينتسب إلى فلان وأسماء آبائهم كما في "ديوان الجند"، و"ديوان عمر"، ونحو ذلك. وفي كلام بعضهم ما يشير إلى أنّ هناك فرقًا بين "الجريدة"، و"الشجرة"(15). وهذا هو المناسب لمعنى مادة "جرد"، فإنّ "الجيم والراء والدال أصل واحد، وهو بدو ظاهر الشيء حيث لا يستره ساتر…"(16)، فتكون "جريدة النسب" إذًا كالديوان الذي تسجّل فيه الأسماء ظاهرة، فتعرف من أولها، فلا تحتاج إلى نظر خاص، كما يحصل لمن ينظر في "الشجرة"، فإنه يحتاج أن ينظر في الأصول والبطون ويتابع تسلسلها لمعرفة مكان شخص ما فيها.
ولهذا يذكر النسّابون في "جرائدهم" بعض أسماء مَن لا يتحققون أمره، لكنهم لا يثبتونه في "المشجرات"(17).
وقد يسمّي بعض النسابة مشجراتهم بديوان النسب، وهم إنما يعنون "الشجرة"، ولكن هذا قليل فيهم، ولم أجده إلاّ لأبي القاسم علي بن الحسن ابن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد بن علي المرتضى، فإنه ألّف مشجرة سمّاها: "ديوان النسب"، نقله ابن عنبة عن ابن معية في عمدة الطالب(18).
2- مُشَجَّر النسب: يحلى باللام أحيانًا، فيقال: "المشجر في النسب". وهو إما أن يكون تأليفه ابتداءً على هيئة مشجّر، أو أن يعمد أحد النسابين إلى كتاب مبسوط في النسب، فشجره(19).
وجرت العادة عندهم أن يكون -الشجر- على هيئة كتاب، حتى ربما وصل إلى مجلدات، يتصل الخط فيها، في أعلى أول صفحة بالصفحات التي تليها حتى يصل إلى آخر الكتاب. قال ابن الطقطقي: "المشجر الضابط فيه أن يكون بـ:"ابن" متصلة بالنون كيف تقلبت بها الحال في جهاتها الست(20)؛ وربما امتدت الخطة الواحدة في مجلدات كثيرة فما سلم اتصالها بالنون فليس بضائر اختلاف أحوالها…"أهـ.
3- المبسوط: وهو كتاب منثور في النسب، كـنسب قريش للزبيري، ونسب ابن الكلبي، وجمهرة النسب لابن حزم، وعمدة الطالب لابن عنبة، وأمثال ذلك. وسيأتي الفرق بينه وبين المشجّر.
وقد انتفع بطريقة التشجير هذه، فألَّف الشيخ أحمد أبو الخير المكي مشجّرًا سمّاه: مشجّر الأسانيد، قال الكتاني عنه: "ذكر فيه أسانيد الكتب الستة والموطأ ومسند الدارمي والشمائل، وتنوّع أسانيده لابن حجر والحجار وابن البخاري والدمياطي والتنوخي والبلقيني وابن الجزري وغيرهم من كبار المسندين، وهو مشجّر عجيب على نسق غريب جعله دوائر، وكل دائرة يكتب فيها اسم راوٍ، ويصلها بأخرى يكتب داخلها اسم الراوي عنه، وهكذا إلى اسم جامعه الشيخ أحمد أبي الخير، وهو عندي بخط جامعه، وهبنيه بمكة المكرمة، جزاه الله خيرًا، أرويه عنه". أهـ(21).
وكانت من طرائق الشيخ العلاّمة المحدّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله إبان تدريسه للحديث في الجامعة الإسلامية كتابته للأسانيد والمتابعات وبيان الطرق على هيئة التشجير.
يتبع
""" شكراً جـــزيلاً لك """
وفقكم الله وبارك فيكم
[align=justify]
دَرَجَ ، القومُ ، ماتوا ، انْقَرَضُوا ، فَنُوا
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، وبعد:
في الحجاز والمخلاف السُليماني هناك عشائر وأُسَرٌ يدعون النسبة إلى: [(عبدالله بن محمد الأكبر بن موسى الثاني بن عبدالله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه)]. ونسبهم (المزعوم) هذا باطل لا يصح. حيث قال الإمام المؤرخ النسّابة أبو الحسن علي بن زيد البيهقي الأوسي الأنصاري المعروف بأبن فندق المتوفى سنة 565 هـ في كتابه لباب الأنساب والألقاب والأعقاب (2/463) ما نصه: [(عبدالله بن محمد بن موسى الثاني لا عقب له بالأتفاق)]. فهنا ينقل الإمام المؤرخ النسّابة البيهقي رحمه الله إتفاق النسابين على عدم تعقيب عبد الله بن محمد بن موسى الثاني. ونقل أيضاً الإمام المؤرخ النسّابة البيهقي في نفس الكتاب مانصه: [(محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون كان له عُقب بالتمام ثم أنقرضوا)].
خُلاصة الكلام: كُل من أنتسب إلى عبدالله بن محمد بن موسى الثاني ، فهو دعي كذاب لا يصح له نسب. والله سبحانه وتعالى أعلم.
________________________________
البَاحَثَ: عُثْمَانَ بْنِ حُسَيْنُ الْقُرَشِيِّ
[/align]
لكذب في النسب اصبح مرض متاصل في البشر
والقران الكريم قطع الطريق عن كل مدغ نسبه الى الرسول الكريم
فكما يقال في المثل العربي سال البغل من لبوك قال لهم خال الحصان
عرب ام عجم خير النسب الاسلام لا انكر حق الناس في معرفت انسابهم ولكن الكذب في الانساب والتكبر بها
لا ردود انتظر الجواب
بارك الله فيك ياأخي
شكرررررررررررررررررررررررررررررررررا
السلام عليكم
ورحمة الله
وبركاته .
شكراً جزيلاً لـك .
تحياتي لـك .
دمتم بخير .