أياما بعد الدخول المدرسي، وعقب استكمال عملية الرصد الخاصة بالنقائص والاحتياجات، سطرت مديرية التربية بالوادي برنامجا عاجلا بالتنسيق مع السلطات الولائية للتكفل بأهم مشكل بات يؤرق المسؤولين المحليين ويعرقل عملية السير العادي للدروس المدرسية في المؤسسات التربوية، والمتعلق أساس بمشكل الاكتظاظ الحاصل في بعض المدارس، لاسيما في الطور المتوسط.
في هذا الصدد كشف مدير التربية بالوادي، في تصريح لـ”الفجر”، عددا من التدابير التي اتخذتها إدارته بالتنسيق مع السلطات الولائية تتعلق أساسا بآلية تسريع بعض المشاريع، وكذا برمجة مشاريع أخرى في البلديات التي تعرف مؤسساتها التربوية اكتظاظا ملحوظا، وأعطيت الأولوية في هذا الإطار للبلديات النائية والبعيدة. ولم يخف ذات المسؤول الإنجازات التي حققها قطاعه، حيث سجل في السنوات الأخيرة قفزة نوعية أين أنجز في السنوات الثلاثة الماضية، حسب محدثنا، ما يقارب المؤسسات التربوية المنجزة منذ الإستقلال بولاية الوادي، مضيفا أن قطاع التربية تدعم خلال الدخول المدرسي الحالي بعدة هياكل ومؤسسات تربوية، حيث استملت مصالحه 9 مؤسسات تربوية جديدة تمثلت في 5 مجمعات مدرسية ومتوسطة و3 ثانويات، بالإضافة إلى نصف داخلية. ويتوقع أيضا أن تستلم مصالحه بعد أسابيع عددا من الهياكل التربوية الأخرى توجد حاليا في طور الإنجاز، منها 12 مجمعا مدرسيا و3 متوسطات و6 ثانويات إلى جانب 13 أنصاف داخليات، وذلك لمواجهة ظاهرة الاكتظاظ بالمؤسسات التعليمية، بعدما التحق حوالي 201.164 تلميذا بمقاعد الدراسة برسم الموسم الدراسي الجديد بولاية الوادي موزعين على الأطوار التعليمية الثلاثة.
وفيما يتعلق بمشكل نقص التأطير والمناصب الشاغرة في المدارس، لاسيما في القرى النائية والبعيدة التي تعرف من سنة لأخرى، هجرة كبيرة للأستاذة والمعلمين نتيجة نقص المرافق الحياتية في هذه القرى، وهي النقطة التي ذكر فيها مدير التربية أنه تمّ مراعاة هذه المناطق النائية من خلال السعي لتوظيف أساتذة ينحدرون من البلديات القريبة منها لإعانتهم على البقاء فيها، كاشفا في سياق كلامه المناصب الجديدة التي سيتم فتحها في غضون الأيام القليلة القادمة عقب استكمال كل الإجراءات القانونية الخاصة بها، حيث سيتم فتح 686 منصب مالي. ويجري حاليا بكل من مصلحة الامتحانات والمسابقات وتسيير الموارد البشرية التحضير لمسابقات التوظيف لانتقاء الناجحين وتوجيههم إلى مناصبهم في النصف الثاني من شهر أكتوبر القادم كأقصى أجل. وتشمل إجراءات التوظيف 220 معلم بالطور الابتدائي، منهم 150 لتدريس اللغة العربية و70 معلما لتدريس اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى 78 أستاذا للطور الثانوي لتدريس مختلف المواد الدراسية.
وسيسمح طاقم المؤطرين من تدعيم شبكة التأطير البيداغوجي بالأطوار التعليمية الثلاث بغية التقليل من ظاهرة الاستنجاد بـ”المتعاقدين”، لما لها من تأثير سلبي على التحصيل العلمي للتلميذ هذا من جهة وللقضاء على نقص التأطير الناتج عن استلام مؤسسات تربوية جديدة من جهة أخرى.
كما تشمل العملية توظيف 256 عامل صيانة لتوزيعهم على المؤسسات التربوية التعليمية التي تعاني نقصا في عمال الصيانة لتوفير وضمان الصيانة الدائمة للتجهيزات والهياكل، يضيف ذات المتحدث.
وأكد مدير التربية أن مصالحه تلجأ مضطرة مع مطلع كل سنة جديدة إلى الاستنجاد بالمتعاقدين لاستخلاف طاقم التأطير المحال على التقاعد، وهو رقم ضخم – حسبه – يتجاوز بعض الأحيان الـ 200 بين أستاذ بالطورين المتوسط والثانوي ومعلم بالطور الابتدائي.