تخطى إلى المحتوى

مدرسة رمضان الحلقة العاشرة 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
أما بعد سأواصل في هذه الحلقة العاشرة بالحديث عن دروس رمضان والأخلاق التي نتحلى بها فيه هو خلق الصدق.
والقرآن الكريم حث أهل الإيمان و التقوى أن تكون فيهم خلق الصدق وأن يكونوا مع الصادقين و أن لا يتبعون أهل النفاق و الكذب فقال الله عز وجل في سورة التوبة الآية119 :
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين "
كما أن الصدق فيه رضا الله و نفع و جزاء عظيم يتمثل في جنات تجري من تحتها الأنهار ونجاة من النار قال الله في سورة المائدة الآية 119 :
"قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك هو الفوز العظيم "
فمن خلال الآية السابقة علينا التحلي بالصدق لندخل الجنة و لأن في الصدق خير و في الكذب الشرور لهذا قال الله عز وجل في سورة محمد الآية 21 :
"طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم "
وشهر رمضان شهر خير و يعلمنا الصدق الذي فيه الخير أما الكذب فيه شر و سوء عاقبة لهذا مدرسة شهر رمضان فيها ما يوحي بوجوب الصدق بحيث أننا نكون في حرص شديد على أن لا نشرب و أن لا نأكل و أن نتحكم في شهواتنا وأن لا نقل فاحش القول وأن لا نجهل وأن لا نكون من المنافقين في عبادة الصوم ولا نكون من أهل الرياء في صومنا بحيث من الممكن أن يكون الإنسان أمام الناس يصوم و في غياب الناس يفطر و يدعي كذبا أنه صائم وما هو بصائم لهذا المسلم الصادق هو من يكون صائما صادقا مع الله في السر و العلن بكل صدق و إخلاص لهذا فشهر رمضان يعلمنا أن نكون صادقين مع الله ولعظمة الصيام وقيمته جعل الله جزاء الصائم الصادق المخلص من إختصاصه أي اختصاص الله عز وجل حيث جاء في الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ – مَرَّتَيْنِ – وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ – تَعَالَى – مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا))؛ أخرجه البخاري.
لهذا علينا السعي في الصدق كل مشوار العمر في حياتنا كمسلمين .
فالصدق خلق الأنبياء لهذا علينا التحلي به فقد قال الله عز وجل عن النبي ابراهيم عليه السلام في سورة مريم الآية 41 :
"واذكر في الكتاب ابراهيم إنه كان صديقا نبيا "
وقال الله أيضا عن النبي إسماعيل عليه السلام في سورة مريم 54 :
" وأذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا "
وقال الله عز وجل عن النبي يوسف عليه السلام في سورة يوسف الآيةرقم46 :
" يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر و أخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون "
وقال الله عن النبي ادريس عليه السلام في سورة مريم الآية 56 :
" واذكر في الكتاب ادريس إنه كان صديقا نبيا "
إذن مما سبق يبدو جليا أن الصدق صفة الأنبياء و المرسلين الذين هم نموذج حي و عظيم علينا أن نقتدي به وعلينا التحلي بالصدق فالصوم يوحي بالصفاء و النقاء بأن يكون الإنسان صادق مع نفسه ومع الله وحتى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كان يتحلى بالصدق وكان الصدق صفة مميزة وظاهرة لرسولنا الكريم خاتم الأنبياء و المرسلين وكان قومه ينادونه بالصادق الأمين فمادمنا مسلمين فعلينا الإقتداء بالرسول و أن نكون من أهل الصدق خاصة في مدرسة رمضان لأن الرسول أعظم معلم لدرس الصدق بين البشرية.
ولأن الهص أثنى عليه وقال: " وإنك لعلى خلق عظيم " سورة القلم الآية 04
وقد قال الله في القرآن الكريم سورة الأحزاب الآية 21 :
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و يوم الآخر وذكر الله كثيرا "
لهذا علينا أن نتبع الرسول في خلق الصدق لأنه هو المثال الأعلى لنا كمسلمين و عللينا الإقتداء به لأن كلمة أسوة تعني القدوة وهو خير قدوة و خير من نتبع في الأخلاق الحميدة و النبيلة و علينا في شهر رمضان ومدرسة رمضان شهر القرأن أن نعلم أن الله أثنى على أهل الصدق ومادم الله أثنى على أهل الصدق فعلينا أن نكون من أهل الصدق في شهر رمضان وغير شهر رمضان فقدقال الله عز وجل في سورة البقرة الآية 177 :
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب ولكن البر من آمن بالله و اليوم الأخر والملائكة والكتاب و النبيين وآتى المال على حبه ذوي القربي و اليتامى و المساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب و أقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون "
من خلال الآية الكثيرة يتبين أن أهل الصدق لهم مكانة رفيعة و علينا وضع الصدق نصب أعيننا طول حياتنا حتى يحبنا الله و رسول .
والصدق يكون أيضا في الحديث فالمسلم في شهر رمضان لا يتحاشى فقط قول الفاحشة بل أيضا يتحاشى قول الكذب و الزور وقد روي عن النبي قال : آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا أؤتمن خان "رواه البخاري
كما أن الصدق يكون مع الإنسان بنفسه ومع نفسه وليس مع الآخرين فقط فالمسلم عبد لله وعليه أن يكون عبدا صادقا لا يخدع نفسه و عليه في دنينا الحنيف الإسلام أن يتحاشى الشكوك و يعترف بأخطائه وعيوبه ويسعى إلى تصحيحها لأن الصدق هو سبيل الفلاح وطريق النجاة فقد ثبت في السنة النبوية الشريفة أن رسول الله قال :دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الكذب ريبة و الصدق طمأنينة " رواه أحمد و الترمذي و النسائي .
وفي مدرسة شهر رمضان علينا معرفة أن الصدق يؤدي إلى الجنة وقبل الجنة إلى البر وهذا حا ل محمود على الملتزم بالإسلام أن يطبقه وهذا ما جاء في الحديث النبوي الشريف وهو كما يلي : حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن قال حدثنا محمد بن غالب قال حدثنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي ، قال حدثنا معمر بن سليمان عن أبيه عن منصور عن شقيق عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله عز وجل صديقا و إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " قال أبو الفتح رحمه الله صحيح من حديث منصور عن أبي وائل وهو غريب من حديث التيمي عنه تفرد به ابنه معمر وتفرد به عمر بن عبد الوهاب "
نص الحديث أخذ من الفوائد الصحاح والغرائب الأفراد من حديث الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بإبن الحمامي عن شيوخه .
ومن خلال الحديث الشريف يتبين لنا أننا علينا أن نكتب عند الله من أهل الصدق ونقوي هذا الخلق ونتحرى عليه في شهر رمضان ومدرسته وفي سائر الشهور و أن نتحاشى الكذب و نسعى إلى الإبتعاد عن الكذب حتى نكتب عند الله أننا من الصادقين ولسنا من الكاذبين .
هذا ما وقفني الله في كتابته عن الصدق بكل إختصار فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ونسال الله الهداية والتوفيق فيما نكتب وإلى اللقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته واستودعكم الله أماناتكم ودينك وخواتيم أعمالكم و الرجاء تنبيهي إلى أي خطأ مهما كان نوعه إملائي سواء في الحديث أو القرآن أو ممن ناحية الفكرة أو الأسلوب و جزاكم الله خيرا مسبقا وأختم فأقول أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا إجتنابه .

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.