أسفي على لغة القرآن ،لغة البيان ولغة البلاغة والاشتقاق، لقد أصبحت غريبة
في عقر دارها . هكذا أرادوا لها أن تكون ، إنهم أهلها الذين رضوا عنها بديلا بإيعاز
وتخطيط من أعدائها .
نعتوها بالقصور والعجز عن الإحاطة بجوانب الحياة والفكر وعلوم العصر، وهذا من قبيل
الآفتراء والخزي والعار … لقد تناسوا أنها جمعت كتاب الله لفظا وغاية ، فكيف تعجز عن وصف
آلات لمخترعات؟! .
ــ أين النخوة والاعتزاز العربي ؟
ــ أين دور المجامع اللغوية العربية ؟
ــ أين الأنظمة التربوية العربية ومناهجها؟
ــ أين الساسة وذوي الحل والربط في وطننا العربي المهزوم والمتقهقر الذي أضلته التبعية .
أننا في سبات والعالم من حولنا بتطور ، حتى لغاتهم الميتة نفثوا فيها الروح
فأنتجت علوما وتكنولوجيا وتواجدا في المحافل الدولية الراقية .
إننا في هوان وتذمر واستلاب ، حتى التواصل فيما بيننا أصبح بلغتهم ، وقد صدق
الشاعر (محمدبن عبد الله العود) عندما عبر عن هذه الانهزامية قائلا :
( أوكي ) ترددها قلبـك يطـربُ ** * وتلوكُ من ( أخواتها ) مـا يُجلَـبُ
فتقول : ( يَسْ ) مترنمًا بجوابهـا ** * وبـ( نُو) ترد القولَ إذ لا ترغـبُ
وتعدّ ( وَنْ ) مستغنيًا عن ( واحدٍ ) *** وبـ( تُو) تثنّي العدّ حين تُحسِّـبُ
تصف الجديد ( نيو) و( أُولْدَ) قديمَه *** و(بْليزَ) تستجدي بها مـن تطلـبُ
وإذا تودعنا فـ( بـايُ ) وداعُنـا ** * وتصيح (ولكمْ -هايَ) حين ترحـبُ
مهلا بُنـيّّ .. فمستعـارُ حديثِكـم ** * عبثٌ ..وعُجْمَـةُ لفظِـه لا تُعـرَبُ
تدعو أخـاك اليعربـيّ كـأعجـمٍ *** مستعرضًـا برطانـةٍ تتقـلـبُ !!
تستبـدل الأدنـى بخيـر كلامِنـا *** وكـأنّ زامـرَ حيِّنـا لا يُطـرِبُ !!
أنـعـدّ ذاك هزيـمـةً نفسـيـةً ** * أم أنّه شغـبٌ .. فـلا نستغـربُ ؟
مهلا أخي في الضّاد يا ابن عروبتي *** إن الفصاحـةَ واجـبٌ بـك يُنـدَبُ
حسْبُ العروبةِ أن تخـاذلَ قومُهـا *** فلنحتفـظْ منهـا بلفـظٍ يَـعْـذُبُ
رحم الله زمان الاعتزاز بالإنتماء العربي ورجاله إنتماء بالفكر واللغة والهوية.
فهاهو الرئيس الجزائري الراحل (هواري بومدين ) رحمه الله ينتصر للغته العربية وينطق
بها في شموخ وكبرياء من أعلى منبر الأمم المتحدة سنة 1974 .
نسأل الله أن يقيض للضاد من يحميها وبرفع رايتها بين الأمم .
وأسفاااااااااااه