تخطى إلى المحتوى

ما المراد بقوله تعالى: ( . وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً) ؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التفسير.

السؤال:


يقول ما المقصود بالأمانة في قوله تعالى
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ
ظَلُوماً جَهُولاً)
ولماذا كان الإنسان ظلوماً جهولا بحمله الأمانة وما هو معنى الآية إجمالاً؟

جواب الشيخ:

الأمانة هي تحمل المسئولية في العبادات التي أمر الله بها ورسوله وفي اجتناب المحرمات التي نهى الله عنها
ورسوله هذه هي الأمانة وأداؤها أن نقوم بذلك على الوجه الأكمل ولما كانت السماوات والأرض والجبال لم يكن
لها من العقل والإدراك مثلما للإنسان صار المتحمل لها الإنسان بما أعطاه الله تعالى من العقل والتفكير والتمييز
وبما أنزل الله عليه من الكتب وأرسل إليه من الرسل

فإن الإنسان قد قامت عليه الحجة بعقله وبالوحي الذي أنزله الله إليه وعلى هذا فإن الإنسان بتحمله هذه الأمانة كان ظلوماً
جهولاً لجهله بما يترتب على هذا التحمل ولظنه نفسه بتحملها ولكن الآية إنه أي الإنسان وهذا باعتبار الإنسان من
حيث هو الإنسان أما إذا كان مؤمناً فإنه يزيل عن نفسه هذا الوصف سوف يهتدي بالوحي فيكون عالماً وسوف يتقي
الله عز وجل فيكون غير ظالم لنفسه فالإنسان في الآية الكريمة من حيث هو إنسان

على أن يعض المفسرين قال إن المراد بالإنسان هو الكافر ولكن ظاهر الآية العموم وأن الإنسان من حيث هو إنسان ظلوماً
جهول ولو وكل إلى نسفه أو وكل إلى نفسه لكان ظالماً جاهلاً ولكن الله تعالى منّ عليه بالهدى والتقى فانتشل نفسه
من هذين الوصفين الذميمين الظلم والجهل إذا كان مؤمناً.

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا:
الْأَمانَةَ الطاعة، لأنها لازمة الوجود، كما أن الأمانة لازمة الأداء، وعرضها على الجمادات وإباؤها وإشفاقها مجاز.
فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها أي فأبين إلا أن يؤدينها، يعنى الانقياد لأمر الله عز وجل.
وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ أي وأبى الإنسان الا أن يكون محتملا لها لا يؤديها.
يقال: فلان حامل للأمانة ومحتمل لها، أي انه لا يؤديها إلى صاحبها حتى تزول عن ذمته ويخرج عن عهدتها، لأن الأمانة كأنها راكبة للمؤتمن عليها وهو حاملها، فإذا أداها لم تبق راكبة له ولا هو حاملا لها.

ظَلُوماً جَهُولًا حيث حمل الأمانة ثم لم يف بها.

الكتاب: الموسوعة القرآنية

المؤلف:

إبراهيم بن إسماعيل الأبياري (المتوفى: 1414هـ)

الناشر:

مؤسسة سجل العرب

الطبعة:

1405 هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.