باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله…عندما نتحدث عن الرزق ،فان الفكر ينصرف مباشرة الى المال،مع ان قيمته في مؤخرة الارزاق التي يسوقها الله الى عباده.
فنعمة الاسلام هي أعظم نعمة ساقها الله اليك ايها الأخ الفاضل وايتها الاخت الحبيبة،اذ جعلك الله من اتباع الحبيب صلى الله عليه وسلم،وحفظ القرآن وحسن الخلق والرحمة ونقاء النفس وسلامة الصدر والصحة والسلم والستر وراحة البال والامانة وحب الخير للناس والشجاعة والقناعة ،وكذلك الزوجة والزوج الصالحين والأولاد.
كل هذه الارزاق غفل عنها كثير من المسلمين وشغلوا أنفسهم باللهث وراء المال،بل ان الصبر نعمة عظيمة لمن تدبر ،فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم (من يتصبر يصبره الله وما اعطي أحد عطاء خيرا واوسع من الصبر).
واما المال فانه قد يجعل العبد ينشغل عن طاعة ربه،ولذا قال صلى الله عليه وسلم (ما قل وكفى خير مما كثر والهى)،وكان دعاء النبي عليه الصلاة والسلام (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا)،أي ما يكفي لقوت اليوم ولا يزيد عليه.
ولما كان الأنسان في سن الشيخوخة أشد احتياجا الى تيسير الرزق،لأن قدرته على السعي لاتوازي قدرته في الشباب،كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم(اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري).
قال تعالى{وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها}،والله لو ايقنت القلوب هذه الآية لما وجدنا رجلا يخاصم أخاه على مال أو جاه،فلقد تكفل الله بأن يرزق الدواب والبهائم،فكيف بالمؤمن الذي رفع راية التوحيد.
اسأل الله ان يوسع رزق المسلمين وان يبارك لهم فيها،وان يردهم الى كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام،وألا يذلهم الى الشرق الملحد أو الغرب الكافر،وان يربط قلوبهم برب المشارق والمغارب.