ماذا يريد غلام الله وأشياعه من السلفيين في الجزائر:
لقد أثار المقال الذي كتبه عدة فلاحي مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف في جريدة الشروق اليومي الجزائرية جدلا واسعا في قضية السلفية التي يريدها الوزير وأشياعه منهم عدة فلاحي وقد نبه أحد الاخوة على هذا المقال تنبيهات مهمة اختصرها لاخواني علها تكون نورا ونبراسا لطالب الحق وهي أخي الفاضل كالآتي:
1ـ لا أدري ما هو مستوى هذا المستشار العلمي في علوم الشريعة، لكي يتكلم في هذا الباب بهذا التنظير أم أن باب الإجتهاد مفتوح لكل أحد.
2ـ طعنه في الشيخ ابن باز من خلال ذكره لهيمنة الدول الكبرى على العالم وأنهم يعلمون ما هو خارج الكرة الأرضية في حين أن ابن باز يرى بأن الأرض مسطحة ثابتة ،أقول : ما ذنب ابن باز في هذا إذا كانت العمدة عنده هي ظاهر نصوص القرآن، كذالك أثبت لنا أن الكفار تجاوزوا الكرة الأرضية ، ولو تجاوزوها فهو من العلم الدنيوي الذي قال فيه ربنايعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}. ضف إلى ذلك أيها المشتشار أنه لا بد لك أن تقرأ ما سطره العلماء في قضية القرآن والنظريات العلمية الحديثة.
3ـ أن التيار السلفي هو فقط تجديد للدين وعودة إلى ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها في فهم النصوص الشرعية ليس إلا ،وأما التطور في أمور الدنيا فأنتم أعلم بأمور دنياكم ، لا كما ذكره هذا المدعي.
4ـ السلفية تحارب الشرك وكل مظاهر الإنحراف العقدي الديني وهذا واضح بين لا يحتاج إلى بيان، فهل الدولة الحديثة عندك حاربت هذه الخرافات كما تقول ، الواقع ينضح بغير ذلك وأنتم تعملون جاهدين على نصرة الطرقية والصوفية المليئة بالخرافات في الجزائر التي حاربها فطاحلة علماء الجزائر من أمثال ابن باديس والابراهيمي والميلي وغيرهم، فلماذا لم تحاربها الدولة الحديثة عندك.
5ـ ذكر هذا المستشار سلفية مالك ، أقول: بكل صراحة انتسابك إلى مالك دعوى تحتاج إلى برهان، بل أقول إن المذهب المالكي في الجزائر هو في طور الاحتضار، وأنتم لا ترثون مالكا لا بالفرض ولا بالتعصيب ولا أنتم من ذوي الأرحام،وأحق الناس بعلوم مالك هم السلفيون الذين اتبعوا منهجه وعقيدته وهديه وسلوكه،أما انتم فقد اخترعتم منهجا آخر ألا وهو فقه مالك وعقد الأشعري وطريقة الجنيد ،وكأن مالكا لا سلوك عنده ولا عقيدة صحيحة إنها لاحدى الكبر حاشا لمالك من ذلك ،وحتى في الفقه ففقهكم مبني على التلفيق في اتباع أهواء الناس كما هو معروف، فأرجوا من المستشار أن يفهم ذلك جيدا,
ضف إلى ذلك ماذا قدمتم للفقه المالكي وما مدى اسهاماتكم في خدمة المذهب ،أثبتوا بالدليل أم أنه مجرد الصراخ والعويل والبكاء على الأطلال، توفي في العهد القريب محمد باي بلعالم هل قدمتم شيئا لهذا الرجل العالم ، كتبه طبعت في المشرق، إذا ذهب إلى الحجاز يرفع على الرؤوس، أم أنه يكفي أن يذكر في وسائل الإعلام بأنه توفي اليوم العالم محمد الباي في بضع ثواني، هكذا يعامل حتى علماء المالكية عندكم ، وأما الفنانون يبكي عليهم القاصي والداني وما زالو يُذكرون الآن،فمن يتحمل المسؤولية أنتم الذين في أيديكم القرار أم نحن لقد ضيعتم كل شئ، إذا تقرر ذلك فمن أحق الناس بمالك بكل صراحة إنهم السلفيون .
6ـ ذكر هذا المستشار أنه ينبغي للسلفيين أن يثبتوا أنهم يحبون الوطن ،أقول : ـ ما هو حب الوطن عندكم ؟ اذا كان هو الدفاع على الوطن بالحفاظ على هويته المتمثلة في حفظ الدين والمحافظة على التراث وعدم الانسلاخ من كل هذه المقومات فنعم نحن نحب الوطن بهذه الطريقة، وأما بالطريقة التى ذكرها المستشار باتباع المذهب المالكي ـوهي زور وبهتان كما ذكرناهاـ فيما يحلوا لكم مع الانسلاخ التام من الدين والذهاب إلى قبور الشهداء يوم أول نوفمبر للفاتحة هو كذب على الشهداء وغيرها من المناسبات ،هذه لا تدل على حب الوطن أبدا لا من قريب ولا من بعيد ،هل يحب الوطن من يخالف أسلافه حتى في لباسهم ،هل يحب الوطن من يخون ويسرق في عمله ،هل يحب الوطن من يريد أن يطمس الحقائق على شعبه ويريد أن يحارب طائفة تريد أن تعود بشعبها إلى الغرز الأول ،هل يحب الوطن من يريد أن يجاري فرنسا في كل شيء، انسلخت قيمنا أيها المستشار وانظر إلى حال الشباب اليوم كيف يتبعون كل ناعق وتتحملون جزءا من المسؤولية لأن القرار بيدكم.
7ـ ليعلم المستشار أن الدين الإسلامي مصلح لكل زمان ومكان إذا بينه أهل العلم ،وليس هو مجاراة لأهواء الناس،وأذواق الشعوب، وقد قرر الشاطبي هذه المسألة بقوة انظر الموافقات.
8ـ ذكر المستشار أن على الأئمة الالتزام بالقوانين خاصة السلفيين فأقول: لقد أثبت السلفيون جدارتهم في هذا المنصب والواقع هو خير دليل ، علموا الناس دينهم ،وبحسن أخلاقهم وبالتزامهم كسبوا حب الناس حتى إنك ترى كثيرا من شعبنا الحبيب يثق فيهم ولا يثق فيكم، وأما الأئمة الذين تريدونهم على مقاسكم فلتعلموا علم اليقين أن بعضا منهم للأسف الشديد أعانوا على نزع ثقة الناس منكم وهذا واقع ،بل ذكر لي أحد الناس في أحد المعاهد لتخريج الأئمة أن بعض أئمة المستقبل عندهم يدخنون ويتكلمون الكلام البذيء وغيرها ،نستحي أن نذكرها في مقالنا هذا ،ولكن هؤلاء هم الأئمة الذين يريدهم المستشار والوزير وغيرهم الذين يحبون وطنهم وينصرون دينهم ،معادلة غير صحيحة أبدا.
9ـ ختاما أقول للمستشار وللوزير وغيرهم نحن لا ندعي الكمال ،وأن الله هو ناصر الدعوة السلفية لسلامة المشرب وصحة المعتقد والمتكأ، ولكن اعلموا أن المسؤولية كبيرة والله هو الموعد وعند الله تجتمع الخصوم، فأعدوا للسؤال جوابا، ولهذا أرجوا من كل جزائري منصف أن يقرر الحقيقة التي لطالما أخفاها عنا هؤلاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .