فيما تتواصل التحقيقات الأمنية حول مسابقات التوظيف: أكثر من ألف أستاذ بالجلفة دون مرتبات ولا مقررات تسمية منذ ثمانية أشهر
غموض في عملية توظيف أكثر من 600 أستاذ والنائب العــام يأمـــر بفتح تحقيق
يعيش أكثر من ألف أستاذ من الناجحين في مسابقة توظيف الأساتذة التي أجريت شهر أوت 2024، حالة صعبة نتيجة التأخر في تسوية وضعياتهم الإدارية وصب مرتباتهم، حيث استغرب هؤلاء تماطل الجهات الوصية خصوصا فيما يتعلق بمقررات التسمية، مهددين باللجوء الى الاعتصام في حال استمرار الوضع كما هو عليه. ويتزامن التهديد بالاعتصام مع التحقيقات التي تجريها مصالح الأمن حول مسابقات التوظيف التي نظمتها مديرية التربية، حيث أكدت مصادر أمنية وجود تجاوزات بخصوص سير المسابقات، وأردفت المصادر أن المحققين أخذوا نسخا من ملفات المترشحين للتأكد من احتمال وجود تزوير في كشوف النقاط وشهادات العمل وتجاوزات أخرى لم يتم الكشف عنها لسرية التحقيق، إضافة إلى نسخة من سجل المترشحين المتقدمين إلى المسابقة التي تعد الوثيقة الأهم. ولم تستبعد مصادرنا أن يشمل التحقيق شهادات العمل المقدمة من طرف الناجحين. وكانت التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن بناء على أمر النائب العام لدى مجلس قضاء الجلفة، قد كشفت عن تجاوزات في مسابقة توظيف المقتصدين من بينها وجود كشوف نقاط مزورة، ما أدى الى توسيع دائرة التحقيقات إلى كافة مسابقات التوظيف التي أشرفت عليها مديرية التربية.
في السياق ذاته، ذكرت مصادر مقربة من التحقيق أن عمليات التوثيق ستٌعطل عمليات التحقيق، بالنظر الى العدد الكبير للناجحين الذي وصل الى أكثر من 1540 ناجحا في مختلف الأطوار، إضافة ذات تخرجهم من جامعات مختلفة.
مصادر أمنية: لا علاقة للتحقيقات بالتماطل في الإجراءات الإدارية الخاصة بالناجحين
المصادر أكدت تركيز المحققين على سير كافة إجراءات المسابقة من أجل الوصول إلى أدلة فعلية لبعض ”التجاوزات” التي كان من المفروض أن تكون الوزارة حاسمة فيها بسبب أنها أفضت الغموض على إجراءات التوظيف، خصوصا فيما يتعلق بنقطة عدم احترام الإدارة لتعليمات الوزارة بنشر النتائج كاملة وهي النقطة التي أدت الى عمليات احتجاج واسعة، حين رفض العام الماضي القائمون على المسابقة نشر الترتيب الكامل للمترشحين بمعدلاتهم، واكتفوا بنشر الناجحين والاحتياطيين عكس ما أوصت به تعليمة الوزارة لإضفاء الشفافية على عملية التوظيف بعد الرخصة الاستثنائية للتوظيف المباشر باحترام المعدلات التي ظهرت بعد المسابقة. وتضيف مصادر ”البلاد” أن الغموض لا يزال يكتنف عملية التوظيف المباشر لسد المناصب الشاغرة التي تعدت 600 منصب بالجلفة ولا تزال العملية مستمرة، حسب تصريح سابق لمدير التربية، إضافة إلى 872 ناجحا في المسابقة، حيث وصفها مترشحون بـ«الضبابية” في إشارة لغياب قوائم الترتيب الحقيقية وغياب إجراءات تعليق أسماء الناجحين من أجل التعرف على مرتبتهم. في السياق ذاته، ألهبت التحقيقات الأمنية كواليس مديرية التربية، حيث لا حديث إلا عن تفاصيل المسابقة العام الماضي التي عرفت احتجاجات شلت مديرية التربية لأسابيع بعد نجاح خريجي جامعات سنة 2024 أمام دهشة الراسبين.
الأساتذة المعنيون يعبرون عن استغرابهم لتناقضات المسؤولين بالقطاع
وفي وقت تنفي مصادر ”البلاد” أية علاقة للتحقيقات الجارية بمسألة التماطل في الإجراءات الخاصة بتسوية وضعية الناجحين الإدارية والمالية في المسابقة محل التحقيق، لا يزال 1543 أستاذا لم يتلقوا مستحقاتهم من بينهم أكثر من 900 باشروا عملهم منذ سبتمبر الماضي، والأدهى من هذا، يضيف الأساتذة، أنهم لم يتسلموا ”مقررات التسمية”، معبرين في تصريحات لـ«البلاد ” عن استغرابهم من تناقضات المسؤولين على قطاع التربية في كل مرة يطلبون فيها تبرير التأخر الفاضح. وأمام محاولات ”البلاد” الاتصال بمديرية التربية، إلا أننا لم نتلق إجابات واضحة في غياب مدير التربية، لكن ـ حسب مراقبين لوضع التربية في حديث لــ«البلاد” ـ يعود المشكل الى تأخر الإدارة في إمضاء مقررات التسمية قبل شهر ديسمبر من أجل تسديد مرتبات الناجحين، حسب ما تفرضه تقاليد التسيير المالي، ما أدى إلى استحالة تسوية المستحقات إلا بعد شهر جوان، أمام استغراب طرق التسيير الحالية التي أدت الى تعقد العديد من الوضعيات. وأردف المراقبون أن هناك الكثير من الموظفين والأساتذة لم يتقاضوا مخلفات الدرجات منذ سنوات رغم تقديم كافة الوثائق، لكن غياب التنسيق حال دون تسويتها ما جعل الأمر يصبح تقليدا سيئا في الجلفة يفسر الاستياء الكبير والاحتجاج اليومي أمام مقر المديرية، إلى جانب هذا استبعد محدثونا قيام المدير بإجراء تغييرات جذرية تخوفا من إحداث أي اختلالات أو صراعات، متسائلة عن جدوى ”الوضع تحت تصرف” الذي صار السمة الغالبة للموظفين رغم وجود أكثر من 30 إطارا إداريا داخل المديرية.
م. ك