مصطلح الانتهازية هو من المصطلحات السياسية الذي يراد منه التقلب الفكري وفق فكرة (انتهاز الفرصة) في النشاط السياسي او الحكومي وقد وردت تلك الصفة في الذكر الحكيم لتصف شكل من اشكال الانتهازية
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة:14)
لنعرف في البداية بالانتهازية كظاهرة، بشكل موجز ومبسط : إنها اتخاذ الفرد( أو المجموعة) مواقف سياسية أو فكرية لا يؤمن بها، في سبيل تحقيق أو حماية مصالح ذاتية انية. و تبعا لذلك، يغير هذا الفرد ( أو المجموعة) مواقفه السياسية و اختياراته حسب تغير الظرف، من أجل أن ينسجم مع الظرف الجديد أملا في الحصول على مصلحة موجودة.
والانتهازيون يعادون ويناقضون الصراحة، وهذا ما يميز ممارستهم عن ممارسة الطبقات الرجعية الواضحة، المعادية للتغيير والتقدم. إذ أن لهذه الطبقات التي تدافع عن القديم أو عن الواقع الراهن عادة، مذهب سياسي، وعقيدة مستمدة من شكل المجتمع الذي تقوده و تريد له البقاء. أما الانتهازية فليس لها أي مذهب أو عقيدة أو نظرية محددة، فهي تقول اليوم ما تنقضه غدا. و تقول غدا ما تتخلى عنه بعد غد…إنها تكتفي بالمواقف السياسية اليومية النفعية، و إن تبنت شكليا عقيدة ما، فإنما لخدمة هذا الموقف السياسي أو ذاك، و هي قادرة على التخلي عن كل المذاهب دفعة واحدة إذا ما اقتضت مصلحتها الظرفية ذلك.